"السهم الذهبي" وتحرير عدن.. نجاح تخطى حدود اليمن
من ثغر اليمن انطلقت "السهم الذهبي"، التي تعد أكبر عملية يقودها التحالف العربي لمساندة القوات المؤيدة للشرعية لاستعادة البلاد.
العملية جاءت بعد أيام قليلة من اقتراب المتمردين من مصافي عدن والمنصورة التي كانت تقاومهم بإمكانات بسيطة بعدما انهارت المنظومة العسكرية والأمنية التابعة للدولة واختفاء اللجان الشعبية التابعة لزعماء القبائل القادمة من أبين وشبوة ولحج.
نجاح عملية "السهم الذهبي" في تحرير محافظة عدن والمديريات التابعة لها من سيطرة حركة الحوثيين وحلفائها، كان له العديد من التداعيات الإيجابية ليس على اليمن فقط، بل تعدتها لخارج الحدود، حيث ساهمت بشكل كبير في الانتصارات التي تحققها القوات اليمنية حاليا على المليشيا المدعومة من إيران.
وفي الذكرى السادسة للعملية التي انطلقت في 14 يوليو/ تموز 2015، يتذكر أبناء وشباب اليمن البطولات التي سطرت بدمائهم تاريخا جديدا للمدينة والبلاد بأكملها، حيث ضربوا أروع مآثر البطولات الخالدة للتحرير وطرد مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.
وفي 14 يوليو/تموز قبل 6 سنوات، كانت قوات التحالف العربي وعلى رأسها القوات المسلحة الإماراتية تتوج ملاحمها مع المقاومة بإعلان تحرير عدن بشكل كامل وطرد مليشيا الحوثي الانقلابية التي اجتاحتها أواخر مارس/آذار 2015.
وتقدمت "المقاومة الجنوبية" الصفوف، وحملت أمانة الدفاع عن المدينة، ونجحت يوم 14 يوليو/تموز في تحرير مطار عدن، وسيطرت على أجزاء مهمة من المدينة بعد معارك عنيفة مع الحوثيين وداعميهم.
وكان ذلك انطلاقة كبيرة نحو تحرير العاصمة عدن بعملية "السهم الذهبي" بمشاركة قوات برية من دولة الإمارات العربية المتحدة، لتنتهي بذلك إلى غير رجعة عملية اجتياحها من مليشيات الحوثي وداعميهم.
وواكب تحقيق النصر في ذلك اليوم أن أظلت المنتصرين ليلة القدر، ليلة السابع والعشرين من رمضان، لتضيف إلى النصر مذاقا مميزا من الإيمان بالحق، والتضحية في سبيله، وإدراك أن النصر بحسن الإعداد، والقدرة على التضحية.
مكاسب عديدة
وبمساندة تحالف دعم الشرعية باليمن بقيادة السعودية توجت عدن بنصر عسكري مبهر ضد المشروع الإيراني الذي كان يرنو إلى السيطرة على درة مدن اليمن على بحر العرب.
النجاح الساحق في تحرير المحافظة، ساهم بشكل كبير في استعادة الشرعية، حيث عادت سلطة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى عدن، بطولات استحقوا عليها أن يخلد التاريخ بأحرف من نور تضحياتهم الكبرى من أجل النصر، وطرد المحتل، والتخلص من إرهابه.
وتضمنت المكاسب التي حصدها اليمن من تحرير عدن استعادة الشرعية في المدينة، إيقاف حركة النزوح منها، حيث شرعت الحكومة اليمنية في تأهيل المرافق الاستراتيجية والحيوية التي ساهمت في إعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة كالمطار والميناء وفتحت الطريق أمام المساعدات الإنسانية.
وبحسب دراسة بعنوان "أدوار رئيسية.. لماذا نجحت عملية السهم الذهبي في تحرير عدن؟"، فإن نجاح عملية "السهم الذهبي" أدى إلى دعم التحرك نحو تحرير اليمن من المليشيا الحوثية، وتحرير باقي محافظات ومناطق الجنوب.
ولم يقتصر تداعيات نجاح "السهم الذهبي"، على الشأن الداخلي اليمني فقط، بل أدى نجاحها إلى تقويض التمدد الإيراني في اليمن، بجانب منع إعادة إنتاج النموذج السوري سواء في المعارك أو في المفاوضات، حيث ترى دول عديدة في التحالف، أن قوى التمرد تفتقد لأي رغبة في تسوية الأزمة ووقف الحرب، خاصة بعد فشل كثير من الاتفاقات التي وقعتها حركة الحوثيين منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014.
وكان عدد من القادة العسكريين والسياسيين، انتهزوا فرصة ذكرى الانتصار على الحوثيين في عدن، ليؤكدوا معاني وقيم النصر الذي تحقق قبل 7 أعوام وانبثق عنه حامل للقضية الجنوبية ممثلا بالمجلس الانتقالي.
واعتبر القادة العسكريون، وفق ما رصدته "العين الإخبارية" أن تحرير عدن حمل أبعادًا قومية وعروبية وإسلامية، وفتح المجال أمام تحالفات سياسية وعسكرية إقليمية، أسست لمقاومة حقيقية منعت توغل المد الإيراني في المنطقة العربية.
وروى العقيد وضاح الدبيش عن مشاركته كواحد من أفراد المقاومة في الانتفاضة الشعبية في أغلب مديرية عدن، ثم تعرضه للإصابة وتحوله بعد ذلك لمتحدث عمليات الساحل الغربي.
وقال الدبيش "تحرير عدن مثّل أولى عمليات الحزم، وأرست مدماك القومية العربية وسط قوات التحالف بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز".
وأضاف في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية": "شاركت القوات كجيش عربي واحد تحت قيادة واحدة تدخلت قبل أن تسقط عدن كاملة بيد المشروع الإيراني، وكان للقوات الإماراتية فضل تقديم معظم الدعم العسكري واللوجيستي تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد".
كما أشارت أحاديث متفرقة للعسكريين إلى أن أبناء مدينة عدن واليمنيين عمومًا لن يكونوا إلا سدًا منيعًا أمام الإرهاب الحوثي في اليمن، حيث أشادوا بدعم دول التحالف العربي ووقوفها إلى جانب اليمنيين؛ لدحر المشروع الإيراني وأدواتهم المتمثلة في المليشيات الانقلابية.