طلاب الشهادة الرسمية في لبنان.. مستقبل تضيئه "شموع وزير لا يسمع"
أطلق طلاب الشهادة الرسمية في لبنان صرخة لإعفائهم من امتحانات هذا العام، نظراً لظروف البلاد، وجائحة كورونا وما فرضته من تعليم عن بعد.
كل هذا في وقت لا يتوفر لعدد كبير من الطلاب إنترنت أو حتى كمبيوتر أو هاتف نتيجة الفقر، كذلك أزمة الكهرباء التي وصل تقنينها إلى ما يزيد عن الـ ١٨ ساعة في اليوم بمختلف المناطق، بالإضافة إلى انطفاء المولدات الخاصة لعدم توفر المازوت، ما يعني أنه ليس أمام الطالب إلا ضوء الشموع لمتابعة الدرس، هذا إذا سمح وضع عائلته المادي بشرائها.
رغم تكثيف الدعوات لإلغاء الإمتحانات الرسمية، أكد وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب، انتهاء الاستعدادات المطلوبة لإنجاح الامتحانات، ضارباً بعرض الحائط مطالب الطلاب والأساتذة.
ولفت إلى أن" كورونا في المدرسة هو نفسه في المسبح والملاهي، وعلينا أن نحافظ على المستوى التربوي للبنان رغم كل الظروف"، مضيفا: "أتوجه إلى الجميع لدعم التربية والابتعاد عن الشعارات التي نصفق لها اليوم والتي ستبكينا غداً".
ولم يأخذ الوزير المجذوب نصيحة وزير التربية الأسبق إلياس بوصعب، الذي طلب منه أن يأخذ الوضع الاجتماعي والاقتصادي بالبلد في الاعتبار، والتفكير بكيفيّة بدء العام الدراسي المقبل في سبتمبر/أيلول.
كما دعاه "بوصعب" لوقف مناكفاته وقهر الطلاب، والإقلاع عن تنظيم الامتحانات الرسمية، كما دعاده إلى استفتاء رأي الأهالي والطلاب والقطاع التّربوي عن الامتحانات، ليدرك أنّه يخطئ بقراراته. وطلب منه الاعتراف بأن السّنة الدراسيّة لم تكن سليمة ولا يمكن إجراء الامتحانات لأن قطاع التّربية في خطر ويتطلّب إنقاذاً والتشبّث بالرأي لا ينفع.
أما نقيب المعلمين في المدارس الخاصة رودولف عبود، أكد عدم استعداد جميع الطلاب للامتحانات الرسمية، لافتا إلى أن النقاش كان مع وزارة التربية بأن امتحانات الشهادة المتوسطة ليست امتحانات لا يستغنى عنها، وقال: "المهم اليوم ألا نزيد خسارتنا ونحن تربوياً قمنا بدورنا ولكن الأمور اللوجيستية هي بيد وزارة التربية، فالامتحانات المدرسية أكثر عدالة من الامتحانات الرسمية".
من جانبها، أكدت رئيسة اللجنة الفاعلة للأساتذة المتعاقدين في التعليم الرسمي نسرين شاهين لـ"العين الإخبارية" أن مطلب إلغاء الشهادة الرسمية يعود إلى التحديات التي مرّ فيها الطلاب هذا العام الدراسي.
وشرحت: "نحن نقدر خطورة إلغاء الشهادات الرسمية كون السنة الماضية تم توزيع إفادات على الطلاب، وكان الأمر خطيراً فيما يتعلق بانتقال الطلاب من مرحلة إلى أخرى، فلا يهمنا أن يرّفع الطالب من صفه، بل أن يكتسب المهارات والكفايات".
وتابعت: "كون هذا العام واجه الطلاب الكثير من التحديات، ارتأى التربويون في لبنان إلغاء الشهادة المتوسطة، ليس فقط هذا العام، بل للسنوات القادمة كونه في المسار التعليمي لا تقدم للطالب شيئاً، أما في مرحلة الثانوية العامة فالشهادة سلاح ذو حدين، أولاً كون هناك طلاب يقررون استكمال علمهم خارج لبنان، وثانياً كي لا يظلم أحد عند دخولهم الجامعات".
أضافت "شاهين": "عتابنا على وزارة التربية أن الطلاب لم يحصلوا على ذات المناهج، فهناك طلاب ليس لديهم إنترنت وهاتف للدارسة".
وعن سبب إصرار الوزير على إجراء الامتحانات، قالت: "يمكن لأنه ينظر للأمر من باب تربوي، إلا أنني اعتبره إصراراً وعناداً أكثر من كونه ينظر إلى حقيقة الواقع".
وقالت إن الوزير وعد الطلاب في وقت سابق بتأمين الإنترنت والكمبيوترات وسبل الوقاية من كورونا في المدارس، إلا أن الأمر اختصر على التباعد الاجتماعي"، متسائلة: "لماذا لم نر إصراره في الحكومة وعند زيارته للمرجعيات لرصد اعتمادات لوزارة التربية، لتوفير الأمان النفسي والاجتماعي للطلاب، لا سيما وأن القطاع التعليمي هو أهم ركيزة في المجتمع؟".
ولفتت شاهين إلى أن الأساتذة في القطاع التعليمي الرسمي يشكلون ٧٠% من الكادر التربوي: "نحن حوالى ٢٠ ألف أستاذ في القطاع التعليمي الرسمي، ونحن في صرخة تضامنية، إذ أن قسماً كبيراً مننا قرر مقاطعة الامتحانات الرسمية لإيصال رسالة بأن هناك مس بكرامات المعلم في لبنان والتلميذ والأهالي، ولتحييد القطاع التربوي عن أي صراعات سياسية، ولرصد أموال لتعزيز القطاع التربوي في هذه المرحلة".
واختتمت: "نحن نرفض أن يمن على المعلم بإعطائه ١٠ دولارات لمراقبة الامتحانات، فلسنا نحن من يقبل المساومة، نريد رفع الغلاء المعيشي وتأمين موارد إلكترونية وتربوية للمتعلم والمعلم، وصرختنا اليوم كي نبني للمستقبل".
وبعد ظهر اليوم تم التداول اجتماعات حاسمة تعقد في لبنان لحسم مسألة الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة، لا سيما مع تفشي المتحور "دلتا"، وأن هناك اتجاه لإلغائها في الساعات المقبلة.
aXA6IDE4LjIyMi4xMjEuMjQg جزيرة ام اند امز