تحيي الإمارات، الإثنين، "يوم زايد للعمل الإنساني" فيما تمضي قدما لتخليد نهجه والسير على دربه في العطاء عبر مبادرات يعم نفعها العالم أجمع.
تحل الذكرى فيما يتسابق أهل الإمارات والمقيمون فيها لدعم مبادرة "وقف المليار وجبة" الهادفة إلى تدشين أكبر صندوق وقفي لإطعام الطعام، بهدف المساهمة في مكافحة الجوع الذي يهدد حياة 828 مليون إنسان في العالم.
وبالتزامن مع تلك المبادرة الرائدة تتواصل جهود دولة الإمارات لدعم ومساعدة تركيا وسوريا، للتخفيف من آثار الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين، في 6 فبراير/شباط الماضي، مجسدة أسمى صور التضامن والأخوة الإنسانية.
كما تأتي بعد أيام من إرسال الإمارات مساعدات إنسانية لأفغانستان واليمن وسيبيريا وأوكرانيا والصومال وفلسطين وسيبيريا في مبادرات تعزز ريادتها الإنسانية وتكرس العطاء المستدام كعاصمة عالمية للخير، سيرا على نهج المؤسس وحرصا على استدامة أعمال الخير والأعمال الإنسانية التي كان يحرص على ديمومتها.
ويصادف "يوم زايد للعمل الإنساني" 19 رمضان من كل عام الموافق لذكرى رحيل مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مثل هذا اليوم عام 1425هـ الموافق 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2004.
يأتي الاحتفاء بهذا اليوم حرصا على تخليد نهج قائد سخّر حياته لمنفعة الناس وخيرهم، وعرفانا بدوره في تأسيس مسيرة العطاء الإنساني في دولة الإمارات وتخليد مآثر الخير لرائد العمل الإنساني.
وقف المليار وجبة
وتتواصل في دولة الإمارات مبادرات إنسانية ملهمة بالتزامن مع إرسالها مساعدات غذائية وإغاثية وصحية تباعاً لمختلف أنحاء العالم، تتوج بها الإمارات دبلوماسية الخير سيرا على نهج المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء ومواصلة أعمال الخير، وتنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأن تبقى الإمارات رائدة في العمل الإنساني على مستوى المنطقة والعالم.
وتتواصل في الإمارات حاليا حملة "وقف المليار وجبة" التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بالتزامن مع شهر رمضان الكريم، لتدشين أكبر صندوق وقفي لإطعام الطعام في رمضان بشكل مستدام.
حملة تبرز المواقف الإنسانية النبيلة للإمارات، قيادة وشعباً، في التسابق لفعل الخير ومدّ يد العون لكل محتاج في العالم، بما يبرز ثقافة الكرم والأخوة الإنسانية، التي تشكل جزءاً من قيم ومبادئ المجتمع الإماراتي الذي عود العالم على عطاء لا ينضب.
ولا يمر يوم منذ إطلاق الحملة مطلع رمضان الجاري إلا ويشهد تبرعات مليونية من رجال الأعمال ورواد العمل الخيري والإنساني والمؤسسات الحكومية والخاصة والمواطنين والمقيمين في الإمارات، لدعم الحملة الهادفة إلى توفير شبكة أمان غذائي مستدام للفئات الأقل حظاً حول العالم.
وحقق مزاد "أنبل رقم" الخيري للأرقام المميزة الذي عقد مساء السبت في دبي 97,920 مليون درهم ستذهب كاملة لدعم جهود حملة "وقف المليار وجبة"، ليسجل المزاد رقماً قياسياً عالمياً.
وتضمن المزاد، الذي نظمته مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بالتعاون مع "الإمارات للمزادات" وبدعم من هيئة الطرق والمواصلات بدبي و"اتصالات من &e" و"دو" التابعة لشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة، بيع 35 رقماً مميزاً، منها 14 رقماً مميزاً للوحات المركبات تابعة لـ"طرق دبي"، و10 أرقام هواتف مميزة لشركة "دو"، و11 رقم هاتف ماسياً لـ"اتصالات من &e".
