عام على رحيل خليفة بن زايد.. وفاء إماراتي لقائد التمكين
مع حلول الذكرى الأولى لرحيل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، يستذكر الإماراتيون رئيسهم الراحل بمشاعر يملأها الامتنان والوفاء والتقدير.
ووافت المنية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، يوم 13 مايو/أيار 2022 عن عمر يناهز 74 عاما، ليتولى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مقاليد الحكم خلفا له.
ومنذ توليه الحكم 14 مايو/أيار من العام نفسه وحتى اليوم، لم يفوت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان موقفا أو مناسبة إلا وأشاد فيها بمناقب الراحل، مجسدا أصدق مواقف الوفاء والصدق وأنبل المشاعر، متعهدا باستكمال مسيرة قائد التأسيس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وقائد التمكين المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وفاء وصدق
ظهر ذلك جليا خلال انتخابه رئيسا لدولة الإمارات، وفي أول خطاب ألقاه بعد توليه مقاليد الحكم، وفي كلمته بمناسبة ذكرى اليوم الوطني 51 للدولة.
ففي 14 مايو/أيار 2022، انتقلت راية الحكم في الإمارات إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بسلاسة وشفافية، بعد أن انتخب المجلس الأعلى للاتحاد بالإجماع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وتابع العالم أجمع مشهد بيعة حكام الإمارات للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي تضمن جملة من الرسائل الهامة، تعكس العلاقات الأخوية القوية بين حكام الإمارات والثقة في قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والوفاء للرئيس الراحل.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن شكره لإخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكام الإمارات، على الثقة الغالية التي منحوه إياها. وقال خلال تلقيه البيعة: "تقبّلنا أمر الله في وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيّب الله ثراه، فهذه سنّة الحياة، ونسأل الله أن يهدينا إلى الصواب، ويقدرنا على حمل الأمانة، وربي يوفقني، وإخواني حكام الإمارات لما فيه الخير للبلاد وأهلها".
ليردّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قائلاً: "أتينا نعزيك ونعزي أنفسنا، ونبارك لك ونبارك لأنفسنا قيادتك لنا ورئاسة دولتنا، ونحن السند لك في المرحلة الجديدة لمسيرة بلادنا".
الرسائل ذاتها أكد عليها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، حين خاطب رئيس الدولة، قائلاً: "أنت لست بغريب على هذا الموقع، فأنت ابن الشيخ زايد المؤسس، وأنت شقيق المغفور له الشيخ خليفة الذي حمل الراية من بعده.. نحن بجانبك في هذه المسيرة.. كلنا نسلم لك القيادة على بركة الله.. وإن شاء الله دولة الإمارات وشعبها في مأمن".
ونشر رئيس دولة الإمارات على "تويتر"، آنذاك، صورة تجمعه بالمغفور له الشيخ خليفة، وصورة تجمع الشيخ خليفة بالشيخ زايد، رحمهما الله، وقال: "رحم الله أخي خليفة.. الأمانة ثقيلة.. نسأل الله التوفيق والعون والسداد".
قيم الوفاء لرئيس الإمارات الراحل، جسّدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في أول خطاب بعد توليه مقاليد الحكم، ألقاه يوم 13 يوليو/تموز الماضي.
وجاء خطاب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان واضحا وشاملا ومليئا بقيم الوفاء والإخلاص لمؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ورئيسها الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "رحمه الله".
وفضّل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان استهلال خطابه التاريخي بتأبين أخيه الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، واصفا إياه بأنه "صاحب القلب الكبير.. القائد الوالد.. المعلم الحكيم.. العزيز على قلب الصغير قبل الكبير".
وبين أن "الشيخ خليفة رافق المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في كل مراحل دولة الإمارات.. وحمل أمانة الوطن بعد رحيله بإخلاص وحكمة.. وأدى رسالته تجاه شعبه. وترك إرثاً خالداً من العطاء لشعوب المنطقة والعالم".
وتعهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالاستمرار "على نهجهما وحكمتهما ورؤيتهما".
وقال في هذا الصدد: "اليوم ونحن نرى وطننا بين دول العالم كما أراده زايد والمؤسسون رحمهم الله جميعاً.. من مكانة عالية ودولة قوية ومتطورة، نحمد الله على هذه النعم.. ومستمرون بإذن الله على نهجهم وحكمتهم ورؤيتهم".
ومضى قائلا: "نستلهم منهم الدروس والعبر في القيادة والإرادة.. وسيبقى تاريخنا وهويتنا وموروثنا الثقافي جزءاً أساسياً في خططنا إلى المستقبل".
ولم يفوت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مناسبة هامة في تاريخ البلاد، إلا وأشاد فيها بمناقب أخيه الراحل.
تكرر هذا الأمر أيضا في كلمته بمناسبة اليوم الوطني الـ51 للدولة، ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث آثر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن تكون فرصة لشحذ الطاقات، وتحفيز الهمم لمواصلة مسيرة الإنجازات التي تحققت على مدار 5 عقود في عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وقائد التمكين المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وصولا لمستقبل زاهر للبلاد.
مستقبل أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أنه سيكون "أفضل وأكثر إشراقا وعزة".
وتضمنت كلمة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أسمى معاني النبل والوفاء، مستذكرا في تلك المناسبة المهمة مناقب رئيس الإمارات الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وأشار إلى أنه "وضع بصمات لا يمحوها الزمن في كل شبر من أرضنا الطيبة، وكان إلى جانب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في كل خطوة في بناء دولة الإمارات وتمتين أركانها".
