"الرُّواق".. حلقات "يوتيوب" لتبسيط الفلسفة للجمهور

نجاح لمحاضرات تحمل اسم "الرواق الفلسفي" تشجع صاحبها الكاتب والباحث المصري عماد العادلي على تدشين مواد فلسفية على يوتيوب.

نالت فكرة "الرُّواق الفلسفي" التي دشنها الكاتب والباحث المصري عماد العادلي إقبالا كبيرا في وقت قصير بين صفوف الشغوفين بالاقتراب من عالم الفلسفة المعرفي، وهو ما دفع صاحبها لإعلان إطلاقه برنامجا على يوتيوب بعنوان "الكائن الفلسفي" ليكون مُكملا لمشروع "الرواق الفلسفي". 

يقول عماد العادلي لـ"العين الإخبارية" إن الغرض من برنامج الكائن الفلسفي كان توسيع دائرة المتلقين لمحاضرات الرواق، بعد أن طلب منه عدد من المهتمين بتلك المحاضرات أن يسجلها، وهو ما كان يصعب تنفيذه خاصة أن مدة المحاضرة الواحدة تصل إلى 3 ساعات "وهو وقت مستحيل أن يتحمله جمهور يوتيوب" على حد تعبير العادلي. 

ويضيف العادلي أن فكرة إطلاق حلقات على يوتيوب جاءت من هذا المنطلق.. يقول: "قررت أن أقدم في شكل برنامج احترافي حلقات قصيرة تناسب جمهور الشاشات الإلكترونية، وهدف البرنامج هو تبسيط المفاهيم الفلسفية ونزع صفة التعقيد عن الفلسفة، وربطها بالحياة اليومية، وذلك في صورة مبسطة وخفيفة قدر الإمكان دون إخلال بمضمون بالفلسفة أو ابتذالها". 

كانت محاضرات "الرواق الفلسفي" حظيت بإقبال كبير من الجمهور، ويتحدث عنها صاحبها برضا كبير ويقول: "بالنسبة للرواق الفلسفي فالإقبال عليه في تزايد مستمر، وأصبحت أستقبل دعوات من عدة محافظات لتنظيمها بها، وأنا متحمس جدا لفكرة الخروج من مركزية العاصمة القاهرة"، ويعتبر صاحب المحاضرات أنه لا يستهدف شريحة محددة لحضور تلك المحاضرات الفلسفية بقدر ما هي متاحة لحضور كل من لديه الرغبة في الاقتراب من علم الفلسفة وعالمها.

تعتمد فكرة "الرواق الفلسفي" على تقديم سلسلة من المحاضرات تصل بالحضور إلى المعنى الحقيقي والمبسط للفلسفة، مرورا بالحديث عن تاريخ الفلسفة، وإرهاصات التفكير الفلسفي في العالم، وحضارات الشرق القديم، والفلسفة المتخصصة، ومن أبرز عناوين المحاضرات التي قدمها عماد العادلي عبر "الرواق الفلسفي" إلى الآن على حد تعبيره هي: "مقدمة عامة عن الفلسفة"، و"الفلسفة تاريخ ممتد"، و"الحكمة الشرقية القديمة"، و"سقراط والسؤال الفلسفي"، و"الحداثة الغربية.. بيكون نموذجا"، و"إرهاصات ما بعد الحداثة.. نيتشة نموذجا"، و"دريدا والتفكيكية"، و"تاريخ الأفكار"، و"هل لدينا فلسفة عربية؟".

كان العادلي انتقى من التراث الفلسفي كلمة "الرواق" التي تشير إلى جماعة فلسفية يونانية قديمة تسمى بـ "الرواقيين"، إضافة إلى ما تحمله كلمة "الرواق" في اللغة من إشارة المكان الذي يتم فيه تَدارُس منهج معرفي ما. 

ويعتبر الباحث والكاتب عماد العادلي أن مجال الفلسفة الذي قام بدراسته، هو مجال شغفه الرئيسي، ويعتبر أن الفلسفة مجال مظلوم في مجتمعاتنا على حد تعبيره: "الفلسفة مظلومة جدا في مجتمعنا وهي للأسف مرادف للفذلكة أو الكلام غير المفهوم، وأنا أتمنى أن أساهم ولو بشق تمرة في إعادة الاعتبار لمجال معرفي بالغ الأهمية". 

تجدر الإشارة إلى أن عماد العادلي حصل على ليسانس الفلسفة من كلية الآداب وليسانس القانون من كلية الحقوق من كلية عين شمس بمصر، ودبلومة الفكر الإسلامي من المعهد العالي للدراسات الإسلامية.