من "الابتكار" لـ"الخمسين"...أعوام إماراتية خلدها التاريخ في عهد خليفة
بتقويمها الفيزيائي هي أعوام، لكن بدلالاتها هي حُبلى بقيم إنسانية سامية، أثمرت مبادرات وبرامج واستراتيجيات قطف ثمارها المواطن والمقيم.
هكذا هي الأعوام التي وسمتها دولة الإمارات العربية المتحدة بأسماء حملت معاني إنسانية ورؤى عملت على ترجمتها وتنفيذها مؤسسات الدولة والفعاليات الرسمية والشعبية.
فمن "عام الابتكار" وصولا إلى "عام الخمسين" تحولت توجيهات وكلمات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بمناسبة الإعلان عن مسميات تلك الأعوام، إلى خطة تنموية سنوية واضحة الأهداف والرؤى.
عام الابتكار.. تنمية وازدهار
البداية كانت عام 2015، حين وجّه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الراحل بإعلان عام 2015 عاما للابتكار في الدولة.
وقتها، أصدر المجلس توجيهاته لجميع الجهات الاتحادية بتكثيف الجهود وتعزيز التنسيق، والبدء بمراجعة السياسات الحكومية العامة، بهدف خلق بيئة محفزة للابتكار تصل بدولة الإمارات للمراكز الأولى عالميا في هذا المجال.
وبهذه المناسبة، قال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إن "إعلان 2015 عاما للابتكار يأتي دعما لجهود الحكومة الاتحادية، وجمعا للطاقات الوطنية المخلصة، وتكثيفا للجهود البحثية المتميزة".
كما يأتي "تعزيزا للجهود المبذولة لصناعة كوادر وطنية تقود مستقبلنا في هذا القطاع نحو مزيد من التقدم والازدهار والابتكار".
عام القراءة.. خلية معرفة
في عام ٢٠١٦, أقرّ مجلس الوزراء وبتوجيهات من الشيخ خليفة إعلان 2016 عاما للقراءة، وأصدر توجيهاته بالبدء في إعداد إطار وطني متكامل لتخريج جيل قارئ، وترسيخ الدولة عاصمة للمحتوى والثقافة والمعرفة.
وأكد رئيس دولة الإمارات الراحل وقتها، أن القراءة هي المهارة الأساسية لجيل جديد من العلماء والمفكرين والباحثين والمبتكرين.
واعتبر أن "تأسيس اقتصاد قائم على المعرفة، وتغيير مسار التنمية ليكون قائما على العلوم والابتكار، وتحقيق استدامة للازدهار في دولتنا لا يكون بإدمان استيراد الخبرات من الخارج، بل بغرسها في الداخل ورعايتها حتى تكبر وتنشئة جيل متعلم قارئ واع لتطورات العالم الذي نعيش فيه وملم بأفضل أفكاره وأحدث نظرياته في كافة القطاعات".
وفي ذلك العام، شكّل عام القراءة تظاهرة معرفية اتسمت بالزخم والتنوع، تحولت خلالها الإمارات إلى خلية عمل يومية لنشر المعرفة وتعزيز القراءة.
وتم استقطاب أكثر من 1500 فعالية قرائية، شارك فيها مختلف فئات المجتمع الإماراتي، كما تمت بلورة خطة استراتيجية لجعل القراءة أسلوب حياة في المجتمع الإماراتي.
ناهيك عن إطلاق صندوق وطني لدعم مشاريع ومبادرات القراءة إلى جانب إصدار القانون الوطني للقراءة.
وفي العام نفسه، أعلنت دولة الإمارات عن السياسة الوطنية للقراءة، التي تسعى إلى أن تكون القراءة أسلوب حياة في المجتمع الإماراتي بحلول 2026.
وتضمنت الاستراتيجية 28 مبادرة وطنية تتولى تنفيذها 6 قطاعات، هي: التعليم، والثقافة، والصحة، وتنمية المجتمع، والإعلام، والمحتوى.
