إقامة ذهبية لرجال الدين في الإمارات.. تقدير وتوقير
أعلت دولة الإمارات قيمة العِلْم الشرعي، ومنحت رجال الدين كل الاهتمام، تقديرا لدورهم المجتمعي في التعريف بصحيح الدين، ولإسهامهم في الارتقاء بالقيم والأخلاق ونشر قيم التسامح.
وتُعد دولة الإمارات حاضنة لقيم التسامح والسلم، والأمان، والتعددية الثقافية، حيث تضم أكثر من 200 جنسية تنعم بالحياة الكريمة والاحترام. كما تعمل الإمارات على محاربة التطرف والحيلولة دون استغلال شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، والمراكز الدينية للترويج للكراهيـة والعنـف.
وتولي القيادة الرشيدة في دولة الإمارات عناية خاصة بالشأن الديني وإيصال قيمه ومعانيه السامية للعالم أجمع ويتجسد ذلك في المنجزات والمبادرات التي تتبناها ليعم الاستقرار والسلام ربوع العالم.
الإقامة الذهبية.. تكريم ومكافأة
يعد منح الإقامة الذهبية لأئمة المساجد والخطباء والمؤذنين والوعاظ والمفتين والباحثين الدينيين تقليدا سنويا في الإمارات تقديرا لدورهم المحوري في المجتمع، وتشجيعا على مواصلة العطاء من أجل تعريف المجتمع بصحيح الدين ونشر ما يدعو له من قيم سامية تسهم في رفعة المجتمع.
وبتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وقبيل حلول عيد الفطر السعيد، أصدر الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، قراراً بمنح الإقامة الذهبية لأئمة المساجد والخطباء والمؤذنين والوعاظ والمفتين والباحثين الدينيين ممن أكملوا 20 عاماً على رأس عملهم في دبي، إضافة إلى مكرمة مالية بمناسبة العيد، وتمنى لهم جميعاً التوفيق في رسالتهم السامية.
برنامج "ضيوف رئيس الدولة"
برنامج ثري بدأ مع قيام اتحاد الإمارات في عام 1971، وأعجب بالفكرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وقال: "استضيفوا من تشاؤون على نفقتي الخاصة"، وبالفعل تم استضافة 10 علماء من أشهر علماء مصر آنذاك، ليتطور البرنامج ويزداد زخماً حتى الوقت الحالي في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
واستمر الشيخ زايد في دعوة العلماء من كل أنحاء العالم لإثراء شهر رمضان بالدروس والمحاضرات الدينية، ليستمر البرنامج ويتسع أكثر، ويواصل نهجه في ترسيخ المنهج الصحيح لديننا الإسلامي الحنيف.
ويهدف البرنامج لإتاحة المجال لتلاقي علماء دولة الإمارات بزملائهم علماء العالم العربي والإسلامي، وتبادل الآراء في مستجدات شؤون الفتوى والفكر والثقافة الإسلامية من خلال عقد ندوات خاصة.
وفي 2023 تواصل البرنامج الاستثنائي في استقبال العلماء من كل أنحاء العالم، وأكد الدكتور محمد مطر سالم الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في الإمارات، أن البرنامج اكتسب هذا العام التألق والدعم والرعاية من ديوان الرئاسة بتوجيهات الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس دولة الإمارات.
وأكد حرص فريق العمل المكلف بتنظيم البرنامج وبالتنسيق مع مكتب الحضارة والقيم الإنسانية على استقطاب الكفاءات الدينية العالمية، من العلماء المعتدلين المشهود لهم بالحكمة والتسامح، مع مراعاة التنوع في الجنس والجنسيات من مختلف الدول بحسب احتياجات المستهدفين، منوها إلى أنه تم اختيار 20 ضيفا من أصحاب المناصب العلمية في مجال الشؤون الإسلامية، من المتمتعين بالفصاحة وحسن التعبير، المعروفين بالأطروحات العلمية القيمة، بالإضافة إلى عدد من القراء المتمكنين من الحفظ وأحكام التلاوة والتجويد.
ولفت إلى أن الهيئة أعدت برامج علمية ووعظية تتناسب وهذه المرحلة الزمنية، وتستجيب للجهات التي طلبت إقامة ندوات ومحاضرات فيها، بالإضافة إلى ما سيقام من دروس ومحاضرات في المساجد يشارك فيها علماء الهيئة.
13 فعالية رمضانية
وتضمن برنامج العلماء الضيوف لهذا العام 13 فعالية رئيسة تشمل "المحاضرات الوعظية ومحاضرات البث عبر الإذاعة وأمسيات رمضانية والندوات التوعوية والكراسي العلمية والدورات العلمية التخصصية ويوم زايد للعمل الإنساني والبرامج الإعلامية ومقرأة ضيوف الإمارات وملتقى ضيوف رئيس الدولة ولقاءات مع الضيوف، وومضات رمضانية وفعالية حماة الوطن".
وأكد الدكتور محمد مطر سالم الكعبي أن الهيئة تحظى بدعم كبير من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات وأخيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وحكام الإمارات، الأمر الذي مكنها من الارتقاء بخدماتها وبرامجها بصورة حضارية مواكبة.
أحمد عمر هاشم شخصية العام الإسلامية
وفي سياق تكريم العلماء ورجال الدين، أعلنت جائزة دبي الدولية للقرآن، عن اختيار فضيلة الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وعضو هيئة كبار العلماء بجمهورية مصر العربية الشقيقة، الشخصية الإسلامية للدورة السادسة والعشرين.
ويأتي هذا الاختيار تقديرا لجهود فضيلته في خدمة الثقافة الإسلامية ودوره الكبير في خدمة القضايا الإنسانية على مستوى العالم، وخدمة الإسلام والمسلمين على مستوى العالم العربي والإسلامي ودعمه المتواصل وعطاؤه في الداخل والخارج.
برامج تدريبية وتأهيلية
تنظم الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالإمارات برامج عدة لتأهيل أئمة المساجد والخطباء، ومنها ما نظم بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.
ويهدف البرنامج إلى تعزيز القدرات المعرفية والمهنية للأئمة والخطباء لتأدية مهامهم على الوجه الأفضل، وتطوير مهارات الإلقاء والخطابة لدى المتدربين، إلى جانب تحسين أداء المشاركين في استخدام الوسائل التقنية الحديثة وتعزيز مهارات البحث العلمي لديهم وفق منهج البحث العلمي الرصين.
وأكد الدكتور خالد اليبهوني الظاهري مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بالإمارات، أن الجامعة تهتم كثيراً ببرامج التعليم المستمر وتعزيز القدرات المهنية، باعتبارها صمام أمان لتحقيق أقصى درجات الجودة وتميز الأداء في مختلف المجالات.
وقال إن برامج التأهيل وتطوير القدرات تعتبر واحدة من أهم البرامج التدريبية المتنوعة التي تقدمها جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، مع الشركاء الاستراتيجيين لتعزيز الجوانب المعرفية والعلمية الرصينة على مختلف المستويات التعليمية والدرجات العلمية، والتي تقام وفق أعلى الضوابط التعليمية الأكاديمية في جانب العلوم الإنسانية، ما يعزز ريادة الجامعة وتفوقها في هذا الجانب التعليمي المعرفي.
وأشار الظاهري إلى أن برنامج تأهيل الأئمة والخطباء يعتبر أيضاً من البرامج الحيوية، لأنه يستهدف شريحة مهمة في المجتمع، خاصة أن الأئمة هم قادة رأي ومعرفة.
aXA6IDMuMTMzLjExNy4xMTMg جزيرة ام اند امز