بوابة محمد الفايد إلى طبقة الأرستقراطية البريطانية.. 9 حقائق مثيرة عن "هارودز"

ارتبط اسم الملياردير المصري محمد الفايد بشكل كبير بمتاجر هارودز الأيقونية الشهيرة في لندن التي كانت سبب دخوله الأوساط الملكية والأرستقراطية بالمملكة المتحدة والعالم.

وقبل يومين توفي الملياردير المصري محمد الفايد عن عمر يناهز 94 عامًا - في الذكرى السنوية الـ 26 تماما من يوم الحادث الذي أودى بحياة ابنه والأميرة ديانا - مختتما في بريطانيا حياة حافلة بالنجاحات التي لم تخلُ من الجراح. 

ومثلما كان امتلاك الفايد لسلسلة المتاجر الأيقونية سببا في تطورها وارتقائها، كان حادث وفاة ابنه والاتهامات التي وجهها للعائلة المالكة في هذا الشأن سببا مرة أخرى في تأثر هارودز سلبا إلى حد كبير… فما هي قصة هذه المتاجر؟

• "جثة على سطح هارودز".. أغرب وصية للملياردير المصري الراحل محمد الفايد
  

التأسيس

أسس تشارلز هنري هارود، وهو بقال وتاجر شاي في إيست إند، متجرا للبقالة أسماه على لقبه في عام 1834. وعندما بدأ العمل في المتجر لأول مرة، كان موظفوه الوحيدون اثنين من المساعدين، وصبيا، وابنه.

كان هذا هو الوقت الذي كان متجر هارودز يتعامل فيه في المقام الأول مع الشاي والبقالة، قبل أن يتم بناؤه ليكون أحد أبرز المتاجر في لندن. ثم انتقل إلى منطقة "نايتسبريدج" التي أصبحت مكانا رفيع المستوى في عام 1849.

وتوسع المتجر في أواخر القرن التاسع عشر، وأضيفت العديد من الأقسام الجديدة. وقام أصحاب المتجر بتوسيع خدمة العملاء لتوفير جميع الاحتياجات، وتفاخروا ذات مرة بأن متجر هارودز لديه "أفضل مكتبة متداولة في لندن".

وباستخدام خدمات المتجر، كان يمكن للعملاء شراء تذاكر المسرح وإجراء حجوزات السفر وترتيب الجنازات.

المصعد المتحرك

وطوال تاريخ هارودز، كان للمتجر تأثير كبير على أشياء مثل الموضة والأناقة والثقافة. ومع ذلك، كان أحد التأثيرات الأقل وضوحًا دائمًا هو إدخال المصعد المتحرك.

وتم إنشاء أول مصعد متحرك لأول مرة في عام 1898، وكان يعتبر تجربة مضطربة، لذلك تم إعطاء الزوار "براندي" لتهدئة أعصابهم.

وبعد مائة عام، في عام 1998، قدم هارودز المصعد المصري، الذي كان يعتبر تحفة فنية في بيئة العمل، والأسلوب، والنقل داخل المتجر.

حادث مفصلي 

وفي ليلة 7 ديسمبر/ كانون الأول أول 1883، قبل الساعة الواحدة صباحًا بقليل، اشتعلت النيران في المتجر بشكل غير متوقع. واحترق المبنى بأكمله وسوي بالأرض، ولم يكن ذلك بالأمر الهين، مع الأخذ في الاعتبار أن المتجر كان مكونًا من أربعة طوابق.

وبدلاً من إغلاق المتجر حتى يتم إعادة بنائه، انتقل المتجر مؤقتًا عبر الشارع، بينما تم تعيين مهندس معماري لبناء مبنى أحدث وأكبر. وتم الإيفاء بجميع طلبات الشراء لمناسبة عيد الميلاد، وهو الذي حسن كثيرا من سمعة المتجر.

وأعيد افتتاح المتجر في العام التالي، وهو يستخدم نفس المبنى منذ ذلك الحين.

وعلى مر السنين، قامت محلات هارودز بابتكارات في العديد من مجالات تشغيل المتاجر. وفي عام 1884، تم وضع مكاتب لتلقي مدفوعات العملاء؛ وحتى تلك اللحظة، كان معظم تجار التجزئة الكبار يستخدمون أجهزة لنقل أموال العملاء. وفي العام التالي، قدم المتجر ائتمانًا محدودًا للعملاء المعتمدين.

الحيوانات الغريبة

وكان لدى هارودز قسم للحيوانات الأليفة، تم افتتاحه لأول مرة في عام 1917. وكان هذا القسم يبيع جميع أنواع الحيوانات – من الحيوانات الأليفة المنزلية إلى الحيوانات الأليفة الغريبة.

تم بيع بعض الحيوانات الأليفة الأكثر غرابة في العالم هناك، مثل الأسود والنمور والفيلة والفهود. اشترى ابن ملك وملكة ألبانيا فيلاً عام 1967 وقدمه إلى رونالد ريجان كهدية. توقف القسم عن بيع الحيوانات الغريبة عام 1976 وأغلق بالكامل عام 2014، وتم افتتاح قسم جديد للملابس النسائية بدلاً منه.

