بالصور.. فرحة الأطفال.. رسالة لأعداء الحياة في عيد الفطر
في وقت يضرب فيه الإرهاب العالم بكل قوة، وجد المسلمون في عيد الفطر مناسبة للخروج من دوامة الأحزان، فنجحوا في تصدير السعادة لأطفالهم.
قد تكون حزيناً أو مهموماً، لكنك في يوم العيد تحاول أن تضع الهم خلف ظهرك وتستقبل فرحة العيد، ويساعد في ذلك وجود الأطفال في محيط أسرتك الصغيرة، فليس هناك أجمل من رؤية ابتسامة بريئة رسمت على وجه طفل.
وفي وقت يضرب فيه الإرهاب العالم بكل قوة، وجد المسلمون حول العالم في عيد الفطر مناسبة للخروج من دوامة الأحزان، فنجحوا في تصدير السعادة لأطفالهم، لتنقل وكالات الأنباء فرحة الأطفال بهذه المناسبة، لتكون بمثابة رسالة يتم توجيهها لأعداء الحياة من الإرهابيين، فحواها "اتركونا نعيش في سلام".
ففي الهند، حيث يعيش أكثر من مائتي مليون نسمة، أي أكثر من ربع السكان، اتخذت السلطات تدابير أمنية، اليوم الإثنين، لتأمين هذه الفرحة.
واحتفلت الهند وعدد من الدول بعيد الفطر، اليوم الإثنين، لتعذر رؤية هلال شوال مساء السبت، بينما احتفلت أمس الأحد أغلب الدول.
وبدت السعادة واضحة على وجوه الأطفال وهم يخرجون بصحبة ذويهم إلى الساحات المخصصة للصلاة، التي تسمى "عيد كاه" أو في المساجد، وخضبت الحناء الهندية أيادي الفتيات، احتفالاً بهذه المناسبة.
وسارع الأطفال بعد الصلاة لتناول الطعام الذي يتم إعداده خصيصاً لهذا اليوم، وهو طبق "لاتشتشا" أو "سيفايان"، وهو من المكرونة الشعيرية الحلوة والمحمصة مع الحليب والفواكه المجففة.
ورغم الخلافات السياسية بين الهند وباكستان، إلا أنهما اشتركا في الاحتفال بالعيد، اليوم الإثنين، وحملت فرحة الأطفال بالعيد مظاهر مشتركة بين البلدين، أهمها الأسوار الملونة والحناء التي تستخدمها الفتيات.
ويعود تاريخ هذه العادات لمئات السنين، حيث تشارك المسلمون والهندوس في شبه القارة الهندية باستعمال الحناء والأساور الملونة في المناسبات الدينية.
وأدى المسلمون في باكستان صلاة العيد وسط إجراءات أمنية مشددة في المساجد ومناطق صلاة العيد، خاصة في "كراتشي" أكبر مدن باكستان.
وقالت وكالات إنفاذ القانون في باكستان، إنها توفر المزيد من الأمن خلال احتفالات العيد، نظراً لكثرة وقوع أعمال عنف خلال هذا العام.
ولقي حوالي 50 شخصاً مصرعهم في هجومين بالقنابل في سوق بمدينة باراشينار شمال غربي البلاد، الجمعة، وتحطمت، الأحد، ناقلة بترول وانفجرت على طريق في باكستان، ما أسفر عن مصرع 146 شخصاً، كما قُتل 6 أطفال في قرية بالشمال الغربي، عندما التقطوا عبوة ناسفة كانت تشبه لعبة.
ومثل باكستان أدى المسلمون في الصين الصلاة، اليوم الإثنين، وسط إجراءات أمنية مشددة، لم تترك أثراً على فرحة الأطفال بهذه المناسبة.
ولا تعتمد الصين على رؤية الهلال في تحديد يوم العيد، وتعتبر وفق التقويم القمري أن شهر رمضان ثلاثين يوماً، بغض النظر عن ثبوت رؤية الهلال.
وتقر الحكومة الصينية إجازة تصل إلى أربعة أيام للمسلمين في مناطق تركزهم في شمال الصين، ويستغل المسلم الصيني هذه المناسبة للعودة إلى مسقط رأسه وقضاء العيد مع أهله وأصحابه، ويلاحظ ازدحام وسائل النقل قبل العيد بأيام، خاصة في الرحلات التي تقل العديد من المسلمين إلى مناطق سكناهم في شمال الصين مثل إقليم "نينغشيا".
العيد عيدان
وحملت المناسبة في مدينة الموصل العراقية طابعاً خاصاً، حيث كان العيد بالنسبة للسكان عيدان، أحدهما هو الاحتفال الديني الذي شاركوا العالم فيه، والآخر يحمل طابعاً خاصاً بالنسبة لمدينتهم، وهو التخلص من تنظيم داعش الإرهابي.
وخرج الأطفال للاستمتاع بالملاهي، ووضعت الفتيات الحناء، وهي المظاهر التي أخفاها الإرهابيون أعداء الحياة، الذين وضعوا قيوداً على كل ما هو مبهج وسعيد.
ومنع تنظيم داعش الإرهابي صالونات التجميل التي كانت تقصدها نساء وفتيات الموصل لوضع الحناء وغيرها من أدوات التجميل، كما أغلقوا محال بيع الملابس النسائية وفرضوا أوقاتاً محددة لخروج النساء.
وحاولت وكالات المساعدات الإنسانية مساعدة أهالي الموصل على قضاء وقت سعيد في هذه المناسبة، فقدموا مساعدات خاصة بهذه المناسبة، كما قدموا أيضاً بعض الألعاب للأطفال.
وكانت ألعاب الأطفال مثل الدمى من المحرمات عند داعش، حيث ربط التنظيم الإرهابي في تفسيره المتشدد للشريعة الإسلامية بين أي دمية ذات وجه مثل العرائس بالوثنية وعبادة الأصنام، وشجع الصغار على التدريب على الأسلحة وطلبوا منهم استخدام القنابل والرصاص في أسئلة الجمع والطرح في مادة الرياضيات.
حب الحياة
وإذا كان القدر أنقذ مصر سريعاً من هذا المصير الذي عايشته الموصل، فإن فلول الإرهاب لا تزل تحاول إشاعة الحزن والكآبة من حين لآخر، وفي كل مره ينتصر المصريون متسلحين بواحدة من أهم سماتهم، وهي حب الحياة.
وتظهر هذه السمة واضحة في الصور التي بثتها وكالات الأنباء عن مظاهر العيد في مصر، والتي كانت السمة المميزة لها، هو الشعور وأنت تشاهدها برغبة لدى الكبار في العودة بأعمارهم سنوات للخلف لمشاركة الصغار في مظاهر الاحتفال.
وظهرت هذه الرغبة واضحة حتى قبل حلول العيد، إذ تحدى المصريون ارتفاع الأسعار وخرجوا إلى الأسواق لشراء الملابس الجديدة وكعك العيد، استعداداً للاحتفال بهذه المناسبة.