عام الخير.. نهجٌ بدون مقابل
في 2017، أعلن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات الراحل، "عام الخير"، وبموجبه أطلقت الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية، فضلاً عن القطاع الخاص والمؤسسات المدنية مئات من المبادرات الإنسانية، التي تخدم قضايا خيرية داخل الدولة وخارجها.
ويعكس اختيار 2017 ليكون عاما للخير، النهج الذي تبنته دولة الإمارات منذ تأسيسها في العطاء الإنساني وتقديم الخير للجميع دون مقابل.
وفي هذا الصدد، قال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان: "الإمارات هي بلد الخير وشعب الإمارات هم أبناء زايد الخير".
وبالتوازي مع ذلك، رسمت حكومة دولة الإمارات أطرا تشريعية وتنفيذية لترسيخ دور الدولة كعاصمة إقليمية وعالمية للعمل الإنساني، وخدمة البشرية، وتعزيز قيم وثقافة الخير في المجتمع.
وتخلل ذلك العام، وضع 10 أنظمة جديدة مستدامة في مجالات التطوع، والمسؤولية المجتمعية للشركات، وتطوير الدور التنموي للمؤسسات الإنسانية.
كما تم إنجاز "المنصة الذكية للمسؤولية المجتمعية للشركات" ، و"المُؤشر الوطني للمسؤولية المجتمعية"، و"مبادرة العمل التطوعي التخصصي"، إلى جانب مبادرة "إشراك موظفي الحكومة في العمل التطوعي"، و"فرص العطاء في الجهات الحكومية".
وعلى صعيد تطوير الدور التنموي للمؤسسات الإنسانية، تم إطلاق "المنصة الذكية للعمل التنموي والإنساني والخيري" في ذلك العام، من أجل تنسيق الجهود التي تقوم بها المؤسسات الإنسانية والخيرية وتحقيق التكامل في أنشطتها.
عام زايد.. إرثٌ إنساني
في 2018، تم الإعلان عن عام زايد، ليكون مناسبة وطنية تقام للاحتفاء بالقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وجاء الإعلان عن ذلك العام، بمناسبة ذكرى مرور 100 سنة على ميلاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وذلك لإبراز دوره في تأسيس وبناء دولة الإمارات، بجانب إنجازاته المحلية والعالمية.
وفي تلك المناسبة، أكد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أن اختيار عام 2018 ليكون "عام زايد" يجسِّد المكانة الاستثنائية والفريدة التي يمثلها المغفور له الشيخ لدى كل إماراتي.
وقال إنه القائد المؤسِّس لدولة الاتحاد، وواضع أسس النهضة العصرية التي تشهدها دولة الإمارات على المستويات كافَّة، وهو رمز الحكمة والخير والعطاء؛ ليس في الإمارات والخليج فحسب، وإنما على المستويَين العربي والدولي.
مضيفا "لا تزال مواقفه ومبادراته شاهدة على استثنائيته بوصفه قائداً عصرياً يحظى بتقدير جميع شعوب ودول المنطقة والعالم".
وشهد عام 2018، سلسلة من الفعاليات والمبادرات المحلية والعالمية التي تخلد ذكرى المؤسس وتمجد إرثه وترسخ قيمه الإنسانية النبيلة.
وفي بداية العام، رفعت دولة الإمارات من سقف التوقعات وأطلقت بتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عشرات المبادرات والبرامج التنموية التي دعمت نجاح نموذجها النهضوي الفريد، وعززت حضورها الوازن في مختلف المحافل الدولية.
وحافظت دولة الإمارات على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية قياساً على دخلها القومي.
عام التسامح.. الحوار وتقبل الآخر
في العام التالي، أطلقت دولة الإمارات بتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عام التسامح، الذي يهدف إلى إبراز الدولة كعاصمة عالمية للتسامح، وتأكيد هذه القيمة باعتبارها امتداداً لنهج زايد مؤسس الدولة، وعملاً مؤسسياً مستداماً يهدف إلى تعميق قيم التسامح والحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة.
