بعد تعيين "منير" مرشدًا.. تمرد غير مسبوق داخل الإخوان ينذر بانهيارها
زلزال سيدفع إلى تمرد سيكون الأكبر في تاريخ تنظيم الإخوان بين جيل الوسط والشباب عقب تعيين إبراهيم منير خلفا لمحمود عزت
وصف خبراء سياسيون مصريون تعيين إبراهيم منير في منصب القائم بأعمال المرشد العام للإخوان بـ"زلزال" سيدفع إلى تمرد سيكون الأكبر في تاريخ التنظيم الإرهابي بين جيلي الوسط والشباب.
وفي تدارك سريع لعملية القبض على محمود عزت القائم بأعمال المرشد في مصر، أعلن التنظيم الإرهابي، الجمعة، اختيار إبراهيم منير خليفة له.
إلا أن اختيار التنظيم الذي دائما ما يهتم بالقيادات على حساب قواعده، قوبل بحالة كبيرة من السخط وسط تيار الشباب الرافض لأداء الحرس القديم سواء داخل مصر أو خارجها.
ووفق مراقبين فإن الجماعة تجاوزت بتعيين منير الأعراف والتقاليد المتبعة، حيث إنه للمرة الأولى يجرى اختيار المرشد من خارج مصر، كما لم تأت عملية الاختيار عبر انتخاب مجلس شورى الجماعة له.
وتوقعوا حدوث تمرد عبر خروج قطاعات كاملة سواء لمكاتب أو أسر كاملة من الجماعة؛ ممن سيرفضون التبعية لمنير الذي أثارت تصريحات ومواقف سابقة له غضبا كبيرا داخل صفوف الجماعة.
وفي 28 أغسطس /آب الماضي، أعلنت وزارة الداخلية المصرية توقيف "عزت"، شرقي القاهرة، بعد 7 سنوات من القبض على محمد بديع المرشد السابق للجماعة في أغسطس/آب 2013.
الحرس القديم يحسم تعيين منير
الباحث المتخصص بشؤون الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية (حكومي)، أحمد كامل البحيري، قال إن دوائر الحرس القديم في الإخوان حسمت أمرها باختيار إبراهيم منير، قائما بأعمال المرشد؛ لأنه الشخص الذي ينطبق عليه جميع المواصفات بناء على رؤية تلك القيادات، وليس على رؤية جيل الشباب.
وقال البحيري في حديث لـ"العين الإخبارية": "منير طبقا للائحة وجيل الحرس القديم هو الأحق لخلافة عزت؛ بحكم أنه النائب الثالث للمرشد، بعد القبض على محمد بديع وخيرت الشاطر، علاوة على أنه مسؤول الاتصال السياسي في التنظيم الدولي للإخوان، والمسيطر على رأس مال الجماعة بالخارج".
غموض مقصود لجس النبض
عدم إعلان تنظيم الإخوان اسم إبراهيم منير كمرشد عام بشكل رسمي حتى الآن، يراه "البحيري" "غموضا مقصودا؛ لكسب بعض الوقت لاحتواء غضب الشباب الرافض لتعيين منير".
وقال إن البيان الذي جرى تسريبه ويشير إلى تولى إبراهيم منير منصب القائم بأعمال المرشد العام، بمثابة "جس نبض"، داخل صفوف الإخوان قبل الإعلان عن "منير" رسميا.
وجاء في بيان منسوب للإخوان: "في هذه الأوقات الدقيقة إذ نهيب بالمكاتب الإدارية والشُعب على مستوى الجمهورية باحتواء الشباب المكافح المتحمس لقضية الأمة وإيصال الصورة كاملة بشأن الظروف التي صاحبت اختيار إبراهيم منير قائما بأعمال المرشد وهي المسؤولية الصعبة التي رفض الكثيرون توليها في هذا التوقيت الحرج".
الخروج الكبير من التنظيم
ويبدو أن تداعيات تعيين إبراهيم منير لن تقف عند حد الغضب في صفوف شباب الجماعة، وفق البحيري، الذي توقع أنه في حال الإعلان الرسمي عن توليه المنصب، سيحدث تمرد وخروج قطاعات كاملة سواء لمكاتب أو أسر كاملة من الجماعة؛ ممن سيرفضون التبعية لمنير، وصفه بـ"الأكبر في تاريخ التنظيم".
وذكر البحيري ببوادر الانقسام في التنظيم عام 2015 حين تمردت قطاعات من الجماعة وخرجت من صفوف التنظيم، على خلفية الأزمة التي جرت بين مجموعة محمد كمال، ومحمود عزت حينها.
