الهيمنة تحول بين "أبل" وحلم سيارة كهربائية.. نهاية مباحثات هيونداي
بعد أن كشفت هيونداي موتورز مؤخرا عن مناقشات مبكرة مع شركات مهتمة بتطوير سيارة كهربائية، نفت اليوم وجود أي محادثات مع شركة أبل.
في يناير/كانون الثاني الماضي، قالت هيونداي موتورز، في بيان صحفي، إنها "تلقت طلبات للتعاون المحتمل من شركات متنوعة لتطوير السيارات الكهربائية ذاتية القيادة ، ولكن لم يتم اتخاذ أية قرارات لأن المناقشات لا تزال في مرحلة مبكرة".
جاء تعليق الشركة الكورية بعد أن ذكر تقرير محلي من صحيفة كوريا الاقتصادية اليومية، أن شركة أبل اقترحت الشراكة مع هيونداي موتور، والأخيرة تراجع الشروط.
وبحسب التقرير فإن المقترحات تتضمن إنتاج السيارات الكهربائية وكذلك تطوير البطاريات، من المحتمل إطلاق السيارة بحلول 2027.
ونقلت شبكة "CNBC" الأمريكية عن ممثل من الشركة الكورية قوله "نتفهم أن أبل تجري مناقشات مع مجموعة متنوعة من شركات صناعة السيارات العالمية، بما في ذلك هيونداي موتوزر، ونظرا لأن المناقشات في مرحلتها المبكرة لم يتم تقرير أي شيء".
وفي المقابل، لم تقر أبل إطلاقا بإجراء محادثات مع شركة صناعة السيارات حول بناء سيار كهربائية.
- وداعا للمحركات التقليدية.. السيارات الكهربائية تغزو العالم
- نصائح لا يجب تجاهلها عند شحن السيارة الكهربائية في المنزل
- السيارات الكهربائية تقلب الطاولة في النرويج.. حدث تاريخي
ولم تشهد المحادثات أية تطورات معلنة طوال شهر تقريبا، حتى نفت الشركة الكورية، اليوم الإثنين، في بيان رسمي إجراء أي محادثات بشأن السيارات ذاتية القيادة مع أبل، مؤكدة أن العلامات التجارية التابعة لها سواء هيونداي أو كيا لم تجريا محادثات مع الشركة الأمريكية في هذا الصدد.
وتراجعت أسهم هيونداي وكيا بما يصل إلى 8.4% و13.3% على الترتيب عقب البيان.
ما وراء الكواليس داخل العملاق الكوري
سبق بيان هيونداي موتورز الأخير، تداول أنباء عن وجود تباين داخل الشركة حول طبيعة الشراكة المحتملة مع أبل لتصنيع سيارة كهربائية ذاتية القيادة.
وحسب ما ذكره موقع "إنجادجيت" فإن هناك انقساما بين المديرين التنفيذيين داخل العملاق الكوري حول تأثير التعاون، حتى أن البعض ذهب إلى أن إتمام هذه الشراكة سيحول هيونداي إلى شركة تصنيع تتبع أبل.
وقال مسؤول تنفيذي في هيونداي على علم بالمناقشات الداخلية "نحن لسنا شركة تصنع سيارات للآخرين"
ومن المعروف أن هيونداي تعتمد نظام تكامل سلسلة التوريد رأسيا، إذ تقوم بصناعة المحركات، والفولاذ الخاص بهيكل السيارات، وناقلات الحركة.
سيارة أبل ذاتية القيادة
تدور التكهنات حول سيارة أبل ذاتية القيادة منذ عدة سنوات ولكن لم يتحقق أي شيء ملموس.
وذكرت رويترز في نهاية 2020 أن أبل تمضي قدما في تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة، وتستهدف إنتاج سيارة ركاب بحلول 2024، يمكن أن تتضمن تقنية بطاريات خاصة بها.
ولكن في المقابل قال المحللان دانيال آيفز وستريكر باك من شركة Wedbush Securities في مذكرة بحثية، إنه على مدار السنوات الست الماضية ، شهدنا العديد من التقلبات في طموحات أبل في مجال السيارات، بما فيها تقليص طموح إنتاج سيارة كهربائية قريبا".