وشهد مزاد "أنبل رقم" الخيري في دبي بيع أغلى رقم لوحة مركبة في العالم بمبلغ 55 مليون درهم لرقم لوحة المركبة p7، محطماً الرقم السابق وهو 52,2 مليون درهم، كما بيع رقم الهاتف الماسي 0548888888 من "اتصالات من &e" بمبلغ 2,3 مليون درهم، وبيع رقم الهاتف البلاتيني 971583333333 من "دو" بقيمة مليوني درهم.
ويتوقع أن ترتفع حصيلة التبرعات مع تواصل المزاد الإلكتروني "أنبل رقم" الخيري التي أطلقته شرطة أبوظبي ويختتم الإثنين بالتزامن مع يوم زايد للعمل الإنساني.
وسيعود ريع المزاد لحملة "وقف المليار وجبة"، للمساهمة في إيجاد حلول مستدامة لمكافحة الجوع وسوء التغذية في المجتمعات الأكثر احتياجاً، وتنفيذ برامج ومشاريع ومبادرات موجّهة، ضمن خطط منهجية ومستهدفات محددة للقضاء على الجوع.
وتهدف حملة "وقف المليار وجبة" التي تنضوي تحت مظلة مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، إلى إعادة إحياء الوقف كأداة تنموية للمجتمعات، بما يضمن استدامة العطاء والخير، ويسهم في الجهود العالمية للقضاء التام على الجوع كأحد أهم أهداف التنمية المستدامة.
ملحمة إنسانية في سوريا وتركيا
يأتي هذا فيما تتواصل جهود دولة الإمارات لدعم ومساعدة تركيا وسوريا، للتخفيف من آثار الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين، في 6 فبراير/شباط الماضي، مجسدة أسمى صور التضامن والأخوة الإنسانية.
جهود رسمت ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة للشعبين التركي والسوري، بحجم تبرعات هو الأضخم حتى الآن، إذ تجاوز 150 مليون دولار، وجسر إنساني هو الأكبر أيضا حتى الآن عبر عملية "الفارس الشهم 2"، إذ تم تسيير 243 طائرة منه وسفينتي شحن نقلت أكثر من 10 آلاف طن مساعدات وما زال الدعم متواصلا.
وضمن أحدث تلك الجهود وصلت إلى ميناء اللاذقية السورية قبل أيام سفينة المساعدات الإماراتية -الثانية من نوعها- تحمل أكثر من ألفي طن؛ سيرتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ضمن عملية "الفارس الشهم 2" وذلك في إطار جهودها لتعزيز مرحلة التعافي لصالح الشعب السوري الشقيق.
تأتي هذه الشحنة امتدادا للمساعدات الإماراتية، المستمرة من خلال الجسر الجوي المتواصل منذ وقع الزلزال، وتُعد السفينة الثانية هي الأكبر من نوعها حيث تحمل "2.215 طن" عبارة عن 1.040 طن مواد غذائية، و600 طن مواد إغاثية، بالإضافة إلى 573 طن مواد بناء.
وتُعد عملية "الفارس الشهم 2" إحدى صور دعم المتضررين في الجمهورية العربية السورية والجمهورية التركية، بمشاركة القوات المسلحة ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي و"مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية" و"مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية" والهلال الأحمر الإماراتي، وسيتم توزيع حمولة السفينة على المناطق المتضررة من الزلزال بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوري.
مساعدات إلى أفغانستان
ويأتي يوم زايد للعمل الإنساني بعد نحو أسبوع من إرسال دولة الإمارات طائرة تحمل على متنها 38 طناً من الإمدادات الطبية والغذائية العاجلة إلى أفغانستان، لتوفير الاحتياجات الأساسية والضرورية لآلاف الأسر الأفغانية المتأثرة من الزلازل التي ضربت شمال شرقي أفغانستان مؤخراً، وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، وتدمير في البنية التحتية الأساسية.
يأتي ذلك في إطار سعي دولة الإمارات المتواصل نحو تقديم الإغاثة العاجلة لكافة دول العالم المتأثرة من الكوارث الطبيعية، وتعزيز الاستجابة الإنسانية ودعم الجهود لتوفير الاحتياجات الأساسية خاصة للفئات الأكثر ضعفاً كالنساء والأطفال وكبار السن.
