"جحش العيد".. الحاضر الغائب في سوريا
إذا كان مصطلح "جحش العيد" لا يزال حاضرا في الذاكرة المجتمعية للشعب السوري، إلا أنه غائب عن الممارسة
ينتشر بين كبار السن في سوريا مصطلح قديم يعرف باسم "جحش العيد"، وهو يشير إلى الأيام التالية للعيد، ويستخدم لوصف رغبة البعض في تمديد عطلته لأيام.
وإذا كان هذا المصطلح لا يزال حاضرا في الذاكرة المجتمعية للشعب السوري، إلا أنه غائب عن الممارسة، إذا غيّبت الأزمة الممتدة منذ ست سنوات الاستمتاع بإجازة العيد الطبيعية، وبالتالي لم يعد هناك حاجة إلى "جحش العيد".
ويشاع أن أصل هذه التسمية يعود إلى الفترة التي كان التنقل يتم فيها باستخدام الجمال، إذ كانت تمشي وهي محملة بالسلع والبضائع المختلفة، ويتبعها بخطوات قصيرة جحش صغير، يجلس فوقه فارس القافلة موجهًا إياها يمينًا ويسارًا.
والجمال المحملة بالضائع ترمز في هذه الرواية إلى العيد، ويتبعها ما هو استمرار لها ولكن أقل أهمية وهو الجحش، والذي يرمز إلى استمرار للعيد بشكل ما، ولكن أقل منزلة منه.
وحاول الأهالي منذ تسعينيات القرن الماضي تغيير المفهوم التراثي لـ"جحش العيد”، بربطه بالتغيب عن المدرسة بعد العيد.
وبعد أن كان يرمز إلى امتداد الإجازة، أوصل الأهالي فكرة مختلفة لأبنائهم، مؤداها أن التغيب عن المدرسة بعد العيد يجعلهم أغبياء كـ"الجحش"، الذي كان يسير في مؤخرة القافلة، وبالتالي فإن الطفل الذي يغيب عن المدرسة هو "جحش العيد".