سيناريوهات تركيا عقب انتخابات 2023.. ماذا لو خسر أردوغان؟
سيناريوهات متعددة تنتظر مستقبل تركيا عقب الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي ستجرى في 14 مايو/أيار.
وحاولت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية توقع تلك السيناريوهات وطرحت عددا منها للانتخابات الأهم في عام 2023، أحدها: احتمالية خسارة الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية".
- تركيا وسوريا.. "خارطة طريق" رباعية لتطبيع العلاقات الثنائية
- أردوغان والمعارضة.. حرب كلامية للفوز بأصوات الناخبين
وتوقعت المجلة أن تشهد معها تركيا "أياما مضطربة" خلال محاولة الانتقال إلى ما بعد أردوغان، بعد 20 عاما من حكمه، نظرا لما يتسم به النظام السياسي التركي من انقسام واستقطاب حاد والحاجة إلى خارطة طريق مصاغة بمهارة شديدة من أجل الانتقال السياسي.
علاوة على ذلك، فإن التغييرات السياسية الهيكلية التي تعهد بها ائتلاف المعارضة التي يقودها حزب الشعب الجمهوري ورئيسه كمال كليجدار أوغلو، تعكس تحولا كاملا في النظام، وهو ما سيجعل من عملية انتقال كهذه مهمة بالغة الصعوبة.
وتوقعت المجلة أن تواجه الحكومة الجديدة 3 مشاكل فورية: الاقتصاد، ووضع مؤسسات الدولة، والحكم في ظل الفوضى على جميع مستويات المجتمع والسياسة.
ولفتت المجلة إلى أن "التحدي الأبرز الذي سيتوجب على كليجدار أوغلو مواجهته حال الفوز، هو معالجة الوضع الاقتصادي السيئ الذي تفاقم بسبب زلزال 6 فبراير/شباط المدمر، ما يعني أنه سيتحتم على الحكومة طرح حزمة مالية سريعة لمعالجة معدل التضخم المرتفع وانخفاض قيمة الليرة، والتعامل مع خسارة الثقة بالاقتصاد التركي، مشيرة إلى أن "تكلفة الزلزال تقدر بما بين 8 و12% من الناتج المحلي الإجمالي".
والنبأ السار، بحسب المجلة، هو أن "قاعدة التصنيع التركية لا تزال قوية وقادرة. ولا تحتاج إلا إلى مضاعفة جهودها لزيادة وتنويع صادراتها، جغرافياً في المقام الأول، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر مرة أخرى. كما سيساعد الموقع المميز لتركيا على جذب بعض أنواع الاستثمارات. كما ستحتاج تركيا إلى مساعدة خارجية كبيرة لإنجاز ذلك والحصول على أموال لإعادة الهيكلة؛ ومن المرجح أن يأتي هذا الدعم بشكل أساسي من الولايات المتحدة وأوروبا".
أما التحدي الثاني، وهو أنه في حال فازت المعارضة بالانتخابات، فإن "الانتقال السياسي سيكون الأبرز في تاريخ تركيا الحديث، وذلك لأن أردوغان أخضع، خلال فترة حكمه، كل مؤسسات الدولة لسيطرته، بدءا من النظام القضائي إلى البنك المركزي والجامعات الحكومية ومعظم الصحافة والبرلمان والجيش والبيروقراطية".
أما التحدي الثالث، فيتعلق بإنشاء "هيكل حكم متماسك" يضم مجموعة متباينة من الحلفاء في التحالف والشركاء الخارجيين لمعالجة القضايا المثيرة للانقسام التي تفرق بينهم.
وتوقع التحليل التركيز على تنفيذ تعهدات المعارضة بالعودة إلى النظام البرلماني وإلغاء النظام الرئاسي، وهي مهمة وصفها التقرير بأنها ضخمة وتتطلب تخطيطا ونقاشا دقيقا وبضع سنوات كي يتسنى إنجازها.
وتساءل التقرير عما إذا كان أردوغان سيقدم، في حال خسارته، على التشكيك في نتائج الانتخابات، مشيرا إلى أنه "قام بذلك من قبل عندما خسر حزبه رئاسة بلدية إسطنبول عام 2019، لكن ذلك تسبب في نتائج عكسية دفعت سكان إسطنبول للتصويت بأعداد أكبر بكثير لمعارضته".
وأكدت المجلة على أن "الضمان الوحيد لتحقيق انتقال سلمي، هو إبرام الحكومة القادمة تفاهما مع أردوغان وعائلته يمنحهم الحصانة والتعهد بعدم التعرض لهم، شريطة عدم التدخل في جهود الحكومة القادمة لتشكيل إدارة جديدة للبلاد".
ورأت المجلة أن "كليجدار أوغلو سيعمد حال فوزه إلى إعادة التقارب مع الرئيس السوري بشار الأسد، خاصة إذا كان ذلك سيؤدي إلى عودة بعض اللاجئين السوريين. ومن المرجح أن يؤدي التقارب الأخير بين السعودية وإيران والجهود الواضحة لإعادة دمج سوريا، إلى محاولة إنهاء المأزق السوري".