طيران الإمارات.. أربعة عقود من التحليق في أجواء التميُّز والريادة
تحظى مشاريع "طيران الإمارات" بمكانة عالمية كبرى، حيث أصبحت الشركة اليوم من أكبر وأهم خطوط الطيران في العالم.
ويعود ذلك في الأساس إلى شغف التميز والريادة الذي ميّز فكر ونهج الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، منذ وقت مبكر من توليه ولاية العهد في إمارة دبي، هو العنوان العريض للإنجازات التي حققت بها دبي مكانتها العالمية، حيث أراد لهذه المدينة الواقعة على ضفاف الخليج العربي أن يكون لها شأنها كنموذج للمدن العالمية سريعة التطور، وهو ما كان بفضل رؤيته ومتابعته وحرصه على إطلاق المشاريع الضخمة التي تجاوزت وقت إطلاقها سقف التوقعات.
نتائج قياسية تُبهر العالم
وجاء إعلان مجموعة الإمارات، التي تضم "طيران الإمارات" و"دناتا"، عن نتائجها القياسية للسنة المالية 2022-2023، لتقدم للعالم برهاناً جديداً على أن الأساس الراسخ الذي ارتكز إليه بنيان نهضة دبي الحديثة هو الضمانة التي تكفل لها تخطي كافة الصعاب والمعوقات وتمكنها من القفز فوق التحديات مهما عظمت، وها هي طيران الإمارات تبهر العالم بنتائج قياسية، رغم ما تعرضت له صناعة الطيران في العالم من تأثيرات أزمة جائحة كورونا، والتي كان قطاع الطيران من أكثر القطاعات تأثراً بها.
فقد حققت المجموعة أرباحاً قياسيةً جديدة، وسجلت كلٌ من طيران الإمارات ودناتا ارتفاعات كبيرة في الإيرادات، مع توسع عمليات النقل الجوي والسفر بعد إزالة جميع القيود المتعلقة بالجائحة تقريباً في مختلف بقاع العالم، ووصلت أرباح مجموعة الإمارات إلى 10.9 مليار درهم “3.0 مليارات دولار أمريكي” بينما بلغت إيرادات المجموعة 119.8 مليار درهم “32.6 مليار دولار”، بارتفاع نسبته 81% عن نتائج السنة السابقة. وبلغت الأرصدة النقدية للمجموعة 42.5 مليار درهم “11.6 مليار دولار” وهي الأعلى على الإطلاق، بنمو نسبته 65% عن السنة السابقة.
ومع دخول دبي مطلع العام الجاري في مرحلة تنموية جديدة حددت معالمها خطة طموحة تضمنتها "أجندة دبي الاقتصادية D33" بأهدافها الساعية إلى مضاعفة حجم اقتصاد دبي وجعلها من أكبر ثلاث مدن اقتصادية في العالم ومن أهم 3 وجهات عالمية للزائرين في مجالات السياحة التخصصية والأعمال بحلول 2033، سيكون لطيران الإمارات إسهامها الملموس في تحقيق تلك الأهداف الطموحة بما تملكه من استراتيجية واضحة ومرونة في التعامل مع المتغيرات العالمية مكنتها من الحفاظ على مكانتها بين كبرى شركات الطيران في العالم.
ويؤكد الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، أن القيادة المُلهِمة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، جعلت مؤسسات دبي، سواء من القطاع الخاص أو الحكومي، في سباق دائم في مضمار التميز، لا تعترف بكلمة "مستحيل" بل إنها محتها من قاموس مفرداتها، ليكون الفوز والانتصار والنجاح هي الكلمات الأكثر حضوراً في قاموس دبي، ودليل كل من يعيش على أرضها نحو مستقبل واعد ومبشِّر تسعى جاهدة أن تكون شريكاً مُؤثراً في صُنعِه.
ويستذكر الشيخ أحمد بن سعيد الأيام الأولى لإطلاق طيران الإمارات، مشيراً لما أورده الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، صاحب فكرة تأسيسها، في كتابه "قصتي" الذي أفرد فيه فصلاً بعنوان "شركة طيران في دبي" حول النهج الذي أسسه الشيخ محمد بن راشد لطيران الإمارات منذ يومها الأول، وحتى قبل أن تقلع أولى رحلاتها، وهو نهج قائم على المنافسة العادلة بعيداً عن أي مميزات تحمي الشركة الوليدة من المنافسين العالميين.
ريادة التحليق في فضاء التميز
وقطعت طيران الإمارات أميالاً طويلة في تحليقها في فضاء التميز، منذ أن أمَرَ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في عام 1984، وكان آنذاك وزيراً للدفاع في دولة الإمارات العربية المتحدة، باستحداث شركة طيران لدبي، حيث تم إعداد الخطة واختيار الاسم الغالي "الإمارات" ليزيّن هامة خطوط الطيران الواعدة قبل نهاية ذلك العام، لتنطلق أولى رحلاتها في 25 أكتوبر/تشرين الأول 1985 بطائرتين مستأجرتين من طراز بوينغ 737 وإيرباص 300 B4، بدون أي دعم حكومي أو حماية تأسيساً لمبدأ الأجواء المفتوحة، لتمتلك في عام 1987 أول طائرة مملوكة للشركة وكانت من طراز إيرباص A310-304، لتنمو وجهاتها خلال خمس سنوات إلى 14 وجهة.
