"إلفيس بريسلي" أفغانستان يحتفظ بشعبيته رغم وفاته الغامضة
الستينيات والسبعينيات شكلت العصر الذهبي للموسيقى في أفغانستان، إذ كان الموسيقيون الشباب يتوافدون إلى استديوهات "راديو كابول"
اشتهر أحمد ظاهر، نجل رئيس سابق للوزراء في أفغانستان، بأغاني الحب والرومانسية في كابول السبعينيات التي باتت اليوم منهكة جراء النزاع مع حركة طالبان، ورغم مرور 40 عاما على وفاته لا تزال شعبية "إلفيس بريسلي" الأفغاني على حالها.
فقد عثر عليه في يوم عيد ميلاده الـ33 ميتا في سيارته في ظروف غامضة، وقال صفي الله سوبت (73 عاما) الذي كان من أقرب الأصدقاء لظاهر: "الجميع كان يعشقه، وعند حلول المساء كانت الشابات يأتين أمام منزله ويطلقن العنان لأبواق لسيارات".
وشكلت الستينيات والسبعينيات العصر الذهبي للموسيقى في أفغانستان، إذ كان الموسيقيون الشباب المتأثرون بالكلاسيكيات الهندية يتوافدون إلى استديوهات "راديو كابول"، المحطة الإذاعية الوحيدة في تلك الفترة، لتسجيل أغنيات ضاربة.
واستوحى ظاهر أشهر أغانيه من الشعراء الفارسيين الكلاسيكيين من أمثال جلال الدين الرومي وحافظ الشيرازي، وكان يغنيها عموما باللغة الدارية.
وهذا الأمر لم يمنع المغني الأفغاني من تأدية أغانٍ لفنانين غربيين كبار، بينهم بطبيعة الحال إلفيس بريسلي، وأيضا الفرنسي إنريكو ماسياس.
وقال سوبت، أحد أصدقائه القدامى الذي يدير مركز أحمد ظاهر الفني والثقافي: "كان يتحدث كثيرا عن إلفيس، وإذا ما نظرنا إلى تسريحة شعره وملابسه وطريقة رقصه نرى أنه كان متأثرا به".
وفي السنوات التي تلت رحيله انتشرت روايات متناقضة عن ظروف وفاة الفنان، الذي سجل أكثر من 20 ألبوما خلال حياته القصيرة.
وتفيد الرواية الرسمية أنه توفي في حادث سير قرب نفق شمال العاصمة، لكن كثيرين يعتبرون أن النظام الشيوعي خطط لاغتياله لأن أغانيه كانت تتنقد بشكل متزايد السلطة أو بسبب شائعات عن علاقة سرية أقامها مع ابنة رئيس الوزراء في تلك الفترة، ويظن سوبت أنه اغتيل.
وأتت بعد ذلك سنوات الحرب، وفي ظل حكم حركة طالبان تعرض قبره للتخريب قبل أن يعاد بناؤه.
وفي 14 يونيو/حزيران من كل عام في عيد ميلاده يتوافد المعجبون به إلى مقبرة الشهداء الصالحين في أقصى جنوب العاصمة، لوضع باقات من الزهور على قبره وتأدية أشهر أغانيه.