حملة خيرية في سيبيريا
وتنظم دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي بالتعاون مع سِفَارة الإمارات لدى روسيا الاتحادية حملة خيرية وزعت خلالها مساعدات إنسانية على المحتاجين والفقراء في مقاطعة أومسك جَنُوب سيبيريا الروسية.
وتتمثل الحملة الخيرية (حملة كسوة الشتاء للمتضررين من موجة البرد في روسيا الاتحادية) بتوزيع الملابس الشتوية والمواد الغذائية للمحتاجين والفقراء في المقاطعة، وتم تقديم و توزيع المساعدات الانسانية في المسجد المركزي بالمنطقة وكذلك خلال زيارات ميدانية إلى بعض الأسر في منازلهم.
تأتي هذه المبادرات ضمن جهود الإمارات ومساعيها الحثيثة لتقديم المساعدات الانسانية لدول العالم وترسيخاً لمكانتها عالمياً وإيمانًا بمبدأ التعاون والتكافل.
مشاريع إنسانية باليمن
ومن روسيا إلى اليمن، حيث تواصل الإمارات دعمها الإنساني والإغاثي غير المحدود داخل المحافظات اليمنية، للتخفيف من معاناة اليمنيين ومساندتهم لتجاوز تبعات الحرب.
وبدأت الخلية الإنسانية للمقاومة الوطنية اليمنية، قبل نحو أسبوع، حزمة مشاريع وبرامج إنسانية موسعة، بدعم وتمويل سخي من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
وتستهدف المشاريع عشرات الآلاف من العائلات، والأطفال، والمعسرين في السجون، في 5 محافظات محررة، هي تعز والحديدة ومأرب والجوف ومديرية قعطبة شمال الضالع.
وقال مدير عام الخلية الإنسانية للمقاومة الوطنية عبدالله الحبيشي إن الخلية أطلقت 6 مشروعات رمضانية ودورية، لتوفير العون الرمضاني والإغاثي وكسوة العيد والدعم المادي لعشرات الآلاف من الأشخاص، وذلك بدعم إماراتي.
فلسطين وأوكرانيا والصومال
جهود إماراتية إنسانية متواصلة لتخفيف أوجاع العالم الناتجة عن الحروب والصراعات والكوراث الطبيعية والتغيرات المناخية.
جهودٌ كان من أحدثها تلك التي وجّه بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، 16 مارس/آذار الماضي، بتقديم 3 ملايين دولار لدعم إعادة إعمار بلدة حوارة الفلسطينية والمتضررين من الأحداث الأخيرة.
تأتي هذه المبادرة بعد نحو 3 شهور من تسلم قطاع غزة أكبر قافلة مساعدات طبية، تضم أكثر من 85 طنا من أدوية ومستلزمات طبية ضرورية، بتبرع سخي من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي اليوم نفسه 16 مارس/آذار الماضي، سلّمت سفارة دولة الإمارات لدى مقديشو شحنة مساعدات إماراتية لمتضرري الجفاف في الصومال.
يأتي تسليم هذه الشحنة ضمن البرامج التي تنفذها المؤسسات الإنسانية والخيرية في دولة الإمارات، لإغاثة المتأثرين من الجفاف الشديد الذي ضرب الصومال على نطاق واسع وتقديم المساعدات لهم حيث أرسلت في السابق عدة بواخر محملة بالمواد الغذائية المتنوعة إلى الصومال، وصلت إلى موانئ مقديشو وكيسمايو (إقليم جوبالاند) وبوصاصو (إقليم بونتلاند) وبربرة (إقليم صوماليلاند).
مساعدات لفلسطين والصومال جاءت بعد أيام من إرسال دولة الإمارات 10 مارس/آذار الماضي طائرة تحمل 14 طناً من المساعدات للمتضررين من الشتاء في أوكرانيا، ضمن المساعدات الإغاثية الإنسانية التي خصصتها للمدنيين المتضررين من الأزمة المستمرة، بقيمة 100 مليون دولار.
وقبلها بأيام، وجّه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم أربعة ملايين دولار مخصصة لرعاية الأطفال المتضررين من الأزمة الأوكرانية.
توجيهات متتابعة تبلور إنسانية قائد ملهم سيرا على درب المؤسس، وتجسد قيم ومبادئ الإمارات الراسخة في مساعدة ودعم الشعوب ونجدة الملهوف والمستغيث.