وكانت طلبات الشراء من طيران الإمارات، التي كانت بمثابة صفقات ضخمة في هذا المجال، بمثابة طوق النجاة الذي أنقذ صناعة الطائرات في العالم في عدة مواقف تعرضت فيها الصناعة لتحديات كبرى كادت أن تعصف بها، ففي عام 1992 جاء طلب طيران الإمارات شراء 7 طائرات بوينغ 777 مع 7 خيارات ليعيد الثقة بالصناعة التي تضررت بشدة جرّاء حرب الخليج الأولى.
وفي مطلع عام 2018 أعلنت طيران الإمارات عن صفقة ضخمة مع شركة "إيرباص" العالمية بقيمة 16 مليار دولار أمريكي، لشراء 36 طائرة من طراز "إيرباص A380" العملاقة، منها 20 طائرة طلبية مؤكدة، و16 طائرة "حقوق خيار"، حيث وصفت وسائل الإعلام العالمية هذه الصفقة آنذاك بأنها "تنقذ" طائرات إيرباص العملاقة، في حين تُعدُّ طيران الإمارات اليوم أكبر مشغّل لطراز إيرباص "A380" في العالم، إذ تشغّل الناقلة حالياً 85 طائرة من هذا الطراز ضمن أسطولها، في حين من المتوقع ارتفاع العدد ليصل إلى 95 طائرة بنهاية السنة المالية الحالية في مارس/آذار المقبل.
وفي عام 2005 دخلت طيران الإمارات التاريخ بطلب شراء 42 طائرة بوينغ 777 في صفقة بلغت قيمتها 9.7 مليارات دولار أميركي، ضمن أضخم طلب لشراء طائرات بوينغ 777 على الإطلاق في ذلك الوقت، واليوم تُعدُّ طيران الإمارات أكبر مشغل في العالم لهذا الطراز من طائرات بوينغ.
كما كان لطيران الإمارات ومطارات دبي كبير الأثر في استعادة حركة السفر العالمية لعافيتها في أعقاب جائحة كوفيد-19، إذ كان لدبي السبق في فتح أجوائها أمام حركة الطيران الدولية في السابع من يوليو/تموز من عام 2020، بفضل تحركها بالغ السرعة واستراتيجية العمل المتكاملة التي تضافرت فيها جهود حكومة دبي والقطاع الخاص والمجتمع بشكل عام، في تطبيق إجراءات احترازية شاملة وصارمة ما أسهم في سرعة تحجيم آثار الأزمة العالمية.
وواصلت طيران الإمارات تحليقها في آفاق التميز الذي استمرت في رفع سقف المنافسة فيه بخدمات نوعية، أهلتها في عام 2014 للحصول على لقب "العلامة التجارية الأعلى قيمة بين شركات الخطوط الجوية" في العالم، واحتلت المركز الأول في تقرير براند فاينانس للعلامات التجارية الأعلى قيمة في الشرق الأوسط، بقيمة تقدر بـ3.7 مليارات دولار أمريكي، وما لبثت أن فازت كذلك في عام 2016 بلقب أفضل شركة خطوط جوية في العالم. وفي عام 2020 تم تصنيف طيران الإمارات، ولا تزال، كأكبر ناقلة دولية في العالم. وحازت مؤخراً جائزة أفضل نظام ترفيه جوي للسنة السابعة عشرة على التوالي ضمن جوائز سكاي تراكس العالمية لشركات الخطوط الجوية.
وكانت "طيران الإمارات" دائما الرقم الصعب في معادلة التميّز في مجال السفر، حيث حرصت على تقديم خدمات نوعيّة أسهمت بها في استحداث معايير جديدة لجودة السفر الجوي، وفي عام 2017 أطلقت أول الأجنحة الخاصة والمغلقة بالكامل للدرجة الأولى في العالم، وذلك على متن طائراتها من طراز بوينغ 777، والتي كانت سبباً في تغيير قواعد التنافسية في عالم الطيران المدني، حيث وفّرت الشركة لعملائها قدراً غير مسبوق من الترف والخصوصية أثناء الرحلات الجوية.
وفي مايو/أيار 2022، كشفت "طيران الإمارات" النقاب عن منتج درجتها "السياحية الممتازة" الجديدة بالكامل، لتصبح بذلك أول ناقلة في المنطقة توفر للمتعاملين معها هذه المقصورة على متن طائرات مختارة من طراز A380 لمنح ركاب هذه الدرجة مزيداً من المساحة وإمدادهم بتجربة طعام فاخرة في التصميم الأنيق الذي تتميز به المقصورة.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjI0NiA= جزيرة ام اند امز