وزير خارجية مصر الأسبق: للإمارات دور بارز في كبح أطماع أردوغان
السفير محمد العرابي أكد لـ"العين الإخبارية" أن هدف الدبلوماسية الإماراتية العمل على وقف تدخلات تركيا وإيران في شؤون المنطقة.
قال وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد العرابي، إن دولة الإمارات استشعرت الخطر التركي على المنطقة العربية منذ فترة طويلة، ولعبت دورا بارزا في كبح جماح أطماع أنقرة ومحاولات تمددها.
وأكد العرابي، وهو عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري حالياً، أن هدف الدبلوماسية الإماراتية العمل على وقف تدخلات تركيا وإيران في شؤون المنطقة لوقف زعزعتهما للاستقرار والأمن، وتأجيجهما الصراعات بشكل مستمر.
وأوضح في حديث خاص لــ "العين الإخبارية"، أن للإمارات العربية المتحدة دبلوماسية مؤثرة في الأروقة العربية والغربية بوجه عام.
كانت دولة الإمارات العربية المتحدة، أكدت الجمعة في رسالة لمجلس الأمن الدولي، أن "النظام التركي يزرع الفوضى والانقسام ويدعم الإرهاب بالعالم".
وأشارت إلى أن "تركيا تسعى بشكل خبيث ومكشوف لتحويل الانتباه عن تصرفاتها الخطرة المتواصلة في المنطقة عبر نشر الأكاذيب عن الدول التي تعرض ما تقوم به أنقرة من أفعال غير مشروعة".
الإمارات شددت كذلك على رفضها القاطع للاتهامات غير الصحيحة والتفسيرات المغلوطة التي ساقتها تركيا، مؤكدة أن "الجهود التي تبذلها الدولة، بهدف تعزيز السلام والأمن بما في ذلك التزامها الثابت بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، لا تقبل التشكيك".
وعبرت في رسالتها عن "رفضها إساءات تركيا للقيادة الإماراتية التي أظهرت مرارا وتكرارا بصفتها الشخصية والرسمية مدى التفاني تجاه تحقيق السلام والتسامح والاندماج واحترام حقوق الإنسان".
أطماع تركية واضحة
وزير الخارجية المصري الأسبق نبه كذلك إلى أن التجمع الخماسي المكون من الإمارات ومصر واليونان وقبرص وفرنسا، وجرى الإعلان عنه مايو/حزيران الماضي، كان دخولا صريحا من الدولة ضد تمدد وأطماع أردوغان.
وتابع: "كان من الضروري البناء على التجمع الخماسي وانضمام تكتلات أخرى؛ لأن أطماع أردوغان أصبحت واضحة للجميع"، مدللا على حديثه بأن الاتحاد الأوروبي بدأ يفكر جديا في فرض عقوبات على أنقرة، وهناك قرار سيصدر قريبا بهذا الشأن.
وكان أكبر دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي، قد كشف أمس الجمعة، النقاب عن إعداد عقوبات ضد تركيا يمكن مناقشتها في القمة المقبلة للتكتل سبتمبر/أيلول المقبل، كطريقة للرد على سياساتها في شرق البحر المتوسط مع اليونان.
جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، قال كذلك إن العقوبات يمكن أن تشمل الأفراد أو السفن أو استخدام الموانئ الأوروبية، حيث سيتم التركيز على كل ما يتعلق "بالأنشطة غير قانونية".
العرابي أكد أن أنقرة أصبحت لاعبا رئيسيا فى عدم الإستقرار والفوضى بالشرق الأوسط، ورأس حربة لتنفيذ سياسات عدائية كثيرة، متابعا: "يجب أن يكون هناك من يكبح جماح أطماع أردوغان، ودور الإمارات يعتبر بارزا في هذا الصدد".
أردوغان يرعى الإرهاب
وأمام تصرفات نظام رجب طيب أردوغان العدائية، دعا العرابي المجتمع الدولي لردع تركيا، بعد أن تحولت إلى دولة راعية للإرهاب، وناقلة وداعمه للمرتزقة والمليشيات.
ووصف عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب المصري، التعاطي الدولى مع أنقرة بأنه "خجول جدا"، بالقياس بأهداف وسياسات تركيا الهدامة في الفترة الحالية.
ورأى أن يد مجلس الأمن مغلولة في كبح جماح أنقرة، وإمكانية بحث الأمر داخل أروقته وفرض عقوبات على أنقرة ضعيف حالياً، خاصة مع وجود أعضاء دائمين بالمجلس ينسقون مع الجانب التركي في العديد من الملفات بالمنطقة.
وكانت الإمارات قد أكدت في رسالتها لمجلس الأمن، أن "تركيا تعتبر نقطة وصول ومركز عبور للمسلحين الذين يسعون للانضمام إلى الجماعات التابعة لداعش في أفغانستان ومنطقة آسيا الوسطى".
وحذرت من دأب "تركيا على التهديد بشكل غير مقبول باستغلال التدفقات غير المنضبطة للمهاجرين لتعزيز أهدافها السياسية التي تتسم بجنون العظمة، وما ينتج عنها من تفاقم الأزمات الإنسانية وتزايد محنة اللاجئين في المنطقة".
وتابعت: "هذا النمط الثابت من السلوك يضع تركيا في مواجهة مع السلام والاستقرار والتسامح في المنطقة، كما جعلها حليفة وميسرة لأنشطة الجماعات الإرهابية والمتطرفة".
وشددت الإمارات في رسالتها على أن "تركيا يجب أن تركز على تصحيح تصرفاتها غير المشروعة والمزعزعة للاستقرار في المنطقة".
ولا يزال نظام الرئيس التركي مستمر في إثارة التوترات المرتبطة بالتنقيب عن الغاز شرق المتوسط بالاعتداء على الحقوق البحرية لليونان، وضخ مزيد من المرتزقة في الغرب الليبي، وضرب كل محاولات إعادة الاستقرار إلى سوريا، وإثارة فوضى في اليمن عبر دعم مستمر للأذرع الإخوانية في هذا البلد.
aXA6IDE4LjIxNi40Mi4yMjUg جزيرة ام اند امز