وقال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إن "ترسيخ التسامح هو امتداد لنهج زايد.. وهو قيمة أساسية في بناء المجتمعات واستقرار الدول وسعادة الشعوب".
وتضمن العام من بدايته عشرات المبادرات والبرامج التنموية، وكرست الإمارات في تلك السنة، مكانتها كمركز عالمي للتسامح من خلال مبادرات وثيقة الأخوة الإنسانية، والقداس البابوي في أبوظبي، وبيت العائلة الإبراهيمية، وقمة التسامح، وغيرها الكثير.
الاستعداد للخمسين.. سجل حافل
في 2020، أعلنت دولة الإمارات عن شعار "عام الاستعداد للخمسين" الذي حلّ في ظروف استثنائية نتيجة تفشي فيروس كورونا.
وعلى الرغم من ظروف الجائحة، سجلت دولة الإمارات العديد من الإنجازات والمحطات الملهمة في العديد من المجالات، تصدرها قطاع الفضاء أكثر القطاعات نجاحا في في ذلك العام.
إذ شهد عام 2020 إطلاق مسبار الأمل الإماراتي لاستكشاف المريخ، والاعلان عن المشروع الإماراتي لاستكشاف القمر، والكشف عن مشروع القمر الاصطناعي الجديد "MBZ-Sat".
كما شهد إطلاق "مزن سات" أول قمر اصطناعي للأغراض البيئية بالدولة، إضافة إلى إطلاق القمر الصناعي "عين الصقر" إلى الفضاء بنجاح.
وفيما يتعلق بمواجهة وباء كورونا، حققت الإمارات نجاحا لافتا في تطبيق التعلم عن بُعد، وبادرت إلى إجلاء رعايا دول شقيقة وصديقة من بؤر التفشي في الصين.
وابتكرت علاجا بالخلايا الجذعية لالتهابات فيروس كورونا، حتى أصبحت أول دولة في العالم يتجاوز فيها عدد فحوصات هذا الفيروس، العدد الإجمالي للسكان في ذلك العام.
وخلال العام نفسه، دخل مرسوم مساواة أجور النساء بالرجال في القطاع الخاص الذي أصدره الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حيز التنفيذ.
تزامن ذلك مع إصداره مراسيم قضت بتعديل أحكام قانون الأحوال الشخصية والمعاملات المدنية والعقوبات وقانون الإجراءات الجزائية.
عام الخمسين..تأمل في الإنجازات
في 2021 أُعلن عن "عام الخمسين"، احتفاء بالذكرى الـ 50 لتأسيس الدولة، في مناسبة شكّلت فرصة للتأمل في إنجازات السنوات الماضية.
في ذلك العام، سطرت دولة الإمارات تحت قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات الراحل، العديد من الإنجازات الاستثنائية.
إنجازات تمثلت في الإعلان عن وثيقة "مبادئ الخمسين" العشر، وانطلاق إكسبو 2020 دبي بمشاركة 192 دولة، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة "مشروع 300 مليار".
مرورا بإطلاق أول بورصة في العالم لتداول العقود الآجلة لخام "مربان"، وإطلاق مشاريع الخمسين التي تؤسس لمرحلة جديدة من النمو الداخلي والخارجي للدولة، وترتقي بتنافسيتها العالمية.
وتوجت الإمارات، ذلك العام بأضخم مشروع لتطوير التشريعات والقوانين الاتحادية تضمن أكثر من 40 قانونا، والإعلان عن مبادرة الحياد المناخي بحلول 2050، وبدء التشغيل التجاري لـ "براكة" كأولى محطات الطاقة النووية السلمية عربياً.
كما شهد العام، وصول مسبار الأمل الإماراتي إلى مدار كوكب المريخ بنجاح، وصولا إلى الإعلان عن مهمة استكشاف كوكب الزهرة وسبعة كويكبات ضمن المجموعة الشمسية.
aXA6IDE4LjIyMS45My4xNjcg جزيرة ام اند امز