طقوس العيد في اليمن.. الأطفال عنوان الفرحة
للعيد مكانة خاصة في نفوس اليمنيين، تتعدى مجرد مناسبة دينية، فهو يحمل دلالات اجتماعية أيضا، إلى جانب الغايات الروحانية.
التزام الأسرة اليمنية بتوفير حاجيات العيد من ملابس وخلافه، يقابله استعداد للتعامل الأمثل مع المحيط الاجتماعي لليمنيين خلال فترة العيد، حيث يستعدون لهذه اللقاءات بشكل مكثف.
حيث تحرص العائلات اليمنية على تنظيم الزيارات والتواصل مع الأقارب والأصدقاء والجيران، بالتوازي مع حرصهم على أداء الطقوس الروحانية لمثل هكذا مناسبة.
إرث لا يندثر
تقود الخمسينية أم مهند ابنها الصغير نحو محلات بيع الحلويات والمكسرات في أحد أسواق مدينة عدن الشعبية، بعد أن أنهت توفير حاجيات العيد الشخصية لها ولأسرتها.
وتؤكد أم مهند أن الاستعداد في توفير هذه الأشياء مهم لأي أسرة يمنية وليس فقط عدنية؛ حتى تكتمل معاني العيد الفرائحية والاجتماعية، إلى جانب الدلالات الروحانية.
وتشير لـ"العين الإخبارية" إلى أنه وقبيل حلول عيد الأضحى بساعات، تكتظ محلات الحلويات باليمنيين، الذين يتمسكون بإرث لم يندثر، من طقوس الضيافة للأقارب والأصدقاء والجيران خلال أيام العيد.
ترسيخ الفرحة
تقول اليمنية أم مهند: "العيد في عدن واليمن عموما، يبدأ بالطقوس الروحانية، كونه مناسبة دينية في الأساس، غير أن ارتباطات هذه الروحانيات تتعدى إلى العلاقات والعادات الاجتماعية".
وتضيف: "معظم الأسر في اليمن، تحرص على ترتيب بيوتها وتزيينها حتى تستضيف فيها الأقارب والجيران، في زيارات متبادلة خلال أيام العيد، من باب إظهار الفرحة وترسيخها".
وتؤكد أم مهند أن عنوان هذه الزيارات هم الأطفال، الذين يبتهجون بمثل هذه اللقاءات ويؤنسون بها، ويسرعون إلى ما يقدمه كل بيت من حلويات ومكسرات عيدية.
طقوس دينية
تشير أم مهند إلى تفاصيل أيام العيد في اليمن، والتي تبدأ قبل حلوله بأيام، عبر الاستعدادات والتحضيرات، لكن تفاصيل العيد تنطلق منذ أول أيامه، بحرص العائلة اليمنية على صلاة العيد في المصلى الذي يجمع كافة فئات المجتمع.
وتعتبر أم مهند أن صورة العيد صباحا قبل وبعد أداء الصلاة مليئة بالروحانيات والفرحة المعبرة، حيث تكتظ الشوارع بالمصلين، كما تحرص العائلات على شراء ورود الفل تحضيرًا لسهرات العيد ليلاً.
وتواصل: "بعد الرجوع إلى البيت، تنهمك الأسرة بذبح أضاحيها، حيث يتمسك اليمنيون بتأدية هذا الطقس داخل البيوت، وبعد تناول وجبة الإفطار تبدأ جولة أخرى من الطقوس الفرائحية والاجتماعية".
عادات اجتماعية
وتؤكد أم مهند أن الأطفال يذهبون منذ صباح أول يوم عيد برفقة أهاليهم إلى منازل أقاربهم للمعايدة والجلوس معهم والتعرف على أحوالهم، وتوزيع العيديات من أموال وحلويات ومكسرات على الأطفال.
ثم ينطلق الصغار من كل صوب إلى الحدائق العامة والمتنفسات لركوب المراجيح، والالتقاء بالأصدقاء والأقارب هناك.
لافتةً إلى أن وقت الظهيرة هو وقت اجتماع الأسرة في البيت، لتناول وجبة الغذاء من أضحية العيد، وعقب عصر كل يوم تنطلق العائلات مرة أخرى برفقة أطفالها إلى المتنزهات والمتنفسات الطبيعية التي تزخر بها مدينة مثل عدن.
طقوس لا تندثر
تؤكد أم مهند أن مثل هذه الطقوس والعادات والتقاليد عصية على الاندثار أو الاختفاء من تفاصيل الحياة في اليمن، وذلك لعدة أسباب.
أبرز هذه الأسباب أن العادات والتقاليد مرتبطة بذاكرة المجتمع اليمني الدينية والاجتماعية، ولا يمكن لها أن تنتهي ما دام كل جيل يتوارثها وينقلها للأجيال التالية، بحسب أم مهند.
ورغم اتساع الجغرافيا اليمنية، واختلاف طبيعتها الجبلية والسهلية والصحراوية، غير أن العادات العيدية لا تختلف كثيرًا من منطقة إلى أخرى، فهناك الكثير من التشابه بينها.
aXA6IDMuMTM4LjEyNC4xMjMg جزيرة ام اند امز