"السهم الذهبي" وتحرير عدن.. 6 سنوات على أقوى ضربة للمشروع الإيراني
6 سنوات مرت على أهم نصر في اليمن، وشعاع الضوء الذي لا يزال يتحدى ظلام الحوثيين في اليمن السعيد، مستمدا قوته من معركة تاريخية.
ويصادف يوم 14 يوليو/ تموز، الذكرى السادسة لتحرير مدينة عدن، درة الجنوب، من الانقلابيين الظلاميين، وضرب المشروع الإيراني في ثغر اليمن الباسم وبحر العرب.
وفي 14 يوليو/تموز قبل 6 سنوات، كانت قوات التحالف العربي خصوصا القوات المسلحة الإماراتية تتوج ملاحمها مع المقاومة بإعلان تحرير عدن بشكل كامل وطرد مليشيا الحوثي الانقلابية التي اجتاحتها أواخر مارس/آذار 2015.
فقبل 6 سنوات، شارك غالبية شباب عدن في الانتفاضة الداخلية ضد الإرهاب الحوثي، وتحولت فجأة كل شوارع المدينة إلى جحيم قلب موازين المعركة، وكشف هشاشة المليشيا التي سعت لاعتماد تكتيك حرب العصابات لفرض سطوة الانقلاب، لكنها سرعان ما تهاوت تجر أذيال الهزيمة.
كانت شرارة المعركة في أواخر مارس/ آذار 2015، عندما سيطرت مليشيات الحوثي الانقلابية على مطار عدن الدولي ومناطق واسعة في المدينة.
لكن "المقاومة الجنوبية" تحركت، وحملت أمانة الدفاع عن المدينة، ونجحت يوم 14 يوليو/تموز بمشاركة قوية للقوات المسلحة الإماراتية، في تحرير مطار عدن، وسيطرت على أجزاء مهمة من المدينة بعد معارك عنيفة مع الحوثيين وداعميهم.
وكان ذلك نقطة انطلاق ضخمة نحو تحرير العاصمة عدن في عملية "السهم الذهبي" بمشاركة قوات برية من الإمارات العربية المتحدة، لتقتل المشروع الإيراني في حرب العرب، وتدحر الحوثي وذيوله.
مهندس تحرير عدن
في فترة عصيبة ووسط واحدة من أهم جولات المواجهة العربية ضد المشروع الإيراني، حمل رجل المهمات الصعبة مهمة قيادة معركة السهم الذهبي لتحرير عدن.
كان ذلك هو العميد الركن علي أحمد الطنيجي، قائد العملية البرمائية لتحرير عدن والتي باتت مضرب المثل للعسكريين اليمنيين، والتي استطاع خلالها تحرير المحافظات الجنوبية وواصل مطاردة الانقلابيين نحو باب المندب ومدن الساحل الغربي وحتى قلب مدينة الحديدة غربا.
ويمتلك المسؤول العسكري الإماراتي البارز سيرة زاخرة في إدارة المعارك وإلحاق الهزائم بمليشيا الحوثي، ففي غضون 3 أيام تمكن الطنيجي من هزيمة الحوثيين في العاصمة المؤقتة عدن، في معركة انطلقت شرارتها من ساحل "الغدير" باتجاه المطار الدولي الواقع في مديرية خور مكسر.
ونقل عسكريون يمنيون عن الطنيجي في وصف معركة عدن، أنها "كانت معركة الوجود العربي، وكان لا بد أن نورث العزة والكرامة لكل الأجيال المقبلة من أبنائنا".
وروي العقيد وضاح الدبيش عن مشاركته كواحد من أفراد المقاومة في الانتفاضة الشعبية في أغلب مديرية عدن، ثم تعرضه للإصابة وتحوله بعد ذلك لمتحدث عمليات الساحل الغربي.
وقال الدبيش "تحرير عدن مثّل أولى عمليات الحزم، وأرست مدماك القومية العربية وسط قوات التحالف بقيادة خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية الملك سلمان بن عبدالعزيز".