وتاريخيا، كانت أبرز حالات التمرد عام 1996 عقب ما عرف بـ"بيعة المقابر" الشهيرة، حين بايع قيادات الإخوان المرشد الخامس للإخوان مصطفى مشهور، ليكون مرشدا جديدا أمام تلك المقابر، خلال دفن محمد حامد أبو النصر، وأسفرت الواقعة حينها عن خروج عدد كبير من جيل الشباب مثل أبو العلا ماضي وعصام سلطان من الجماعة، بحسب تصريح البحيري.
وتابع البحيري قائلا: "كما كانت هناك موجة تمرد أخرى كبيرة أخرى عام 2009 بعد أزمة مكتب الإرشاد، على خلفية أزمة الجماعة مع القيادي الإخواني السابق محمد حبيب وعبد المنعم أبو الفتوح، والتي دفعت لخروج عدد من شباب الجماعة بينهم محمد القصاص وعبد الرحمن فارس وإسلام لطفي الذين شكلوا لاحقا ما عرف بـ"التيار المصري"، وانضم بعضهم لحزب مصر القوية برئاسة أبو الفتوح.
وأكد البحيري أن التمرد الذي سيحدث في صفوف الجماعة بعد تعيين "منير" رسميا سيكون الأكبر إذا ما جرى مقارنته بتمرد شباب الجماعة أعوام 1996، و2009 و 2011.
التورط في فساد مالي
ونوه الباحث في لشئون الحركات الإسلامية إلى غضب داخل الإخوان من منير بسبب الاتهامات التي طرحها مجموعة من جيل الوسط والشباب حول "فساد مالي" طال "منير" والقيادي محمود حسين، وهو الفساد الذي أكده القيادي في الجماعة بسام أمير في تسجيل صوتي.
يشار إلى أن عضو مجلس شورى الإخوان الهارب بسام أمير، فضح في مقطع صوتي جرى تداوله في وقت سابق على مواقع التواصل الاجتماعي، فساد قيادات الإخوان الإرهابية في تركيا مؤخرا، وفضح فيه حصول الأمين العام للجماعة محمود حسين، وإبراهيم منير، من دون وجه حق، على مبانٍ وسيارات واختلاس أموال باهظة.
كما تسبب "منير" في حدوث أزمات عديدة، أبرزها حديثه في وقت سابق لقناة الجزيرة الفضائية ردا على مراجعات طرحها عدد من شباب الإخوان داخل السجون المصرية، حين قال إن (الجماعة لم تطلب من أحد أن ينضم إليها، وأنها لم تكن هي من زج بهم في السجون).
وقوبل تصريح منير وفتها بموجة غضب عارمة من العديد من القيادات الإخوانية الهاربة إلى الخارج، وصلت إلى حد تعليق القيادي الإخواني عمرو دراج،"هذا الرجل (منير) يدلى بتصريحات حمقاء".
كما يتهم شباب الجماعة إبراهيم منير ومحمود حسين ومحمود الإبيارى بصناعة الأزمات داخل التنظيم، منذ سقوط حكم الإخوان بمصر من أجل تحقيق مصالح وأغراض شخصية.
تركيا مطبخ صناعة القرار الإخوان
من جهته، رأى الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، محمد جمعة ، أن اختيار إبراهيم منير أمر طبيعي، بعد الضربات الأمنية المتلاحقة لتنظيم الإخوان، والقبض على عدد كبير من أعضاء مكتب الإرشاد، ومجلس شورى الجماعة.
ونبه "جمعة" في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" إلى أنه بسقوط محمود عزت وتولي إبراهيم منير المقيم في لندن، فإن دور الخارج سيكون أقوى وأكثر حسما في التخطيط للتنظيم.
وأكد الخبير بمركز الأهرام أن "مطبخ صناعة القرار الإخواني سيكون بالكامل في تركيا، لاسيما وأن جسد التنظيم والعديد من قياداته تتواجد في أنقرة".
كما أشار إلى زيادة نفوذ أنقرة على التنظيم والتيارات الإسلامية بشكل عام، علاوة على سيطرتها على الحالة الإسلامية في أوروبا.
وأشار إلى أن تركيا تراهن على جيل الوسط الذي تراه أكثر ثورية ويتماهى مع أجنداتها الإقليمية، كما أنها في نفس الوقت لا تريد في هذه المرحلة الدخول في صدام مباشر مع الحرس القديم للتنظيم.
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xODAg جزيرة ام اند امز