"السهم الذهبي".. مشروع عربي أحبط مخططات إيران باليمن
في الليلة الظلماء حضرت قوات التحالف العربي في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن قبل 6 سنوات لطرد جحافل الغزو الحوثي المدعوم إيرانيا.
وتمر الذكرى الـ6 لانطلاق معركة "السهم الذهبي" وسط احتفاء شعبي واسع بالانتصار الأكبر الذي حققته قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن على مشروع التمدد الإيراني في المنطقة العربية.
وبحلول 17 يوليو/تموز 2015 كانت قوات التحالف العربي والمقاومة الشعبية تسيطر على معظم محافظة عدن بعد أيام من انطلاق المعركة التي استمرت حتى يوم 22 من ذات الشهر بعد إعلان تطهير المحافظة بالكامل.
وكان لرجال القوات البرية الإماراتية، المشاركة ضمن التحالف، الدور الأبرز في حسم المعركة خلال أيام قليلة سطّروا خلالها إلى جوار المقاومة الشعبية والجنوبية اليمنية صورا ناصعة من البطولات والتضحيات.
وشهدت بدايات المعركة ارتقاء أول شهداء القوات المسلحة الإماراتية الذين اختلطت دماؤهم الذكية بدماء أبناء اليمن لتروي تراب عدن وتستعيد كرامة اليمن والعروبة من براثن الغزو الإيراني.
انتصار للعروبة
الاكاديمي فضل الربيعي، أستاذ علم الإجتماع السياسي بجامعة عدن، يؤكد أن عدن انتصرت للعرب والمشروع العربي والقومي في المنطقة، وللثوار والأحرار في الخليج العربي وشبه الجزيرة.
وقال الربيعي الذي يرأس مركز "مدار" للدراسات في حديثه لـ"العين الإخبارية" في الذكرى السادسة لمعركة السهم الذهبي، إن "مثل هذا النصر انكسار كبير لمخططات مليشيا الحوثي ومن ورائها إيران، وقد شاهدنا الانهيار الكبير للمليشيات في عدن".
ووفقا للربيعي، فإن الانتصار الذي قاده التحالف العربي بقيادة السعودية، والقوات الإماراتية بشكل خاص، كسر شوكة إيران في المنطقة وساهم في تأمين أهم الممرات المائية المطلة على خطوط الملاحة الدولية.
وأكد أن "المعركة الفعلية انطلقت عندما بدأ الإنزال للقوات الإماراتية، فلولا تلك المساعدة العسكرية سواءً بالرجال أو بالخبرات العسكرية أو بالمعدات، لكانت المليشيا الإيرانية قد استولت على أهم المنافذ والممرات المائية اليمنية".
وأضاف "تمر علينا هذه الذكرى المشرفة بعد أن كانت مليشيا الحوثي قد أسقطت النظام في صنعاء وسيطرت على قمم السلطة وجميع المحافظات الشمالية واتجهت نحو الجنوب".
وأشار إلى أهمية دور المقاومة الجنوبية في التصدي لزحف الانقلاب والمشروع الإيراني في محافظات عدن ولحج والضالع تحديدا، متذكرا عندما كان 4 شباب يتداولون على قطعة سلاح واحدة في جبهات القتال.
ولفت إلى نضال الشباب العزّل الذين خرجوا في وجوه مليشيا الحوثي بدون سلاح، لكن أصواتهم كانت أقوى من مدفعية المليشيا.
كسر شوكة طهران
المقدم محمد النقيب، المتحدث باسم المنطقه العسكرية الرابعة، أكد أن معركة السهم الذهبي التي تكللت في وقت وجيز بتحرير العاصمة عدن من المليشيات الحوثية كانت وما زالت الانتصار الاستثنائي الذي لا تقتصر مكاسبه على الجنوب بل وعلى المنطقة العربية برمتها في معركتنا القومية مع المشروع الإيراني الاحتلالي التوسعي.
وقال النقيب في تصريحات لـ"العين الإخبارية": ونحن نحيي بفخر وإكبار الذكرى السادسة لانطلاق عملية السهم الذهبي لتحرير العاصمة عدن واستشهاد أول جندي إماراتي، نتذكر الشهداء من أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية الذين امتزجت دماؤهم بدماء الأشقاء في التحالف العربي سيما أولئك الرجال الميامين من أشاوس القوات الإماراتية.
واعتبر النقيب معركة "السهم الذهبي" ملحمة انكسرت بها شوكة الأطماع الإيرانية، وجسدت نتائجها قدرات القضاء على كل بؤر الخطر والتهديد الذي تتعرض له المنطقة.
وقال "النقيب": إن بطولة القوات الإماراتية التي شاركتنا واجباتنا القتالية ضد مليشيات الاحتلال الحوثية الإيرانية ستظل على الدوام مصدر فخر لنا ولكل عربي ومدرسة قومية عسكرية قتالية غنية بقيم الوفاء وشيم الشجاعة والإقدام والاحترافية وبتجاربها ودروسها وخبراتها الميدانية وأبعادها وأهميتها الاستراتيجية.
وتابع متحدث المنطقه العسكرية الرابعة: إننا لن ننسى هذا الموقف الأخوي المحفور في ضمير ووجدان شعبنا وأجياله.
وفي الذكرى السادسة لمعركة السهم الذهبي أشاد النقيب بالدعم والإسناد السخيين من قبل دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
وقال: "نتذكر كيف تنافس أبطال المقاومة الجنوبية وأبطال القوات الإماراتية في ماراثون الفداء والتضحية والموت وكيف تشاركوا في صناعة البطولات والانتصارات الوطنية والقومية".