وأضاف في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية": "شاركت القوات كجيش عربي واحد تحت قيادة واحدة تدخلت قبل أن تسقط عدن كاملة بيد المشروع الإيراني، وكان للقوات الإماراتية فضل تقديم معظم الدعم العسكري واللوجستي تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد".
وقال "اعتمدت الخطة العسكرية عدة مراحل، بدأت بتكتيك الاستنزاف وإرهاق مجاميع مليشيا الحوثي، وعرف فيما بعد بـ"حصار الـ70 يوما" وهو مفهوم استراتيجي يعني إضعاف عدوك إلى حالة الانهيار بالخسائر البشرية وتدمير عدته".
في المرحلة التالية، تأهبت القوات للهجوم ونفذت هجوما استباقيا على مديرية البريقة، بالتزامن مع تقييم دقيق للنتائج على الأرض من قبل غرفة العمليات المشتركة للتحالف والرفع للقيادة العليا، واستجابة الشيخ محمد بن زايد بتوفير كافة الإمكانيات والدفع بـ120 آلية للضمان الكامل لتنفيذ الخطة المعدة، حسب الدبيش.
وحررت القوات كافة مساحة مطار عدن الدولي في غضون ساعات، أمر أصاب الدفاعات الحوثية في مقتل، ويرى الدبيش أن انهيار المليشيا كان بفعل سرعة قرار الطنيجي وتدخل كتيبة "الفرسان" حماية رئاسية لدولة الإمارات لمساندة المقاومة الجنوبية في ملاحقة بقايا الجيوب الحوثية قبل التمترس بالمدنيين في مديريات "خور مكسر" و"كريتر" و"المعلا" و"التواهي".
وبرزت عدد من الشخصيات اليمنية والعربية في لعب أدوار بطولية في سبيل تحرير عدن، كان في صدارتها العميد الطنيجي والذي كرمه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي منتصف أغسطس آب 2015 بوسام الشجاعة، رفقة عدد من الضباط الإماراتيين في كتيبة "الفرسان".
بطولات وتضحية
يمنيا في الصف العسكري برز دور الشهيدين اللواء الركن جعفر محمد سعد محافظ عدن الأسبق واللواء صالح الزاندني قائد المنطقة الرابعة، وشاركا على رأس محاور القتال بالقرب من وحدات المقاومة الجنوبية، ما أعطى المعركة زخما ميدانيا حاسما ودفعوا بعد ذلك أرواحهم رخيصة في سبيل تحرير عدن والمحافظات المجاورة.
ميدانيا وعلى المستوى الشعبي للمقاومة، برز الشيخ هاني بن بريك كواحد من القيادات التي حملت قضية الجنوب اليمني، فيما لعب الشيخ هاشم السيد بمثابة محرك ميداني للحفاظ على تماسك المقاومة وتحقيق هدف التحرر والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة من العبث والنهب.
واعتبر نائب رئيس هيئة المجلس الانتقالي الجنوبي الشيخ هاني بن بريك في تغريدات سابقة على حسابه في "تويتر"، معركة عدن إنها أعظم صور التضحية والوفاء، وهو يوم كل الشهداء والجرحى والأبطال الجنوبيين والسعوديين والإماراتيين.
ومستعيدا تفاصيلها، قال بن بريك "كان توجيه الشيخ محمد بن زايد بألا يدخل علينا العيد إلا وقد حررنا مطار عدن، وقال حددوا احتياجاتكم، وكلفت بتجهيز 200 مقاتل للتدريب في قاعدة عصب لتنفيذ المهمة".
وأضاف "توجهنا إلى عصب على بارجة الباهية الإماراتية، وهناك التقينا قائد قوة التحالف العميد علي الطنيجي، وأتانا بكل التجهيزات المطلوبة وكسرنا تعنت إيران".
aXA6IDMuMTQ0Ljg5LjE1MiA= جزيرة ام اند امز