أزمة كهرباء ليبيا.. الدبيبة يعترف بالفشل و"يخرس" وزيره بعد فضح الإنفاق
فشل جديد سطرته حكومة عبدالحميد الدبيبة منتهية الولاية، في ملف الكهرباء الذي يعد "الأهم" بالنسبة لليبيين الذين يئنون تحت وطأة أزمات عدة.
فالرجل الذي قرر قبل أيام إيقاف مجلس إدارة شركة الكهرباء وإحالته إلى التحقيق، ونصب نفسه مشرفًا على الشركة، اعترف اليوم في اجتماع رسمي لحكومته المنتهية ولايتها بفشله في حل مشكلة الكهرباء التي كانت أحد أسباب الاحتجاجات التي انطلقت في معظم أرجاء ليبيا منذ الجمعة.
وقال الدبيبة في الاجتماع الذي بثته قنوات محلية: "فشلنا في إدارة أزمة الكهرباء في ليبيا، وأسأنا تقديرها لأننا اتخذنا قرارات خاطئة وما رأيناه أن هذه المشكلة تحتاج لوقت أكثر مما كنا نعتقد".
اعتراف بالفشل
وتابع الدبيبة: "أخدنا قرارات خاطئة.. لكننا نتأسف - حاولنا بشكل أو بآخر لكن لم نقدر الوصول لنتيجة.. التحديات والمشاكل كانت أكبر من قدراتنا ".
وتسببت أزمة الكهرباء التي تفاقمت منذ أسبوعين بعد دخول فصل الصيف وانقطاع التيار الكهربائي على المواطنين، لمدة وصلت لأكثر من 12 ساعة يوميًا، في اندلاع احتجاجات شابها بعض أعمال العنف.
تلك الاحتجاجات التي انطلقت في طرابلس وشملت جميع المدن الليبية شرقا وغربا وجنوبا، تصاعدت مطالبها من حل أزمة الكهرباء وتعديل سعر رغيف الخبز وإلغاء مقترح رفع الدعم عن البنزين، إلى إسقاط جميع الأجسام المتواجدة حاليا والإسراع في انطلاق الانتخابات في البلاد.
يأتي فشل حكومة الدبيبة منتهية الولاية في حل أزمة الكهرباء، رغم المليارات التي خصصتها لشركة الكهرباء أو التي أنفقت من خزينة الدولة على أنها تحت ذلك البند "أزمة الكهرباء"، فيما لم يعرف مصيرها حتى الآن.
فضح الأرقام
وفي الاجتماع الرسمي الذي عقد اليوم، فضح وزير التخطيط بحكومة الدبيبة منتهية الولاية محمد يوسف الزيداني بالأرقام، ما أنفقته تلك الحكومة منتهية الولاية على قطاع الكهرباء، دون جدوى، قائلا إن "إجمالي ما أُنفق على قطاع الكهرباء بلغ نحو 11 مليارًا و800 مليون دينار ".
وفيما حاول الزيداني الاسترسال، قائلا: "هناك مبلغ آخر خصص للكهرباء وهو 977 مليون دينار"، قاطعه الدبيبة قائلا: "الأرقام هذه تدينك وتديننا – بعد أن يسمعها الناس الذين يعانون من انقطاع الكهرباء".
وتشهد ليبيا أزمة سياسية، تفاقمت بعد إصرار عبد الحميد الدبيبة على عدم الامتثال لقرار البرلمان الليبي الذي أعفاه من منصبه كرئيس للحكومة قبل أشهر، وكلف فتحي باشاغا على رأس حكومة جديدة.