 تم بيعه في نهاية القرن التاسع عشر

كان متجر هارودز متعدد الأقسام مملوكًا للقطاع الخاص لعدة عقود. كان لدى تشارلز هارود ثمانية أطفال، ولكن لم يكن هناك خليفة واضح للمستقبل في ذهنه.

وبعد سنوات قليلة من الحريق وإعادة افتتاح المبنى الجديد، باع تشارلز أسهمه المسيطرة في هارود، وهكذا تم تشكيل شركة محدودة. واعتبرت هذه الخطوة نجاحًا كبيرًا في تاريخ هارودز حيث شهد المتجر دفعة كبيرة بحلول أوائل القرن العشرين.

تم اختيار اسم متجر هارودز متعدد الأقسام ليبقى بسبب سمعة المتجر وأعيد تشييد المبنى عام 1905.

ومنذ افتتاح متجر هارودز، أصبح شعاره Omnia Omnibus Ubique. هذه عبارة لاتينية، والتي عند ترجمتها تعني "كل الأشياء، لكل الناس، في كل مكان". والشعار مناسب لأنه، طوال تاريخ هارودز، باع المتجر مجموعة واسعة من السلع. بدأ الأمر بالشاي والبقالة، ثم المفروشات والستائر والخوص، ثم انتقل إلى أي شيء تقريبًا، بما في ذلك الحيوانات الغريبة. يوجد اليوم أكثر من 300 قسم، ويستمتع المتسوقون بمجموعة مختارة من كل شيء، من الألعاب إلى الأزياء والطعام.

انتقال الملكية للفايد

وفي عام 1985، باعت House of Frasier متجر هارودز متعدد الأقسام لرجل الأعمال المصري محمد الفايد. وقدم الفايد "الغرفة المصرية" في متجر هارودز، حيث عرض تمثالين نصفيين لنفسه، بالإضافة إلى تمثالين تذكاريين لابنه دودي والأميرة ديانا، اللذين توفيا بشكل مأساوي في حادث سيارة. 

وظل الفايد مالكا لهارودز حتى عام 2010 عندما باع المتجر لشركة قطر القابضة مقابل 1.5 مليار جنيه استرليني.

وعبر تاريخه، كان للمتجر الكثير من الزبائن المشاهير، من أمثال تشارلي شابلين، وأوسكار وايلد، وسيجموند فرويد، إلى جانب علاقة جيدة من أبناء العائلة المالكة في بريطانيا.

وفي الماضي تسلم المحل خطابات اعتماد من الملكة إليزابيث الثانية التي اشترت بعض الأشياء منه، وكذلك دوق أدنبرة الأمير تشارلز، والملكة الأخيرة إليزابيث، الذين اشتروا كؤوسا وأواني صينية من هذا المتجر.

لكن أدت ادعاءاته واتهاماته للعائلة المالكة على خلفية مقتل نجله دودي والأميرة ديانا إلى تجريد متجر هارودز عام 2000 من امتيازاته الملكية الأربعة (الحق في الإعلان عن قيام الشركة بتوريد البضائع عن طريق التكليف إلى العائلة المالكة).

 ومنذ عام 2017، دعم جهاز قطر للاستثمار عملية تطوير المتجر، من غرف مصممي الأزياء إلى قاعات التجميل الممتدة وقاعات الطعام والمطاعم.

وفي عام 2019، أضاف المتجر المزيد من السحر والابتكار إلى سوق التجميل من خلال متاجر H Beauty المستقلة في جميع أنحاء المملكة المتحدة. 

متاجر هارودز في مطار هيثرو

ولأن لندن مدينة كبيرة بها العديد من عوامل الجذب، وبالتالي، وفقًا للجدول الزمني، قد يكون من الصعب القيام بزيارة إلى متجر هارودز. تغير كل ذلك في عام 2008 عندما قدم هارودز متاجر هارودز في كل محطة في مطار هيثرو. بحيث أنه حتى لو كان الناس يتوقفون في لندن فقط للتوقف، فإن لديهم فرصة للتسوق في هارودز. 

تعرض المتجر لهجوم بالقنابل

وكانت واحدة من أحلك الأوقات في تاريخ هارودز في السبعينيات والثمانينيات عندما استهدف الجيش الجمهوري الأيرلندي المتجر بهجمات بالقنابل. ووقعت هذه الهجمات عدة مرات، وفي كل مرة سقط ضحايا من المدنيين والشرطة. قُتل عدة أشخاص وأصيب العشرات، لكن مجلس جيش الجيش الجمهوري الإيرلندي ادعى أن الهجمات بالقنابل على المتجر لم تكن مخططة ومصرح بها بأي صفة. 

المتجر حاليا

يضم مبنى هارودز الحالي ما يقرب من 300 قسم و20 مطعمًا وبنكًا وصالون تجميل. على الرغم من أن المتجر لا يزال يبيع المواد الغذائية الفاخرة، إلا أنه يركز على الملابس الراقية. يُعرف هارودز بخدمة العملاء المتحمسة، ويعتبر أفضل متجر متعدد الأقسام في بريطانيا. وفي كل عام، يتواصل معهم أكثر من 60 مليون زائر محلي ودولي عبر الإنترنت ومن خلال فروع المتاجر الأخرى.