السيارات الكهربائية.. فشل الأربعينيات الذي تحول لنجاح مذهل
مرت السيارات الكهربائية بكثير من مراحل التطور المختلفة التي بدأت منذ أربعينيات القرن الماضي حتى الألفية الجديدة
استطاعت السيارات الكهربائية التحول من مجرد فكرة أراد أصحابها تنويع مصادر الطاقة التي يمكن الاعتماد عليها والحد من تلوث كوكب الأرض إلى المشروع والطموح والأولية الأهم، الذي يتطور يوما بعد يوم في خطط عمالقة صناعة السيارات والمحركات على مستوى العالم.
ومع المنافسة الشرسة التي تجمع بين أقطاب قطاع السيارات والمحركات التي تتمحور حول إنتاج أفضل وأفخم السيارات الكهربائية، نستعرض في التقرير التالي، اعتمادا على موقع "موتورز" البريطاني، أهم المعلومات عن هذا النوع من المركبات.
- فيديو.. "أريا كونسبت" طراز مستقبلي لسيارات نيسان الكهربائية
- "EVRT دبي 2020" ينظم أكبر رحلة للسيارات الكهربائية بالعالم
هيني كيلوات 1947.. أول سيارة كهربائية في التاريخ
بالطبع سيكون من المدهش معرفة أن إنتاج السيارات الكهربائية لم يكن حلما حديث العهد لرواد صانعي السيارات والمحركات حول العالم، بل تعود جذور الفكرة إلى حقبة الأربعينيات من القرن الماضي، وبالتحديد عام 1947 حين تمت بالفعل صناعة أولى السيارات الكهربائية في التاريخ وأطلق عليها اسم هيني كيلوات Henney Kilowatt.
وعلى الرغم من نجاح تلك السيارة التي تستمد طاقاتها من خلال جهاز الترانزيستور على الصعيد العملي، لم يُكتب لسيارات هيني كيلوات Henney Kilowatt الاستمرار في الأسواق ليتوقف إنتاجها تماما في عام 1961 نظرا لارتفاع تكلفة إنتاجها بالمقارنة مع تكلفة إنتاج السيارات التقليدية في ذلك الوقت.
الفضاء يحيي السيارات الكهربائية
ومع فشل السيارات الكهربائية في الحفاظ على فرص بقائها منافسة للسيارات التقليدية، عادت المركبات الكهربائية مجددا للظهور، ولكن على سطح القمر هذه المرة، حين أرسلت شركة بوينج سيارة لونار روفير Lunar rover الكهربائية التي اعتمدت على بطاريتي فضة-زنك وهيدروكسيد البوتاسيوم بجهد 36 فولتا، بالإضافة إلى 4 محركات كهربائية تعمل بالتيار المستمر مع البعثة الفضائية إلى القمر أبولو 15.
البيئة تشكو.. السيارات الكهربائية لم تعد خيارا
مر تطور صناعة السيارات الكهربائية بكثير من المحطات المختلفة، فبعد أزمة البترول العالمية عام 1973، عاد التفكير مرة أخرى في إنتاج وصناعة السيارات الكهربائية، ومع بداية حقبة التسعينيات كانت ولاية كاليفورنيا الأمريكية أولى المدن العالمية التي فرضت قوانين تجبر شركات صناعة السيارات على إنتاج السيارات الكهربائية بكمية لا تقل عن 10% من مجموع الإنتاج الكلي.
ولكن كان لتكلفة الصناعة المرتفعة تأثير كبير في ضعف الإقبال الواضح على شراء السيارات الكهربائية، وهو الأمر الذي جعل صانعي السيارات يحولون انتباههم إلى تطوير كفاءة السيارة في استخدام الوقود والتقليل من الانبعاثات الصادرة منها.
ومع الدخول في الألفية الثالثة وبالتحديد عام 2000، ظهر كثير من نماذج السيارات الكهربائية الاختبارية التي أثبتت كفاءة في قطع مسافات طويلة على الطرق، ولكن مرة أخرى أدى ارتفاع سعر التكلفة وثقل بطارية تلك السيارات، بالإضافة إلى حاجتها إلى 8 ساعات لإعادة الشحن إلى قلة الثقة في السيارات الكهربائية.
وبازدياد الوعي والرغبة العالمية الجادة في توسيع وتطوير صناعة السيارات الكهربائية، دعم كثير من الدول مثل الولايات المتحدة واليابان بجانب الصين وألمانيا قطاع صناعة السيارات بمليارات الدولارات، من أجل النجاح في إنتاج سيارة كهربائية تلبي احتياجات مواطنيها وبأسعار مناسبة.
وبعد سنوات من التطوير والتعديل على إنتاج السيارات الكهربائية، يوجد حاليا نحو مليون سيارة كهربائية في ألمانيا، بينما تمتلك الصين خططا وطنية لتتحول إلى أكثر الدول اعتمادا على السيارات الكهربائية، خصوصا مع تنامي وتحسن المستوى المعيشي لمواطنيها بشكل سنوي.
مستقبل صناعة السيارات الكهربائية
مع انخفاض أسعار السيارات الكهربائية وزيادة شعبيتها، سيصبح الاعتماد الكلي على السيارات الكهربائية أحد الأمور التي سيشهدها العالم في المستقبل القريب.
اتجاه الدول والحكومات مثل الاتحاد الأوروبي على إجبار صانعي السيارات على منتجع إنتاج أي سيارات بخلاف الكهربائية داخل القارة الأوروبية بحلول عام 2040، وتوجه الصين والولايات المتحدة إلى التوسع في الاعتماد على السيارات الكهربائية يعجل بازدهار مجال صناعة السيارات الكهربائية على حساب نظيرتها التقليدية.
كما أن تعهد العلامات التجارية مثل بي إم دبليو BMW ومجموعة فولكس فاجن Volkswagen، بالإضافة إلى تقديم فولفو Volvo وفورد Ford مزيدا من الطرازات الهجينة والكهربائية ووضع استثمارات بقيمة مليارات الدولارات لدعم إنتاج تلك السيارات ذات الأداء العالي، كل ذلك سوف يكون له أثر إيجابي في اعتماد البشر على السيارات الكهربائية والتخلي عن التقليدية.
أما فيما يخص البطاريات فهي في تطور دائم، حيث تستمر محاولات زيادة سعة البطارية مع الحفاظ على سعرها وجودة العالية ودرجة تحملها للظروف المناخية المختلفة.
aXA6IDMuMTIuMTU0LjEzMyA=
جزيرة ام اند امز