البطانية الكهربائية أم الترشيد.. أيهما ينقذ بريطانيا في الشتاء الصعب؟
تنتظر قارة أوروبا خلال أسابيع قليلة الشتاء الأصعب في تاريخها، والذي يمكن أن يغير الكثير من المجريات السياسية والاقتصادية في العالم.
تقف القارة العجوزة حائرة في ظل أزمة طاقة كبيرة، خلفتها الحرب بين روسيا وأوكرانيا، تمثلت في شح الإمدادات والارتفاع الكبير في أسعار الطاقة.
بريطانيا ليست في موقف أفضل من باقي دول القارة، دوامة التضخم هبطت بخامس أكبر اقتصاد في العالم إلى المركز السادس، وسط حالة من التخبط لحكومة ليز تراس.
كل الأزمات، يمكن أن تحل بمرور الوقت، من خلال بعض الإجراءات، لكن تظل أزمة الطاقة هي المعضلة التي تتطلب تحركا سريعا وعاجلا، فهي مشكلة لا تقبل نصف الحلول.
في المشهد البريطاني تظهر شركة الطاقة Octopus Energy، والتي قدمت أحد الحلول الذي يمكن أن يساهم في تخفيض الاستهلاك وليس في حل الأزمة جذريا.
بطانيات كهربائية
"Octopus Energy"، هي شركة بريطانية تزود أكثر من 3 ملايين منزل وشركة في المملكة المتحدة بالكهرباء الخضراء بنسبة 100%، وفقا للموقع الرسمي للشركة.
استراتيجية الشركة تعتمد على توفير ما يعرف بالبطانية الكهربائية، معتمدة على أن تدفئة الفرد بدلا من المنزل بالكامل يوفر المئات من فاتورة العميل.
تقدم Octopus Energy بطانيات كهربائية مجانية لبعض من عملائها البالغ عددهم 3.1 مليون عميل للمساعدة في إبقائهم دافئين هذا الشتاء، وفقا لموقع "nationalworld".
ارتفعت فواتير الطاقة في بريطانيا في المتوسط، من 1971 جنيها استرلينيا إلى 2500 جنيه استرليني سنويا في أكتوبر/تشرين الأول الجاري مع دعم الحكومة للأسعار المرتفعة.
لمساعدة العملاء الذين يكافحون لدفع فواتيرهم، تقدم شركة Octopus Energy بطانيات كهربائية مجانية، وهي أرخص في الاستخدام من التدفئة المركزية.
أطلقت Octopus Energy مخططا لمنح 10 آلاف بطانية كهربائية لعملائها الأكثر احتياجا ماليا.
البرنامج مفتوح لجميع عملاء الشركة، ولكن الهدف هو مساعدة كبار السن، أو أولئك الذين يعانون من حالات طبية معينة تجعلهم غير قادرين على الحركة أو يشعرون بالبرد.
تُعرف البطانيات الكهربائية بأنها طريقة فعالة للتدفئة دون الحاجة إلى تشغيل التدفئة المركزية.
حاليا، يكلف تشغيل البطانية الكهربائية أقل من 3 بنسات في الساعة، وبالمقارنة فإن تدفئة المنزل بأكمله قد تكلف حوالي 4.70 جنيه استرليني في اليوم، وفقا لشركة Octopus Energy.
قام تحليل Octopus Energy بدراسة 4190 من بيانات الطاقة للعملاء، ووجد أن أولئك الذين حصلوا على البطانيات الكهربائية خفضوا فواتير الطاقة بنسبة 19%، وهذا يعني توفير 300 جنيه استرليني سنويا.
Power Move
على الجهة الأخرى، أطلقت شركة Ovo Energy ثالث أكبر مورد للطاقة في المملكة المتحدة تجربة "Power Move" الجديدة في محاولة لمساعدة العملاء على تقليل استخدامهم خلال أوقات الذروة وتوفير المال على فواتيرهم كمكافأة.
حيث ستدفع الشركة البريطانية ما يصل إلى 100 جنيه استرليني للعملاء لخفض استخدامهم للطاقة في أوقات معينة من اليوم.
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه مشغل شبكة الكهرباء الوطنية (ESO) إن المنازل والشركات قد تواجه انقطاع التيار الكهربائي المخطط له لمدة 3 ساعات خلال فصل الشتاء لضمان عدم انهيار الشبكة.
انقطاع التيار الكهربائي المخطط له هو الأكثر خطورة من بين 3 سيناريوهات محتملة وضعها ESO لكيفية تعامل شبكة الكهرباء البريطانية مع أسوأ أزمة طاقة عالمية منذ عقود.
في السيناريوهين الآخرين، يأمل المشغل أنه من خلال الدفع للناس لشحن سياراتهم الكهربائية في غير أوقات الذروة، وإطلاق محطات الفحم الاحتياطية، يمكن أن يعوض خطر انقطاع التيار الكهربائي.
قالت Ovo Energy إن التجربة ستكافئ العملاء بما يصل إلى 100 جنيه استرليني في حال عدم استخدام الطاقة غير الضرورية.
قامت الشركة بتقييم بيانات العملاء لتحديد أن ما بين الساعة 4 مساء و7 مساء يكون عادة عندما يكون الطلب على شبكة الطاقة هو الأعلى عادة، وستستخدم الأسرة المتوسطة 19% من إجمالي استخدامها اليومي خلال هذه الساعات.
قالت الشركة إنها تبحث عن عملاء لخفض متوسط استهلاكهم للطاقة خلال هذه الساعات إلى أقل من 12.5%.
الاسترليني يفقد البوصلة.. من المسؤول عن انهيار الجنيه أمام الدولار؟
سيتم منح ما مجموعه 20 جنيها استرلينيا عن كل شهر يتم تحقيقه في المتوسط وستبدأ التجربة من 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 إلى 31 مارس/آذار 2023.
وقالت Ovo Energy إن البيانات من التجربة ستستخدم لفهم الاستخدام خلال أوقات الذروة ولتطوير خطط تدعم نظام طاقة أكثر عدلا ومرونة.
مخطط مماثل كشف النقاب عنه مشغل كهرباء الشبكة الوطنية (ESO) تم إعداده أيضا لتقديم حوافز مالية لتحويل استخدام الطاقة إلى ساعات خارج الذروة، مما يعني أنه يمكن الدفع للناس لتشغيل غسالاتهم في الليل، أو شحن سياراتهم الكهربائية بعيدا عن أوقات ارتفاع الطلب.
تم تصميم "خدمة مرونة الطلب" للمساعدة في تخفيف الضغط على شبكات الطاقة بينما تستعد المملكة المتحدة لفصل الشتاء من تحديات الإمداد المحتملة.
سيتم تنفيذه من قبل موردي الطاقة ومراقبته باستخدام عداد ذكي، مع إصدار مكافأة لا تقل عن 10 جنيهات استرلينية في اليوم للأسر التي تعطي الأولوية لاستخدام الكهرباء في غير أوقات الذروة.
من المقرر أن يبدأ المخطط التطوعي من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل إلى مارس/آذار 2023 ويتم تقديمه للمساعدة في منع انقطاع التيار الكهربائي في فصل الشتاء.
aXA6IDE4LjExNy4xMDMuMTg1IA== جزيرة ام اند امز