أقام الدنيا في ليبيا وإسرائيل.. من هو إيلي كوهين؟
أقام الدنيا بليبيا، ولم يقعدها في إسرائيل، بعد كشفه عن لقاء سري كان طي الكتمان، بينه ونظيرته بحكومة عبدالحميد الدبيبة، نجلاء المنقوش.
لقاء إيلي كوهين، وزير الخارجية في الحكومة الإسرائيلية، ونجلاء المنقوش، جرّ على الأخيرة سيلا من الانتقاد، وترك ليبيا في أزمة سياسية غير متوقعة، بعد أن تخلت حكومة الدبيبة منتهية الولاية، عن رأس دبلوماسيتها، وتبرأت من أي لقاء رسمي يتعلق بعلاقات مع تل أبيب.
هذا اللقاء سلط الضوء على شخصية وزير الخارجية الإسرائيلي، الذي أصبح له دور كبير في دبلوماسية بلاده، وتكلّف بمهمات خاصة، منها عقد لقاءات، وزيارات غير مسبوقة لدول لا تقيم علاقات مع تل أبيب.
من هو إيلي كوهين؟
برز اسم الوزير إيلي كوهين بعد أزمة ليبيا لتتخطى شهرته في الدول العربية، أسهم الجاسوس الذي حمل نفس الاسم وأعدم في سوريا عام 1965.
وليس ثمة قرابة معلنة بين الرجلين فكوهين الجاسوس ولد في الإسكندرية بمصر عام 1924 وأعدم وسط دمشق في 18 مايو/أيار 1965 لقيامه بالتجسس لصالح إسرائيل داخل سوريا في الفترة ما بين 1961 و1965.
أما كوهين الوزير، فقد ولد لعائلة يهودية هاجرت من المغرب في مدينة حولون بوسط إسرائيل في 3 أكتوبر/تشرين أول 1972، ودرس في جامعة تل أبيب والجامعة المفتوحة، ليعمل محاسبا قبل أن يصبح سياسيا.
وقبيل الانتخابات الإسرائيلية العامة في عام 2015، انضم الى حزب "كلنا"، حديث التشكيل، ليصل للمرة الأولى إلى مقاعد الكنيست الإسرائيلي.
وأعيد انتخابه لعضوية البرلمان الإسرائيلي للمرة الثانية في العام 2019 على قائمة ذات الحزب "كلنا".
مقعد الوزارة والقرب من نتنياهو
وفي يناير/كانون الثاني 2017، أصبح للمرة الأولى وزيرا للاقتصاد والصناعة، وأطلق خطة طموحة في الصناعة التكنولوجية المتقدمة بعنوان: "الهاي تك"، ووقع اتفاقيات تجارة حرة مع عدد من البلدان أبرزها كندا.
لاحقا انضم إلى حزب "الليكود" برئاسة بنيامين نتنياهو وانتخب على قائمة الحزب لعضوية الكنيست في العام 2019 ولاحقا في العام 2020.
وفي أيار/مايو من العام 2020 كلفه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بحقيبة المخابرات ليبقى في هذا المنصب حتى سقوط الحكومة في يونيو/حزيران 2021.
وبرز كوهين في تلك الفترة باعتباره أول وزير إسرائيلي يقوم بزيارة إلى السودان، في يناير/كانون الثاني 2021، وحينها التقى القادة السودانيين واتفق معهم على إقامة علاقات بين البلدين.
وأعيد انتخابه لعضوية الكنيست على قائمة "الليكود" في العام 2022، ليتولى لاحقا أهم منصب في حياته وهو وزير الخارجية في حكومة نتنياهو الحالية.
فورا بعد تسلمه لمنصبه قام كوهين في فبراير/ شباط 2023، بزيارة سرية إلى الخرطوم ووضع الأسس لتوقيع اتفاق سلام مع السودان، لولا تفجر الأوضاع هناك وتأجيل إطلاق صافرة التطبيع بين البلدين.
وفي ذات الشهر، زار تركيا والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليعلن استئناف الرحلات الجوية لشركات الطيران الإسرائيلية من وإلى تركيا.
وقاد كوهين في الأسابيع الأخيرة حراكا واسعا في أفريقيا في محاولة لصد الحراك الإيراني هناك؛ وفقا لتقارير صحفية.
كما قاد جهدا لإقناع دول بنقل سفاراتها إلى القدس.
وفي أبريل/نيسان 2023، افتتح أول سفارة لإسرائيل في تركمانستان، في زيارة هي الأولى لوزير إسرائيلي إلى البلاد منذ العام 1994.
وكان كوهين أول وزير إسرائيلي يزور أوكرانيا للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منذ بدء الأزمة الأوكرانية الروسية.
وفي أغسطس/آب أعلن عن لقاء سري عقده في العاصمة الإيطالية روما مع وزيرة الخارجية بحكومة الدبيبة، ليفجر أزمة في ليبيا، حيث قوبل بانتقادات واسعة محلية وأمريكية.
aXA6IDMuMTQ0LjQ1LjE4NyA= جزيرة ام اند امز