حجب حسابات معارضة عشية انتخابات تركيا.. هل تخلى ماسك عن حرية التعبير؟
في انتهاك صارخ لتعهداته بتعزيز حرية التعبير عقب استحواذه على تويتر، فاجأ إيلون ماسك الجميع بإغلاق عدد من حسابات المعارضة التركية.
وأصدر الموقع بيانا قال فيه: "استجابة للدعاوى القانونية ولضمان استمرار تويتر متاحا للشعب التركي، اتخذنا إجراءات بإغلاق بعض الحسابات في تركيا اليوم".
- مقابر تويتر.. أحدث حروب "ماسك" الشائكة
- حقيقة زواج إيلون ماسك بـ"روبوت".. هل دخلنا عصر الاستغناء عن المرأة؟
وأضاف: "أبلغنا أصحاب هذه الحسابات بهذا الإجراء بما يتماشى مع سياستنا، وسيظل هذا المحتوى متاحا في بقية أنحاء العالم".
ويأتي القرار عشية الانتخابات التركية التي تعقد غدا الأحد، ويُصوت الناخبون على ورقتي اقتراع: الأولى فيها أسماء المرشحين الرئاسيين، والثانية أسماء الأحزاب البرلمانية والتحالفات والمستقلين.
ويحق لـ64 مليونا و113 ألفا و941 ناخبا، التصويت في الانتخابات، بينهم 60 مليونا و697 ألفا و843 شخصا داخل تركيا.
هجوم على إيلون ماسك
وتتناقض قرارات ماسك الحالية مع ما أعلنه عقب شرائه منصة تويتر، مقابل 44 مليار دولار، عندما نشر عدة تغريدات على حسابه، عقب الكشف عن صفقة البيع قائلا: "حرية التعبير هي حجر الأساس لديمقراطية فاعلة، وسيظل تويتر هو الساحة الرقمية المفتوحة، حيث ستناقش الأمور الحيوية لمستقبل البشرية".
وأضاف: "أريد أن أجعل (تويتر) أفضل من أي وقت مضى عبر تحسين المنتج بميزات جديدة، وجعل الخوارزميات مفتوحة المصدر لزيادة الثقة والتخلص من روبوتات الرسائل غير المرغوب فيها والتثبت من جميع المستخدمين البشر".
وقوبل قرار ماسك بشأن إغلاق حسابات المعارضة في تركيا انتقادات من المستخدمين، فقال أحدهم: "لماذا تظل متاحة في بقية دول العالم؟ هل يستحق بقية العالم حرية التعبير ولكن تركيا لا؟ إذن الحرية تنطبق على بعض العالم وفقط؟".
وقال آخر "إيلون ماسك وعد بـ(حرية التعبير) و(الاستقلالية) لكن البيانات تظهر أنه في ظل إدارة حكم ماسك امتثلت الشركة لمئات الأوامر الحكومية الأخرى الخاصة بالرقابة أو المراقبة، خاصة في دول مثل تركيا والهند".
ليست المرة الأولى
غلق الحسابات في تركيا لم يكن الخطوة الأولى التي يتخذها ماسك، بل سبقته عدة خطوات أثارت قلق نشطاء الرأي والمنظمات الحقوقية بشأن حرية التعبير وتداول المعلومات.
ففي ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، تعرضت عدة حسابات لصحفيين في تويتر للتعليق دون سابق إنذار، وقال موقع "أكسيوس" الأمريكي إن "الحسابات التي جرى تعليقها تخص صحفيين يعملون في صحف نيويورك تايمز وواشنطن بوست وشبكة سي إن إن وماشابل".
كما أغلق حسابا يقوم بتتبع طائرته الخاصة، وكان الحساب الذي يتابعه أكثر من 500 ألف مغرد يتتبع بشكل نشط تحركات إيلون ماسك، من خلال البيانات المتاحة للعامة عن تنقلات طائرته الخاصة.
ولم يشرح الموقع للصحفيين سبب تعليق الحسابات، لكن ماسك اتهمهم بشكل غير مباشر بمشاركة معلومات خاصة حول مكان وجوده.
ويبدو أن قرارات المنع والإغلاق لا تخضع لضوابط معينة بل تخضع لأهواء أو ضغوط يتعرض لها ماسك، فرفض في السابق إغلاق عدد من حسابات وسائل الإعلام الروسية، فنشر تغريدة في 5 مارس/آذار 2022 قال فيها "طلبت بعض الحكومات (وليس أوكرانيا) من شركة ستارلينك حظر وسائل الإعلام الروسية، لن نفعل ذلك إلا تحت تهديد السلاح، آسف لكوني مؤيدا بشدة لحرية التعبير".
وفي يناير/كانون الثاني، أعلن ماسك إغلاق 250 ألف حساب على تويتر، بينها حسابات لصحفيين ومسؤولين كنديين، إضافة إلى حسابين للخارجية الصينية، وفقا لقناة "فوكس نيوز" الأمريكية.
aXA6IDMuMTQyLjI1MC44NiA=
جزيرة ام اند امز