السجائر الإلكترونية.. 10 أعوام بين الاختراع والانتشار والأضرار
السجائر الإلكترونية بشكلها الحالي من اختراع الصيني هون ليك، وهو صيدلاني مدخن قدم الاختراع عام 2003، وطورته شركة "جولدن دراجون" القابضة
تعددت الأشكال والخطر واحد، فالعلم والدراسات يثبتان يوماً بعد يوم أن لا جدال على المخاطر المميتة لأدوات التدخين بجميع أشكالها، حتى تلك التي ادّعى مروجوها بدايةً أنَّها أقل خطراً، كشفت الأيام مضاعفاتها الفتّاكة والسريعة، ومنها السجائر الإلكترونية.
مع تسجيل 40 حالة وفاة في الولايات المتحدة نتيجة تدخين السجائر الإلكترونية، وانتشارها بشكل واسع بين أوساط المراهقين في الآونة الأخيرة، تُثار اليوم أسئلة عن تاريخ هذا النوع من السجائر وبداية ظهورها.
10 أعوام بين الظهور والانتشار
السجائر الإلكترونية بشكلها الحالي من اختراع الصيني هون ليك، وهو صيدلاني مُدخِّن قدَّم الاختراع عام 2003، وطورته شركة "جولدن دراجون" القابضة، التي عمل لديها هون ليك آنذاك.
وأطلقت الشركة على الابتكار الجديد اسم "رويان"، الذي يعني "مثل التدخين"، وفق موقع جمعية الداعين لبدائل التدخين الخالية من التبغ في أمريكا (CASAA).
ودخلت السجائر الإلكترونية عام 2006 إلى أوروبا لتتبعها الولايات المتحدة، وتبدأ منذ ذلك الوقت بالانتشار بين المدخنين شيئاً فشيئاً، وسط تصدي عدة دول لانتشارها ومحاولات منعها في دول أخرى، آخذين بعين الاعتبار 4800 مادة سامة تدخل في صناعتها.
وتضاعف استهلاك السجائر الإلكترونية بين المراهقين في الولايات المتحدة في مقارنة بين عامي 2010 و2013، وحدثت الطفرة في استخدامها بين 2013 و2014، إذ ارتفع الإنفاق عليها من 80 مليون دولار تقريباً عام 2013 إلى 120 مليون دولار في 2014، وفق مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.
وفي عام 2018 أنفق المدخنون في كل من فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة أكثر من 10 مليارات دولار على منتجات السجائر الإلكترونية، إذ تتنافس اليوم مئات العلامات التجارية لجذب مستهلكيها، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).
مخاطر جديدة
يسود اليوم اعتقاد بأنَّ السجائر الإلكترونية أقل خطراً من تلك التقليدية، كونها لا تحتوي على التبغ، ويلجأ إليها كثير من المدخنين في محاولة منهم للإقلاع عن التدخين.
لكن مع انتشار السجائر الإلكترونية، حذَّرت دراسات عدة من مخاطر غير متوقعة على الدماغ والقلب والرئتين، آخرها ورقة تحذيرية، أصدرها أطباء قلب أوروبيون ونُشرت في مجلة القلب الأوروبية.
ورُصد في الولايات المتحدة إصابة أكثر من 2000 شخص بأمراض رئوية غامضة، ورغم أن مخاطرها على الرئتين أقل نسبياً من مخاطر سجائر التبغ، فإنّها أكثر ضرراً على القلب.
وكشف إخصائيون في أمراض القلب من ألمانيا عن المخاطر المدمِّرة للسجائر الإلكترونية على القلب والأوعية الدموية بشكل خاص.
ووفقاً لصحيفة "ذا صن" البريطانية، فإنَّ السجائر الإلكترونية تسبب تلف بطانة تجويف الأوعية الدموية وتعيقها عن أداء وظائفها بفاعلية، إضافة إلى زيادة معدل ضربات القلب والتسبب في تصلب الشرايين.
الهند تمنعها
بعد الدراسات التي قرعت ناقوس الخطر مؤخراً من مخاطر السجائر الإلكترونية، باتت الهند أول بلد في العالم يحظرها تماماً.
وستُفرض العقوبات على مَن يخالف القوانين المتعلقة ببيعها، إذ قالت وزيرة المالية الهندية، نيرمال سيتارامان، في سبتمبر/ أيلول 2019، إنَّ غرامات كبيرة أو عقوبة السجن لمدة تصل إلى عام واحد تنتظر كل مَن يصنّع السجائر الإلكترونية أو يستوردها أو يصدرها أو يخزنها أو يبيعها.
aXA6IDE4LjE5MS4xOTIuMTA5IA== جزيرة ام اند امز