نمو صناعة السيارات الكهربائية
شهد العام الماضي 2020 نمو صناعة السيارات الكهربائية لتصل إلى 3.24 مليون سيارة مقابل 2.26 مليون سيارة في 2019، وفق بيانات موقع قاعدة المبيعات العالمية للسيارات الكهربائية "EV volumes"
وهناك صناع رئيسيين للسيارات الكهربائية بقيادة شركة تسلا الأمريكية التي انتجت العام الماضي حوالي 499.550 ألف سيارة في 2020، ثم شركة "Nio" الصينية وشركة جنرال موتورز الأمريكية، وشركة دلفي أوتوموتيف البريطانية الأمريكية، وشركة كاندي تكنولوجيز الصينية.
استثمارات ضخمة
قدرت وكالة بلومبرج حجم الاستثمارات في السيارات الكهربائية خلال 2020 بنحو 139 مليار دولار.
وقالت الوكالة الأمريكية إن هذه الصناعة ،التي ستؤثر على انتشار السيارات التقليدية، استفادت من التوجه العالمي لمكافحة لقضية تغير المناخ.
وتوقعت تضاعف هذه الاستثمارات خلال السنوات الأربعة المقبلة في ظل خطط الشركات لتطوير وإنتاج السيارات والبطاريات الكهربائية، من أجل خفض التكاليف وزيادة المسافة التي تقطعها السيارات، مع تقليص الزمن المستغرق في عملية الشحن الواحدة، والتوسع في إنشاء محطات الشحن.
ووفق التقديرات، فإن استثمارات صناعة السيارات الكهربائية من المرشح أن تسجل 168 مليار دولار خلال العام الحالي 2021، على أن تصل إلى 203 مليارات دولار في 2022 .
وتتوقع بلومبرج أن يواصل الانفاق الاستثماري النمو حتى يبلغ 245 مليار دولار في 2023، لاسيما في أسواق الولايات المتحدة والصين وأوروبا.
ورشحت أن يشهد قطاع السيارات الكهربائية تسجيل استثمارات بقيمة 295 مليار دولار في 2024، على أن تصل إلى 357 مليار دولار بحلول 2025.
دعم الإدارة الأمريكية للسيارات الكهربائية
تلقى صناعة السيارات الكهربائية دعما معلنا من الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن، الذي أكد الأسبوع الماضي خلال توقيع أمر تنفيذي يدعم شراء المؤسسات الفيدرالية للمنتجات الأمريكية "الحكومة الفيدرالية تمتلك أسطولا ضخما من المركبات، سنقوم باستبدالها بسيارات كهربائية نظيفة مصنعة هنا في الولايات المتحدة وبأيدٍ أمريكية".
ويأتي التوجه نحو السيارات الكهربائية في إطار جهود حماية البيئة التي تمثل أحد أهم أهداف الحملة الانتخابية لبايدن.
وتستهدف الإدارة الأمريكية الوصول بمحطات شحن السيارات الكهربائية إلى 500 ألف محطة، وتسريع الأبحاث الخاصة بالبطاريات وتطويرها.
وأكد خبراء في صناعة الطاقة لموقع "أوتو كار" العالمي أن الوصول إلى هذا العدد من محطات الشحن سيسهم في تغطية نحو 57% من احتياجات السوق الأمريكي بحلول عام 2030.
وتوقع الخبراء أن يشهد السوق بيع 25 مليون سيارة كهربائية بنهاية العقد الحالي، بمعدل 2.5 مليون سيارة سنويا، بدعم من انتشار محطات الشحن.
ورحبت العديد من الشركات الأمريكية والعالمية التي تستثمر في تصنيع السيارات الكهربائية بسياسات بايدن، ومن بين هذه الكيانات جنرال موتورز وفورد وفولكس فاجن وبي إم دبليو وفولفو.
aXA6IDMuMTQ1LjYxLjE5OSA= جزيرة ام اند امز