شهدت زواجها وتتويجها.. شمس إليزابيث تغيب من قلعة وستمنستر
بجنازة مهيبة غارقة في التقاليد، وباهتمام محلي وعالمي واسع، يعكس الشعبية الكبيرة لعاهلة المملكة المتحدة الراحلة، تودع بريطانيا اليوم الإثنين، الملكة إليزابيث الثانية، أطول ملوكها بقاء في الحكم.
وعلى الرغم من أن وفاة الملكة إليزابيث كانت متوقعة ومخططًا لها بعناية منذ سنوات في إطار "عملية جسر لندن"، إلا أن ترتيبات الجنازة ظلت موضوع تكهنات طويلة من حيث حجم لحظة الحداد والجمهور الذي لا يزال يتدفق مفاجئا الكثيرين.
وعلى أمل إلقاء نظرة على نعش الملكة المغطى بالعلم أثناء انتقاله إلى مقره الأخير في كنيسة القديس جورج داخل أراضي قلعة وندسور، يتدفق مئات الآلاف من الجمهور، بينهم أولئك الذين ليسوا معجبين بالعائلة الملكية، والذين يعتبرون وفاتها تمثل نهاية حقبة وتحولا في المشهد الوطني، بحسب شبكة "سي إن إن".
مكان الزواج والتتويج والدفن
وسيجلس الرؤساء ورؤساء الوزراء والأمراء والإمبراطور والإمبراطورة وشخصيات عامة أخرى جنبًا إلى جنب في مقاعد في قلعة وستمنستر لتقديم احترامهم الأخير للملكة إليزابيث.
وتقام مراسم الجنازة في نفس صحن الدير، حيث توجت الملكة قبل 69 عامًا، وحيث تزوجت قبل 75 عامًا من زوجها الأمير فيليب، دوق إدنبرة، الذي توفي العام الماضي.
وتقول شبكة "سي إن إن"، إن جاذبية الملكة التي ترأس 15 دولة في عالم الكومنولث بما في ذلك المملكة المتحدة، كرمز صوري في إحساسها الشديد بالواجب وأخلاقيات العمل الدؤوبة والقدرة على الظهور بمظهر محايد وأنيق.
وأوضحت أن الإعجاب بالملكة أدى إلى تجنب حساب كبير لـ"الإرث الوحشي" للتاج في المستعمرات السابقة، بما في ذلك روابطه التاريخية مع تجارة الرقيق، لكن يبدو أن هذا يتغير بالفعل، حيث تتطلع بعض دول الكومنولث إلى الانفصال.
ففي الأسبوع الماضي، أعلنت أنتيغوا وبربودا عن خطط لإجراء استفتاء حول ما إذا كانت ستصبح جمهورية، وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أصبحت بربادوس أول مملكة منذ ما يقرب من 30 عامًا "تطرد" العاهل البريطاني من رئاسة الدولة، بحسب "سي إن إن".
وشعر العديد من رعايا الملكة كما لو أنهم يعرفونها، كونها المرأة التي تظهر صورتها على العملات المعدنية والطوابع البريدية، والتي تقول الاستطلاعات إنها تظهر بشكل متكرر في أحلام الناس.
طقوس ملكية
وكان الشعور بالفقدان شبه العائلي واضحا بين المعزين في قائمة انتظار انطلقت من قاعة وستمنستر، لأميال على طول الضفة الجنوبية لنهر التايمز خلال الأيام الأربعة الماضية، وبأسلوب بريطاني اصطف الآلاف لتوديع الملكة، وانتظروا ما يصل إلى 20 ساعة للتقدم بجانب نعشها.
ودخل أبناء الملكة إليزابيث، الملك تشارلز الثالث والأميرة آن والأمير أندرو والأمير إدوارد، يوم الجمعة، الغرفة الكهفية ورؤوسهم منحنية، وانضموا إلى الحراس ليراقبوا النعش المخملي الذي يحمل نعش والدتهم المزين بتاج الملك المرصع بالجواهر.
بعد يوم، أقام الأمير وليام والأمير هاري، بالزي العسكري، وقفة "كئيبة"، ووقفا إلى جانب أحفاد الملكة الستة الآخرين.
وفي وقت لاحق اليوم الإثنين، سيتبع الملك وأفراد آخرون من العائلة الملكية النعش أثناء نقله من قاعة وستمنستر إلى الدير، على نفس عربة المدفع المستخدمة في جنازة والد الملكة الملك جورج السادس، ووينستون تشرشل وهي الأولى من بين 15 رئيس وزراء بريطانيا خدموا في عهدها.
دور ليز تراس
وسيتم إجراء الخدمة من قبل القس ديفيد هويل عميد وستمنستر، وستقرأ رئيسة وزراء المملكة المتحدة ليز تروس التي عينتها الملكة قبل يومين فقط من وفاتها دروسا في الخدمة.
وتقول "سي إن إن" إن أحداث اليوم عبارة عن عرض لطقوس عمرها قرون، ممر ملكي محاط بحراس يرتدون زيًا مضفرًا وعازفي القربة وعازفي الطبول، بالإضافة إلى أن اصطفاف الجنود الذين يحيون التابوت، وسيتم إطلاق طلقات نارية في هايد بارك.
وظهر اليوم الإثنين، سيتم إنزال نعش إليزابيث في قبو ملكي في كنيسة سانت جورج بقلعة وندسور، وفي وقت لاحق من المساء ستدفن إلى جانب زوجها "قوتها الدائمة ومرشدها" دوق إدنبرة، في كنيسة الملك جورج السادس التذكارية، وهي ملحق بكنيسة سانت جورج التي تضم أيضا رفات والد الملكة ووالدتها الملكة الأم وشقيقتها الأميرة مارغريت.