تضامن شعبي لبناني لمواجهة الأزمة.. "هنا كهرباء مجانية"
أزمات عدة تعصف بلبنان، من انقطاع الكهرباء وفقدان المحروقات إلى فقدان الدواء من الصيدليات، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
ولأن الظروف الصعبة حالت دون قدرة اللبناني على تأمين أبسط حاجياته من شحن هاتفه وحاسوبه، إلى الاستحمام وتجفيف شعره وكي ملابس، وغيرها من الأمور، ظهرت مبادرات عدة لمساعدة الغير، منها ما أطلقه مطعم mayrig بدعوته المواطنين إلى قصده والاستفادة من الكهرباء مجاناً من دون أن يكونوا مضطرين لطلب حتى قارورة ماء.
وعن ذلك شرح مسؤول التواصل في المطعم رامي نعمه لـ"العين الإخبارية": "في اليوم الثاني لانقطاع الكهرباء لاحظت أن الموظفين لا يخرجون من المطعم في وقت الاستراحة الذي يصل لعدة ساعات، حيث فضلوا البقاء في التكييف وتشريج هواتفهم، من هنا ظهرت الفكرة لدي بفتح أبواب المطعم للجميع، لاسيما وأن ثقافتنا في العمل مساعدة الناس".
مقهى BlackEye اتخذ ذات الخطوة، وعن ذلك علقت غالينا برناب: "الكافيه مشروع عائلي، وبعدما بدأ أحد المطاعم في بيروت بهذه المبادرة، نالت الفكرة استحساننا كونها إنسانية في المقام الأول، فنحن نعلم كم يعاني المواطنون من انقطاع الكهرباء، فتحنا أبوابنا في جبيل منذ أيام لمن يريد استخدام الكهرباء من دون أن يطلب شيئاً"، وعن كيفية تأمينهم الكهرباء أجابت: "من خلال اشتراك مع شركة في المنطقة".
الأمر لا يقتصر على المطاعم والمقاهي، بل إن زينب شيعتاني التي تملك صالون WENAILIT للتزيين في وسط بيروت بادرت إلى فتح صالونها لمن يحتاج إلى كهرباء وقالت: "نحن من اكثر المتضررين من أوضاع لبنان منذ الثورة، لذلك نشعر بالأشخاص الذين لا يمكنهم تأمين أبسط المقومات وهي الكهرباء، من هنا أعلنت أن من يرغب في الاستحمام وتجفيف شعره، وكي ملابسه وتشريج هاتفه وحاسوبه يمكنه قصد المحل والقيام بذلك مجاناً".
وعن اليوم الذي أطلقت فيه المبادرة أجابت: "الأسبوع الفائت بعد تأمين صاحب المولد للمازوت، وعن الإقبال للاستفادة مما تقدمه قالت: "على الاستحمام".
الأمر لا يقتصر على الكهرباء، فهناك كذلك من يقدم الدواء، من بينهم 4 صيدلانيين، اتفقوا قبل انفجار الرابع من آب 2020 على مساعدة المحتاجين إلى دواء من خلال صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "أنستقرام" حملت اسم Pill Donors عن ذلك شرحت دونا مغيّر "أنشأنا الصفحة لدعوة الأشخاص الذين لديهم أدوية في المنزل لا يحتاجوها إلى التواصل معنا لتوزيعها بعد التأكد من تاريخ صلاحيتها على من لا يملكون المال لشرائها".
أما جميعة embrace فتقدم الدعم النفسي للبنانيين، حيث شرحت مديرة العلاقات العامة والتواصل في الجمعية هبة دندشلي: "الجمعية تعني بالصحة النفسية والتوعية عليها، كما تقدم خدمات مباشرة لدعم المجتمع في لبنان خاصة أننا في بيئة الصحة النفسية فيها كانت تابو وخارج إطار الحياة اليومية وليست أولوية".
وشددت: "خدماتنا لا تقتصر فقط على الأزمات، فخط الحياة 1564 هو الخط الساخن للدعم النفسي والوقاية من الانتحار بالتعاون مع البرنامج الوطني للصحة النفسية وإلى اليوم استقبلنا ما يزيد عن 15 ألف اتصال منذ سنة 2014، وبعد انفجار آب افتتحنا مركزاً يقدم خدمات المعالجة النفسية لمن يحتاج الى علاج نفسي متوسط أو طويل الأمد".
وعن زيادة الطلب على الصحة النفسية أجابت "بالتأكيد ارتفع، في السابق كنا نتلقى بين 400 و500 اتصالا في الشهر أما اليوم فحوالي 1050 اتصالاً".
وعن أكثر أسباب المعاناة أجابت: "متعددة، بعد انفجار 4 آب هناك من يسترجع ذكريات الدمار، أو بسبب الاوضاع الراهنة والانهيار الاقتصادي كل ذلك له تأثيرات على الصحة النفسية لاسيما لدى من لديهم مشاكل أو خلل لم يعالج بعد".
aXA6IDE4LjExNy43MC42NCA=
جزيرة ام اند امز