خبراء أوروبيون يحذرون من خطر انتقال قيادة الإخوان للقارة العجوز
أستاذ بجامعة فيينا قال إن الإخوان ستكثف أنشطتها في القارة الأوروبية في وجود القيادة الجديدة بعد أن باتت ضعيفة للغاية في مصر.
رغم تسارع خطى مكافحة الإخوان الإرهابية في أكثر من دولة أوروبية، إلا أن انتقال قيادة التنظيم إلى القارة العجوز، بعد تسمية إبراهيم منير، قائما بأعمال المرشد العام، يدق ناقوس الخطر، وفق محللين غربيين.
وفي أواخر أغسطس/آب الماضي، ألقى الأمن المصري القبض على محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان منذ 2013، ما دفع الجماعة سريعا إلى تعيين منير المقيم في لندن منذ عقود، قائما بأعمال المرشد.
ووفق مراقبين، فإن جماعة الإخوان الإرهابية تجاوزت بتعيين منير، الأعراف والتقاليد المتبعة، حيث إنه للمرة الأولى يجري اختيار المرشد من خارج مصر، كما لم تأتِ عملية الاختيار عبر انتخاب مجلس شورى الجماعة له.
ووصف خبراء سياسيون مصريون في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية" تعيين إبراهيم منير في منصب القائم بأعمال المرشد العام للإخوان بأنه "زلزال" سيدفع إلى تمرد سيكون الأكبر في تاريخ التنظيم الإرهابي بين جيلي الوسط والشباب.
عدنان أصلان، الأستاذ في جامعة فيينا والخبير في شؤون الجماعات الإسلامية المتطرفة، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن "الإخوان تملك بالفعل وجودا قويا في أوروبا في الوقت الحالي، وعددا كبيرا من المنظمات النشطة فيها".
وتابع "لكن الإخوان ستكثف أنشطتها في القارة الأوروبية في وجود القيادة الجديدة، بعد أن باتت ضعيفة للغاية في مصر".
بدوره، قال فولفرام رايس، أستاذ الدراسات الدينية في جامعة فيينا والخبير في شؤون الإخوان لـ"العين الإخبارية" إن "الإخوان تعرضت لضربات قاصمة في مصر وفقدت قدرتها على الحركة والفعل".
وتابع "في عقود سابقة، نقلت الإخوان هياكلها الإدارية إلى خارج مصر، وأعتقد أن هذا سيكون الحال هذه المرة، ولكن بالتحديد إلى أوروبا".
وتابع "أتوقع أيضا أن يتجه جناح من الجماعة في أوروبا نحو مزيد من التطرف، ما يفاقم تهديدها للقارة".
أما لودجر لولكر، أهم باحث متخصص في شؤون التنظيمات الإسلامية في النمسا والأستاذ في قسم الدراسات الشرقية في جامعة فيينا، فقال لـ"العين الإخبارية" إن "تهديد الإخوان لأمن أوروبا وتماسكها الاجتماعي يتفاقم بصورة كبيرة في ضوء التطورات الداخلية في هياكل الجماعة".
وتابع "الجماعة تعمل كتنظيم سري مغلق في دول أوروبية عدة منها النمسا، وتستغل الأراضي الأوروبية كقاعدة لأنشطتها في الدول العربية، وهذا سيتزايد في الفترة المقبلة".
وأوضح "في النمسا على سبيل المثال، تعقد الإخوان لقاءات سرية بتحريض من قياداتها في دول أوروبية أخرى، وتدور هذه الاجتماعات حول أنشطة الجماعة في القارة وسبل توسيع دوائر نفوذها".
وطالب لولكر الدول الأوروبية باتخاذ إجراءات قوية لمحاصرة خطر الجماعة تشمل وقف التمويلات الخارجية، ووضع مؤسساتها تحت رقابة قوية.
ويأتي هذا التحذير من تنامي تهديد الإخوان للأمن والتماسك الاجتماعي في أوروبا، في وقت تكثف فيه عدد من دول القارة تحركاتها لمواجهة خطر الجماعة.
والشهر الماضي، أوقفت عدة مدن سويدية، في مقدمتها مدينة جوتنبرغ على الساحل الغربي في السويد، تمويل مؤسسة ابن رشد التعليمية، ذراع جماعة الإخوان في البلاد.
تلك الخطوة حركت مطالبات سياسية واسعة بحظر تمويل على المنظمة في كل أنحاء السويد، وهو ما ينتظر أن تنظره الحكومة خلال الأسابيع المقبلة، وفق صحف سويدية.
لكن تحرك السويد لتجفيف منابع تمويل مؤسسات الإخوان لم يكن خطوة منفردة، إذ سبقتها ألمانيا وأوقفت التمويل الحكومي لفرع منظمة الإغاثة الإسلامية، المرتبطة بالإخوان، في البلاد، في مارس الماضي.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، حيث أحال البرلمان الألماني في فبراير/شباط الماضي مشروع قرار ينص على فرض رقابة قوية ضد الإخوان الإرهابية في ألمانيا، للجنة الأمن الداخلي لدراسته، دون أن يخرج قرار نهائي من اللجنة حتى اليوم بسبب انشغال البرلمان بمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وفي النمسا، أعلنت وزيرة الاندماج النمساوية، سوزان راب، في أغسطس/آب الماضي، تأسيس مركز توثيق الإسلام السياسي، على غرار مركز توثيق اليمين المتطرف، وخصصت ميزانية أولية بقيمة نصف مليون يورو للمركز الذي يتولى مراقبة الإخوان والتنظيمات التركية وغيرها في البلاد، بما يشمل المساجد ومواقع التواصل الاجتماعي.
ويتمثل دور المركز في توثيق الإسلام المتطرف في تحليل اتجاهات الإسلام المتطرف خاصة الإخوان، وتوثيق جرائمها.
وفي مارس 2019، دخل قانون حظر رموز الإخوان وغيرها من التنظيمات الإرهابية في النمسا حيز التنفيذ.
وبصفة عامة، تمتلك الإخوان الإرهابية وجودا قويا في أوروبا عبر مئات المنظمات والجمعيات والمساجد، وعدد من العناصر المتطرفة المنتشرة في دول القارة.
aXA6IDMuMTI4LjMxLjIyNyA= جزيرة ام اند امز