هل تتصالح مصر مع الإخوان؟.. برلمانيون يجيبون
برلمانيون مصريون يؤكدون أن رغبة الإخوان للتصالح تكتيك جديد "خبيث" للعودة للمشهد المصري، خاصة أن أيادي الجماعة ملطخة بدماء المصريين.
قال برلمانيون مصريون، إن رفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، المصالحة مع تنظيم الإخوان جاء معبرا عن إرادة ورغبة الشعب المصري التي ترفض التصالح مع تنظيم"عدو للدولة وللشعب المصري."
ورأى عدد من البرلمانيين في أحاديث لـ"العين الإخبارية" أن الحديث عن رفض المصالحة، يبدو أنه في سياق الرد على التنظيم الدولي للإخوان، والدول الراعية له بعد محاولات جرت عبر رسائل مباشرة وغير مباشرة مؤخرا للمصالحة مع القاهرة.
وأكدوا أن رغبة الإخوان للتصالح تكتيك جديد "خبيث" للعودة للمشهد المصري بعدما لفظهم المجتمع، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن الحديث عن المصالحة "درب من الخيانة"؛ لأننا أمام فصيل إرهابي حمل السلاح ضد المجتمع، وأياديه ملطخة بدماء المصريين.
وشدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد، على أنه "لا تصالح مع من يريدون هدم مصر ويؤذون شعبها"، في إشارة إلى ما أشيع خلال الآونة الأخيرة عن التصالح مع تنظيم الإخوان.
وقال السيسي، خلال فعاليات الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، إنه:"مقدرش أتصالح مع اللي عايز يهد بلادي ويؤذي شعبي وولادي، لو اختلف معايا اختلاف على أد الاختلاف أهلا وسهلا، لكن لو عايز تدمر وتخرب وتقتل أصالحك إزاي".
وكان الرئيس المصري أكد في تصريحات سابقة، أن تنظيم الإخوان لن يكون لها دور في المشهد خلال فترة وجوده في السلطة، مؤكدا أن الشعب لن يقبل بعودتهم "لأن فكر الإخوان غير قابل للحياة ويتصادم معها".
تكتيك خبيث
وقال النائب طارق الخولي أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، إن تأكيد الرئيس رفض المصالحة مع الإخوان في سياق تردد خلال الفترة الأخيرة من مغازلة ومحاولات من جانب الجماعة الإرهابية بإرسال رسائل مباشرة وغير مباشرة حول الرغبة في المصالحة في تكتيك جديد يستهدف العودة للمشهد السياسي والحياة.
وأضاف الخولي في تصريحات لـ"العين الإخبارية": هؤلاء (الإخوان) لديهم أجندة خاصة للسيطرة على مصر وليست أجندة وطنية، والحديث عن مصالحة غير مقبول بل يعد دربا من الخيانة؛ لأننا أمام فصيل خائن، حمل السلاح ضد المجتمع، وأياديهم ملطخة بدماء المصريين.
ورأى الخولي أن الرمي بورقة المصالحة هو محاولة خبيثة للعودة للمشهد المصري بعد فشل محاولاتهم إحداث فوضى داخل البلاد يتم استغلالها لعودتهم.
الحلم الإخواني المريض
وأوضح الخولي أن الإخوان ارتكبوا منذ عام 2013 جرائم عنف وإرهاب، والدخول في مواجهات مباشرة، في محاولة لإحداث فتنة وفوضى داخل المجتمع تساعدهم في العودة للمشهد السياسي مرة أخرى على أنقاض المجتمع.
وأردف: فشل مساعي الإخوان للعودة من خلال العنف والتحريض، دفعهم لمحاولة تغيير التكتيك بإلقاء ورقة المصالحة للعودة لمساحة في المشهد الحالي؛ لكنهم لا يدركون أن المسألة ليست خلافا سياسيا، بل نحن أمام فصيل غير وطني، ولا يؤمن بالدولة المصرية.
