مصري هزم السرطان يروي لـ"العين" لحظات الانهيار والتحدي
محمد عادل شاب مصري تمكن من قهر مرض السرطان، يروي لـ"العين" أصعب أوقاته والحلم الذي تحقق.. ماذا قال؟
لم يكن محمّد عادل يتخيّل أن يصاب بالسرطان، وهو لم يكمل عامه الخامس والعشرين في الحياة بعد؛ إذ كان شديد التحفظ في نظام حياته ويختار طعامه الصحي بعناية، إضافة إلى ممارسته الرياضة باستمرار.
ذات يوم، فوجئ محمّد بارتفاع درجة حرارته لتتعدى 41 درجة، ولمدة شهرين لم ينجح الأطباء في تحديد مرضه، وخسر أكثر من 20 كيلوجراماً في أول 3 أسابيع، ممّا أصابه باليأس الشديد من النجاة.
في البداية سارع طبيب إلى تشخيص الورم الموجود في معدته بأنه تمزّق عضلي، فيما شخصه آخر بأنه ورم ناجم عن التدخين، حتى وصل الأطباء إلى التشخيص الصحيح.
- مذيعة لبنانية "كفيفة" تدخل موسوعة الأرقام القياسية
- بالفيديو.. فتاة تعيش بدون طعام أو شراب منذ 9 أعوام
يقول محمد عادل لبوابة "العين": "حين أخبرني الطبيب الأخير بأنني أعاني من ورم سرطاني في الغدد الليمفاوية كنت أعتقد أنني أعيش كابوساً فقط وسينتهي، فقد قال لي: ستحصل على جلسات للعلاج الكيماوي.. سيسقط شعرك وسيتغير شكلك.. وحين ذهبت إلى الجلسة الأولى أدركت أن الأمر حقيقة".
قرّر محمّد عقب لحظات من اليأس أن يواجه مرضه، وأن ينشغل بآلام من حوله عن آلامه، فاعتاد أن يتجاذب الحديث ويلقي النكات على المرضى في كل مرة يذهب فيها إلى المستشفى حتى بدأت صحته تتحسن. ذهب وحلق شعره الطويل استعداداً لبقية المواجهة، وأصرّ على منح الأمل لمن حوله، حتى ارتبط به بعض المرضى.
قبل موعده التالي مع الطبيب، قرّر أن يخرج من إطار المرض وذهب إلى شرم الشيخ، وحين عاد أخبره الطبيب بأنه يحتاج إلى عينة نخاع- وهو أمر شديد الألم والصعوبة بالنسبة له، فشعر برغبة عارمة في البكاء، لكنه ظل يذكر الله كثيراً حتى استطاع استجماع شجاعته.
ويقول: "حين أتذكّر تلك الأيام أتعجّب من القوة التي منحني الله إياها، تلك القوة التي جعلتني أسير على قدمي عقب الجلسات مع أنني في المرات الأولى كنت لا أقوى على فعل شيء".
في الجلسة الأخيرة، كان مزيج من مشاعر الخوف والفرح يراود محمّد، سعيداً لأنها قد تكون النهاية لرحلة الآلام التي غرق فيها، وقد تأتي التحاليل الأخيرة بنتيجة سلبية يضطر معها إلى بدء الرحلة من جديد.
يتابع "كثيراً ما استرجعت شريط حياتي كلّها في تلك الفترة، وعرفت كم أن همومي السابقة التي تصيبني بالحزن الشديد لا تمثل شيئاً أمام هذا المرض".
جاءت النتيجة الأخيرة إيجابية، أخذ محمّد في قراءة ورقة التحاليل الأخيرة عشرات المرات وهو غير مصدق أنه انتصر أخيراً على المرض، وأنه لن يتعرض لجلسات العلاج الكيماوي مرّة أخرى. يقول: "شريط هذا العام مرّ أمامي وتذكرت فيه كل لحظة ألم لم أصرخ فيها ولم أبكِ".
محمّد يطالب محاربي السرطان بالتمسك بالقوة النفسية، والتخلّي عن الخجل والخوف من مصارحة الجميع بحقيقة مرضهم، إذ يعتقد كثيرون أنه شيء مخجل اجتماعياً ويظهرهم في قالب "الضعفاء" ويجرح كرامتهم الإنسانية. ويضيف: "السرطان محنة من الله لنا، ورسائل للأصحاء في الوقت نفسه ليعرفوا نعم الله عليهم، التي لا يشعرون بها".
ينصح عادل المحاربين الآن بتناول الطعام جيداً، والتحلّي بالقوة، والحديث دائماً عن رحلتهم لتحويلها من نقطة ضعف إلى مصدر فخر وقوّة، مضيفاً "شعركم سيعود وصحتكم ستصبح أكثر قوّة وستصبحون أكثر تقديراً لقيمة الحياة.. حين تنتهون من العلاج سترون كل شيء بنظرة مختلفة".
aXA6IDMuMTQxLjMyLjUzIA== جزيرة ام اند امز