الشعب على درب القيادة
وسيرا على درب القيادة، يستذكر الإماراتيون هذه الأيام ذكرى رحيل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويكرم نزله جزاء ما قدم خلال حياة زاخرة بالعطاء كرسها لخدمة شعبه ووطنه وأمته، داعين الله في الوقت نفسه أن يُعين خلفه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات على استكمال المسيرة.
ووافت المنية، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، يوم 13 مايو/أيار 2022 عن عمر يناهز 74 عاما، بعد رحلة حافلة بالعطاء ومسيرة زاخرة بالإنجازات قضاها في نهضة بلاده.
ومنذ توليه مهام الرئاسة عام 2004 ، وحتى وفاته قاد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان البلاد على مدار 18 عاما نحو مرحلة الإنجازات التي ساهمت في تمكين المواطن الإماراتي، وازدهار دولة الإمارات وتألقها محليا وعالميا وتحقيق قفزات تنموية واقتصادية في مختلف المجالات، حتى أضحت قصة نجاح الإمارات نموذجا يحتذى ومصدر إلهام في العالم أجمع.
إنجازات هامة
ومع الذكرى الأولى لرحيله، تستذكر دولة الإمارات هذه الأيام المآثر والإنجازات الفارقة التي سطرها على مدى نصف قرن من الزمن، قائد التأسيس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وقائد التمكين المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وشكل برنامج التمكين السياسي الذي أطلقه الراحل الكبير في عام 2005، خارطة الطريق نحو تفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي وتمكينه ليكون سلطة مساندة ومرشدة وداعمة للسلطة التنفيذية، وأن يكون مجلساً أكبر قدرة وفاعلية والتصاقاً بقضايا الوطن وهموم المواطنين، وأن تترسخ من خلاله قيم المشاركة ونهج الشورى من خلال مسار متدرج منتظم.
وخلال عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، شهدت دولة الإمارات تنظيم 4 دورات انتخابية لعضوية المجلس الوطني الاتحادي تكرس خلالها نهج الشورى الذي طالما تميزت به دولة الإمارات.
أحدث تلك الانتخابات جرت عام 2019، وشهدت تطبيق قرار المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بتمثيل المرأة مناصفة مع الرجل في المجلس الوطني الاتحادي في نقطة تحول فارقة في مسيرة دعم المرأة الإماراتية.
أيضا أولى قائدا "التأسيس" و"التمكين" عناية فائقة لقطاعي الصحي والتعليم انطلاقا من إيمانهما أن الإنسان هو الثروة الحقيقية لهذا الوطن.
وقفزت أرقام المستشفيات في الدولة من 16 مستشفى في العام 1975 إلى 173 مستشفى في العام 2020، فيما قفز عدد المدارس من 227 مدرسة في العام 1975، ليصل إلى 2,670 مدرسة في العام 2020، فيما بلغ عدد مؤسسات التعليم العالي في الدولة إلى نحو 134 مؤسسة.
وارتفع عدد طلاب التعليم العام في الدولة من 61,803 طالبات وطلاب في العام 1975، ليصل إلى مليون و353 ألفا و501 طالبة وطالب في العام 19-2020، أما عدد طلبة التعليم العالي فقد بلغ نحو 295,957 طالبا /161,368 - ذكور /134,589 - إناث/ ولكافة مستويات التعليم العالي.
وتربعت مشروعات البنية التحتية على رأس أولويات القائدين الراحلين حيث رصدت دولة الإمارات في عهدهما مئات مليارات الدراهم لتنفيذ مشاريع البنية التحتية الأساسية التي تستهدف تحقيق بيئة مستدامة، وخصوصاً على صعيد مشاريع الخدمات الأساسية مثل الإسكان والطرق والموانئ والمطارات والكهرباء والمياه وغيرها من المشاريع التي تخدم المواطنين والمقيمين على أرض الدولة وتحافظ على ديمومة الاستقرار والرفاهية التي يعيشونها.
كما احتل ملف الأمن الغذائي في دولة الإمارات حيزا كبيرا من اهتمام ومتابعة، المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حيث شهد عهدهما وضع العديد من الخطط وإطلاق الكثير من المشاريع والبرامج المستقبلية التي حسنت من موقع وأداء الدولة في هذا المجال على الصعيد العالمي إلى أن وصلت إلى صدارة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على المؤشر العالمي للأمن الغذائي 2022.
وأرسى المغفور لهما أسساً متينة لبناء اقتصاد متنوع ومستدام في دولة الإمارات، حيث قفز الناتج المحلي الإجمالي" من 58.3 مليار درهم في 1975 إلى 1.3 ترليون درهم في 2020، ونمت مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي من 43 بالمئة عام 1975 إلى 83 بالمئة في 2020، فيما ارتفع إجمالي حجم التجارة الخارجية للدولة من 11.5 مليار درهم في العام 1975 إلى 1.4 تريليون درهم في 2020، وزادت قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة الواردة للدولة من 40 مليار درهم في 2005 إلى 73 مليار درهم في 2020.
أيضا شكل العمل الإنساني أحد أبرز أولويات الدولة التي سخرت له كافة الإمكانات اللازمة لنموه وازدهاره، ووصول أثره إلى مختلف بقاع العالم.
ومنذ تأسيس دولة الإمارات حتى عام 2021، وصل حجم المساعدات الإماراتية الخارجية إلى 320 مليار درهم، استفادت منها 201 دولة، وأخذت الدولة على عاتقها دعم الدول الشقيقة والصديقة.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjIzMyA=
جزيرة ام اند امز