ونوه أمين سر لجنة العلاقات الخارجية أن التنظيم لا يؤمن بفكرة الدولة، ويسعى لتخطي الدولة من أجل تحقيق الحلم الإخواني المريض لحكم المنطقة عن طريق استخدام الدين ورضوخ المجتمعات لحكمه.
الإخوان "أعداء" الدولة وللشعب"
وفي تعقيبه، قال النائب محمد أبو حامد وكيل لجنة التضامن بمجلس النواب المصري، إن تصريحات الرئيس المصري تأتي كتعبير واضح عن إرادة ورغبة الشعب التي ترفض التصالح مع تنظيم هو "عدو للدولة، وسلوكياتها على مدار تاريخها كلها تحمل العداء للدولة وللشعب".
وأوضح: "ظهر ذلك بوضوح عقب ثورة 25 يناير و30 يونيو، فأيادي الجماعة تتساقط منها دماء أبناء الشعب المصري سواء من القوات المسلحة، أو الشرطة، أو القضاء، أو المواطنين ".
وأكد أبو حامد أن جميع تحركات التنظيم الإرهابي على المستوى الدولي تحرض ضد الدولة المصرية، وتعقد اجتماعات لا تنتهي في العديد من دول العالم تحمل كل معاني التحريض، وما تفعله الجماعة الإرهابية في الخارج تجاه الشعب المصري هي سلوكيات عدو."
وحول سياق وتوقيت تأكيد الرئيس المصري رفض التصالح مع الإخوان، قال عضو مجلس النواب إن "الإعلام تحدث خلال الآونة الأخيرة أن تركيا تريد عقد مباحثات أمنية مع مصر، وإعادة العلاقات وعمل المصالحة، وأعتقد أن رسالة رفض التصالح تأتي كرد على التنظيم الدولي للإخوان، والدول التي ترعاه".
ونبه أبو حامد وهو وكيل لجنة التضامن في مجلس النواب، إلى أن السيسي يتحدث دائما خلال الندوات التثقيفية للقوات المسلحة عن القضايا الكبيرة التي تمس الأمن القومي، ودائما يكون هناك رسالة واضحة للشعب المصري أو لأعداء الدولة.
ولفت إلى أن "ضغط الإخوان بعد ثورة 30 يونيو/حزيران الأساسي ليس من أجل العودة للحكم، لكن العودة للحياة داخل المجتمع المصري، كما كان أيام الرئيسين الراحلين حسني مبارك وأنور السادات"، وهو ما حذر منه قائلا : "حدوث ذلك سيكون خطأ جسيما إذا حدث، لأن الجماعة لو تمكنت من الشعب مرة أخرى لن ترحم أحدا".
وتكشف مؤخرا معلومات بشأن مساعي أنقرة لرأب الصدع مع القاهرة عقب سلسلة هزائم متواصلة في ملفات إقليمية كانت القيادة المصرية رسمت حولها دائرة حمراء لتعصمها من العبث التركي، وبنت تحالفات أبرزها مع اليونان وقبرص شرق المتوسط لصد أطماع أردوغان، بحسب مراقبين.
وفي موقف مختلف ومفاجئ، وبعد قطيعة مستمرة منذ 7 سنوات، نقلت وكالة رويترز للأنباء مؤخرا عن أردوغان قوله إن تركيا لا مانع لديها في الحوار مع مصر، موضحا خلال مؤتمر صحفي عقده في إسطنبول: "لا مانع لدينا في الحوار مع مصر، وإجراء محادثات مع القاهرة أمر مختلف وممكن وليس هناك ما يمنع ذلك".
وتأتي تصريحات أردوغان، بعد أيام من تصريحات نقلتها وكالة الأناضول التركية، على لسان ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، أشاد خلالها بالجيش المصري، ووصفه بأنه "عظيم" ويحظى باحترام تركيا.
كما دعا أقطاي، الذي دأب على التحريض ضد مصر ودول الخليج، إلى ضرورة أن يكون هناك تواصل بين مصر وتركيا بغض النظر عن أي خلافات سياسية قائمة.
aXA6IDE4LjExOS4yNDguMjE0IA== جزيرة ام اند امز