السيارة الكهربائية لا تقنع الفرنسيين.. «محرك البنزين» يتربع في قلوبهم!

رغم الزخم الإعلامي والدعم الحكومي، لا تزال السيارة الكهربائية عاجزة عن كسب قلوب الفرنسيين.
الأرقام الجديدة لعام 2025 تكشف عن جمود في نوايا الشراء، مع استمرار هيمنة محركات الوقود التقليدي والاتجاه المتزايد نحو الهجينة. والمفاجأة؟ الفرنسيون لم يعودوا يرغبون حتى في شحن سياراتهم من منازلهم!
الفرنسيون غير "موصولين" بالكهرباء
وأظهر أحدث استطلاع أجرته شركة "ديلوات" أن نسبة الفرنسيين الذين ينوون شراء سيارة كهربائية في المرة القادمة لا تزال ثابتة عند 9% فقط منذ عام 2024. هذا الجمود في الاهتمام يتناقض مع النمو الطفيف في السيارات الهجينة، وخاصة غير القابلة للشحن، والتي ارتفعت نسبة المهتمين بها من 19% إلى 21%. والأكثر لفتا للنظر، أن 44% من الفرنسيين لا يزالون يفضلون سيارات البنزين أو الديزل، رغم تراجع هذه المحركات في الأسواق الأوروبية، بحسب موقع "أوتوموبيل" الفرنسية المتخصص في السيارات.
السعر... لا يزال العائق الأكبر
ويعد ارتفاع تكلفة الشراء واستبدال البطارية العائق الرئيسي الذي يمنع انتشار السيارات الكهربائية على نطاق أوسع، حسب التقرير. ورغم أن السوق يقدم اليوم طرزًا بأسعار أكثر تنافسية، مثل "سكودا الروك" التي حققت انطلاقة قوية، إلا أن الفارق السعري ما زال يمنح الأفضلية للمحركات الحرارية والهجينة.
صدمة الشحن المنزلي: لا يرغبون فيه
والمفاجأة الأغرب في التقرير هي تراجع اهتمام الفرنسيين بتركيب محطات شحن منزلية، على الرغم من أنها الأرخص والأكثر فعالية.
ويفضل عدد متزايد من المستخدمين الاعتماد على محطات الشحن العامة أو تلك المتوفرة في أماكن العمل، ويرجع ذلك إلى: صعوبة التركيب في الشقق والمباني المشتركة؛ التكلفة العالية لتركيب محطة خاصة؛ القلق من تأثيرها على فاتورة الكهرباء.
وتشير الدراسة إلى أن الفرنسيين يهتمون أكثر بسرعة الشحن من توفر الشاحن ذاته أو إمكانية استخدام مقبس منزلي. ومع أن فرنسا تجاوزت الآن 160 ألف نقطة شحن عامة، إلا أن معظمها بطيء، في حين أن المحطات فائقة السرعة تظل نادرة ومحصورة غالبا على الطرق السريعة.
ثقة باردة في مستقبل كهربائي
رغم التقدم الملحوظ في البنية التحتية وزيادة الخيارات، التحول نحو السيارات الكهربائية في فرنسا ما يزال بطيئا ومحاطا بالتردد. وإذا لم تُحل مشكلات التكلفة والشحن المنزلي، فسيبقى الحلم الكهربائي مجرد مشروع مؤجل في أذهان المستهلكين الفرنسيين.