بعد فيديو على "أنستقرام".. انتفاضة مصرية ضد الاغتصاب الزوجي
فتحت السيدة ندى عادل طليقة مخرج الإعلانات والمغني تميم يونس، باب الحديث عن الاغتصاب والعنف الزوجي الذي تتعرض له المرأة.
ندى، التي ظهرت في "فيديو"، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "أنستقرام"، وهي في حالة انهيار شديد، أعلنت تعرضها للاغتصاب الزوجي، مشيرة إلى أنها ظلت لفترة تتجنب الحديث في الموضوع رغم تلقي طلبات عديدة بتناول هذه القضية.
تريند مصر
القضية فرضت نفسها على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر ووسائل الإعلام، وتصدرت "تريند" مؤشر البحث جوجل كأحد أكثر ما يبحث عنه المصريين خلال اليومين الماضيين، وتناول الإعلاميين عمرو أديب وجابر القرموطي القضية عبر حلقاتهما التلفزيوينة.
الفن مرآة المجتمع
مسلسل "لعبة نيوتن"، الذي عرض في شهر رمضان الماضي تناول القضية، وقالت بطلته منى زكي في تصريحات تلفزيونية إنها سعيدة لتناول مسلسلها لقضية الاغتصاب الزوجي، مشيرة إلى عدم أحقية الزوج في الاعتداء على زوجته، مؤكدة أن "لا دين ولا قانون ولا أي حاجة بتتكلم عن ده"، حسب قولها.
الفنان محمد فراج أحد أبطال مسلسل "لعبة نيوتن"، والذي أدى مشهد الاغتصاب الزوجي خلال العمل، قال في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن صناع العمل وضعوا أيديهم على أحد أهم المشكلات المسكوت عنها سابقاً، إما بسبب الحياء أو بسبب الجهل أو الخوف.
وأضاف أنه ما عاد يمكن أن يستمر الصمت حول تلك القضية، خاصة وأن الاغتصاب الزوجي هو تصرف همجي في الأساس ومنافي للشرع والقانون، وهو فعل غير سوي، ولا بد من التصدي لتلك الظاهرة، مؤكدا أن الفن له دور مؤثر على المشاهد كونه يطرح المشكلات ويواجهها بكل صدق ليدق ناقوس الخطر على أي فعل خاطئ ومتوارث في المجتمع.
وشدد "فراج" على ثقته المطلقة في تأثير العمل الفني على المجمتع خاصة وأن المشاهدين يندمجون مع ما يقدمه الفن من معلومات لأنه ينقل الواقع بأداء تمثيلي لأن الفن مرآة المجتمع.
موروث شعبي خاطئ
من جانبها قالت رباب الششتاوي، عضو لجنة التعليم بالمجلس القومي للمرأة، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إنها بحكم عملها في الإرشاد الأسري داخل المجلس، واجهت العديد من مشكلات الاغتصاب الزوجي القائم في الأساس على رؤية غير دقيقة من بعض الرجال بأن الزوجة هي أحد ممتلكاته الخاصة يفعل بها ما يشاء، وبالتالي إذا لم ترضى بما يطلبه في أي توقيت يستخدم ضدها العنف حتى لو وصل الأمر إلى الاغتصاب.
وأضافت الششتاوي: "بدارسة الأسباب تبين أن لدى بعض الرجال موروث شعبي يلصقونه بالدين مفاده أن الرجل يرضي ربه لو واقع زوجته، وأن الملائكة تلعن الزوجة الممتنعة عن ذلك، على غير سند صحيح من الدين أو القانون، ورغم منافاته للواقع إلا أنه يسيطر على عدد لا بأس به من الرجال الذين واجهتهم".
وأرجعت عضو لجنة التعليم بالمجلس القومي للمرأة، امتناع الزوجة عن معاشرة زوجها إلى وجود تراكم نفسي لا تستطيع الزوجة تجاوزه بسهوله، لا سيما أن المواقعة في هذه الحالة تضر المرأة أضراراً جسدية، والنصيحة في تلك الحالة هي التوجه للأطباء النفسيين.
الحل في العلاج
الدكتورة إيمان عبدالله استشاري العلاج الأسري أكدت في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن الثقافة الجنسية بين الزوجين في كثير من الأحيان قد تكون أحد أهم أسباب نفور الزوج من مواقعة زوجها، خاصة وأنه إلى الآن العديد من الرجال يستمدون ثقافتهم الجنسية من خلال الأفلام الإباحية ويحاولون فرض ذلك على الزوجة التي ترفضه وتكرهه.
وأضافت أنها تلقت عددا من الشكاوى من الجنسين حول امتناع الزوجة، لا سيما أن بعض الرجال يكونون في حالة من الاستثارة العالية جراء تناول بعض المنشطات الجنسية ما يجعل الزوجة تكره هذا الأسلوب فتتمنع عنه.
وترى خبيرة الإرشاد الأسري أن الحل مع المرأة الممتنعة لا بد أن يكون بجلوسها مع متخصصين لكشف السبب الحققيق والقاطع للامتناع، والعمل على إزالته، خاصة أنه في بعض الأحيان يكون النفور بسبب الروتين المتكرر.
إنصاف ديني للمرأة
من جانبه يرى الدكتور سيد سليمان من علماء الأزهر الشريف، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن الزوج عليه أن يصبر على تمنع الزوجة عليه ولا يواقعها بالقوة مهما كانت الأسباب، ويحستب في ذلك الأجر عند الله، حتى تزول علة الامتناع أو الرفض من قبل الزوجة، فإذا أصرت على تمنعها يخيرها بأن يأخد حقه الشرعي منها أو أن يلجأ إلى حكم من أهلها وحكم من أهله لكشف أسباب المنع فإذا استحال العشرة بينهما يقرر طلاقها ولا يواقعها بالقوة.