عدن تحيي ذكرى النصر.. هزيمة للحوثي وإيران
في ليلة 27 من رمضان، قبل 6 أعوام سطر أبناء وشباب عدن اليمنية، أروع مآثر البطولات الخالدة للتحرير وطرد مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.
وبمساندة تحالف دعم الشرعية باليمن بقيادة السعودية توجت عدن بنصر عسكري مبهر ضد المشروع الإيراني الذي كان يرنو إلى السيطرة على درة مدن اليمن على بحر العرب.
وعلى مدى اليومين الماضيين استعاد أهالي عدن ذكرى تحرير مدينتهم، بالأفراح والابتهاج الذي تزامن مع الليالي المباركة من شهر رمضان، فيما تم التذكير والإشادة على نطاق واسع بأسماء شهداء عدن من أشقائهم في التحالف.
ومنذ اللحظات الأولى لليلة الـ27 من رمضان، بدأ شباب عدن باستعادة أمجادهم ضد المليشيات الحوثية، عبر مظاهر مختلفة للتعبير عن الإنجاز الذي تحقق.
أحد تلك المظاهر تمثل في إقامة عدد من القيادات العسكرية في منطقة كالتكس - المطار، الإثنين؛ حفل إفطار جماعي، في موقع انطلاق الشرارة الأولى للتقدم نحو مواقع مليشيا الحوثي، والتي كانوا يرابطون فيها، على خط الجسر أو الطريق البحري.
وكان هدف هذه الفعالية، بحسب القائمين عليها؛ استعادة الذكريات التي عاشوها أثناء الحرب ومقارعة مليشيا الحوثي على أسوار مطار عدن، وما تلاها من نصر في موقعة المطار ولعدن حيث كلها كانت صبيحة 27 رمضان منذ 6 سنوات.
وبالفعل.. التقى جنود النصر بمشاعر الفرح وتعانقوا وتبادلوا الحديث عن أيام الحرب في جبهة المطار، كما تناولوا وجبة الإفطار وأقاموا صلاة المغرب.
وكانت جبهة "كالتكس - المطار" حائط الصد في وجه آلة الحرب الحوثية، ومنع تقدمهم على مدى أربعة أشهر، نحو مديريات المنصورة والشيخ عثمان والبريقة.
وحين أتى موعد التحرير بدعم قوات التحالف في السابع والعشرين من رمضان بدأ التحرير من خلال تقدم هذه الجبهة تحديدًا تطهير مطار عدن الدولي.
درس وطني
وحيت الحكومة اليمنية تضحيات الأبطال من أبناء عدن والمحافظات المجاورة في ذكرى تحرير العاصمة المؤقتة من سيطرة المليشيات الانقلابية.
وقالت الحكومة اليمنية على لسان وزير الداخلية اليمني، اللواء إبراهيم حيدان، في ذكرى تحرير عدن، في بيان وصلت "العين الإخبارية" نسخة منه، إن هذا الانتصار "سيظل نبراسًا في تاريخ التضحية الوطنية وذكرى لن تنسى أبدًا".
وأشاد "حيدان" بكل التضحيات التي قُدمت في معركة تحرير عدن، مؤكدًا أن شهداءها وجرحاها وأسراها قدموا درسًا وطنيًا لكل أبناء اليمن، في سبيل رفض الكهنوت والمليشيات ودفاعًا عن الحرية والكرامة، والتأكيد على أن اليمن سيظل حرا شامخا.
لم يكن المقاتلون والأبطال الميدانيون هم وحدهم من رصد تفاصيل الانتصار، فثمة إعلاميون وثقوا اللحظات الأولى للنصر، مواكبين تقدم قوات أبناء عدن والتحالف العربي.
أحد أولئك كان الإعلامي محمد النعماني، الذي قال لـ"العين الإخبارية": "أتذكر في مثل هذا اليوم عندما بكينا فرحًا ونحن ننتصر ونطهر عدن من قوات الحوثيين، بعد أن أذاقونا ويلات الحرب والدمار والقصف والقنص".
وأكد النعماني أن أبناء عدن والمحافظات المجاورة عاشوا وكابدوا أيامًا حزينة من الحصار والتشريد والنزوح الظالم، على يد الحوثيين، بدون ذنب.
وتذكر النعماني كيف صمد أبطال عدن، وهو يشاهدهم وهم يستخدمون الأسلحة المتوسطة والخفيفة لأول مرة، دون أن يتدربوا عليها؛ لإنقاذ عدن من سيطرة المليشيات.
ويضيف: "كما أتذكر كيف صدحت مآذن المساجد بمجرد تدنيس المليشيات لحي القلوعة بعدن، تدعو الجميع إلى الجهاد، وما هي إلا لحظات حتى خرج شباب المنطقة كالأسود لتلبية نداء الواجب الوطني والديني والإنساني".
ويؤكد النعماني أن صمود أبناء عدن، دفع قوات الحوثيين للتمترس في المباني السكنية والمرافق الحكومية، ونشر قناصاتهم للاختباء خلفهم، وقصف المنطقة بالقذائف.
مشيرًا إلى أن العديد من الرجال قضوا نحبهم مقبلين وصامدين، وغيرهم من الذين سقطوا وهم داخل المساجد يصلون؛ نتيجة استهداف المليشيات لبيوت الله بالقصف المتواصل.
ضريبة النصر
ولفت النعماني أن لكل نجاح ونصر ثمن غالي لا بد أن يُدفع، وثمن انتصار عدن وتحريرها من المليشيات الحوثية كان تقديم المئات من الشهداء والجرحى من خيرة أبناء وشباب المدينة.
وقال لـ "العين الإخبارية" إنه ورغم مرور سبع سنوات من حقد الحوثيين على عدن وقتل الأبرياء، إلا أن تلك الجرائم لم ولن تُنسى.
وترحّم النعماني في ختام تصريحه على أرواح الشهداء، متمنيًا الشفاء للجرحى، الذين يجب أن نلتفت إليهم ونداوي جراحاتهم؛ نظير ما قدموه لهذا الوطن.
وكان عدد من القادة العسكريين والسياسيين، انتهزوا فرصة ذكرى الانتصار على الحوثيين في عدن، ليؤكدوا معاني وقيم النصر الذي تحقق قبل 6 أعوام وأنبثق عنه حامل للقضية الجنوبية ممثلا بالمجلس الانتقالي.
واعتبر القادة العسكريون، وفق ما رصدته "العين الإخبارية" أن تحرير عدن حمل أبعادًا قومية وعروبية وإسلامية، وفتح المجال أمام تحالفات سياسية وعسكرية إقليمية، أسست لمقاومة حقيقية منعت توغل المد الإيراني في المنطقة العربية.
كما أشارت أحاديث متفرقة للعسكريين إلى أن أبناء مدينة عدن واليمنيون عمومًا لن يكونوا إلا سدًا منيعًا أمام الإرهاب الحوثي في اليمن..
وأشاد بدعم دول التحالف العربي ووقوفها إلى جانب اليمنيين؛ لدحر المشروع الإيراني وأدواتهم المتمثلة في المليشيات الانقلابية.