رحلة تحديث قطاع النفط الإماراتي.. صفحة خالدة في سجل خليفة بن زايد
شهد عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان نقلة نوعية هائلة في تحديث القطاع النفطي بدولة الإمارات، وهو التطور الذي أضاف المزيد من الإنجازات للدولة وشعبها.
وتستعيد "العين الإخبارية"، رحلة تطور صناعة النفط في عهد الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي يصادف اليوم السبت، الذكرى الأولى لوفاته.
في عهد الشيخ الراحل، خطت الإمارات بتسارع غير مسبوق، لتسابق الدول المتقدمة في نمو اقتصادها وتنوعه، وسط ثورة في صناعة الطاقة التقليدية (النفط الخام والغاز الطبيعي).
أول اكتشاف نفطي
وعلى الرغم من أن رحلة دولة الإمارات في اكتشاف النفط بدأت في ثلاثينيات القرن الماضي، فإن عام 1958، شهد أول اكتشاف للنفط في البلاد، قبل أن تصبح أحد أعضاء أوبك بعد بضع سنوات.
مع أول اكتشافات النفط، كان الشيخ خليفة بن زايد لا يتجاوز سنواته العشر، لكنه تولى لاحقا مناصب في إمارة أبوظبي انشغل فيها بعملية التحديث والتطوير.
وفعلاً، سرعت الإمارات من خطواتها في تعزيز صناعة الطاقة التقليدية والمتجددة، منذ تولي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قيادة دولة الإمارات لمواكبة الطلبين المحلي والعالمي على مصادر الطاقة خلال الفترة المقبلة.
طفرة في الإنتاج
ووفق بيانات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وقبيل تولي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان منصبه رئيسا للدولة عام 2004، بلغ متوسط إنتاج دولة الإمارات النفطي نحو مليوني برميل من النفط الخام يومياً.
بينما تشير أحدث بيانات المنظمة عن شهر مارس/آذار الماضي، إلى أن متوسط إنتاج الإمارات من النفط الخام بلغ نحو 3 ملايين برميل يومياً، وقدرة فورية على زيادة الإنتاج إلى متوسط 4 ملايين برميل يومياً.
ووفق أرقام وكالة الطاقة الدولية على موقعها الإلكتروني، فإن دولة الإمارات تأتي بين أكبر 10 منتجين عالمياً للنفط الخام، من بين عشرات البلدان النفطية، ولم يكن هذا التقدم ليحصل لولا جهود الرئيس الراحل.
وخلال ولاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عززت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركاتها التابعة، مكانتها كذراع تطويرية لصناعة الطاقة التقليدية في دولة الإمارات، وسط عمليات توسع خارج البلاد؛ إذ تعد "أدنوك" واحدة من كبرى الشركات العالمية المنتجة للنفط الخام والغاز.
مكانة عالمية
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2018، خطت دولة الإمارات نحو مركز عالمي جديد لموقعها كأحد كبار منتجي الخام، بإعلان المجلس الأعلى للبترول، عن استثمارات بنحو 486 مليار درهم (132.42 مليار دولار أمريكي).
وخصص المبلغ لدعم مشاريع شركة أبوظبي الوطنية للبترول "أدنوك"، منها الاستثمارات الاستراتيجية لدعم الاكتفاء الذاتي من الغاز، وزيادة السعة الإنتاجية للنفط تدريجيا إلى 5 ملايين برميل يوميا بحلول 2030.
ويبلغ إنتاج شركة أدنوك من الغاز 9.8 مليار قدم مكعب قياسي يومياً حتى نهاية العام الماضي، ما جعل البلاد ضمن قائمة أكبر منتجي الطاقة على مستوى العالم، وسط تبنيها استراتيجية لتطوير صناعة الغاز محلياً.
و"أدنوك" واحدة من كبرى شركات النفط والغاز في العالم، وتضم 16 شركة فرعية مختصة ومشروعات مشتركة تعمل في مختلف مجالات الاستكشاف والإنتاج والتكرير والتوزيع.
تحالف أوبك+
وفي عهد الشيخ الراحل أيضا، كانت الإمارات حجر الزاوية في ظهور تحالف "أوبك+" نهاية 2016، إذ نفذت دولة الإمارات سياسات عززت من نجاح التحالف في تحقيق أهدافه النفطية، وذلك بشهادة أعضاء التحالف.
جدير بالذكر أن استراتيجية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، البترولية لدولة الإمارات، قامت على استثمار الثروة بصورة مدروسة تضع في الاعتبار الوفاء بمتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، التي تستهدف بناء صرح للرخاء، وتحقيقاً لحياة أفضل للإنسان.