الإمارات تشارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب والأوروبيين بالقاهرة
ترأس الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وفد الإمارات في اجتماع وزراء الخارجية العرب مع نظرائهم الأوروبيين بالقاهرة
ترأس الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وفد دولة الإمارات العربية المتحدة الذي شارك في أعمال الاجتماع الرابع لوزراء الخارجية العرب مع نظرائهم في الدول الأوروبية التي انطلقت اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وضم الوفد المشارك المهندس جمعة مبارك الجنيبي سفير الإمارات بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، والسفير الدكتور عبد الرحيم العوضي مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية،والشيخ محمد بن مكتوم مدير إدارة الشؤون الأوربية بالخارجية وعلى مطر المناعي مدير مكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية .
وعقد الاجتماع برئاسة وزير خارجية الجمهورية التونسية خميس الجهيناوي وبحضور وزراء الخارجية العرب والأوروبيين أو من يمثلهم بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ،وفيدريكا موجريني الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي.
وأكد وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي في كلمة له خلال افتتاح أعمال الجلسة أهمية تعزيز الحوار العربي الأوروبي باعتبار أن هذين الفضائين يشكلان فضاء كبيرا واحدا، آخذين في الاعتبار العمق الحضاري والمصير المشترك، وذلك لمواجهة التحديات الراهنة التي تواجه الجميع.
وشدد الجهيناوي على ضرورة مضاعفة الجهود وتكثيف التعاون في ظل الأوضاع الدقيقة الإقليمية والدولية.
وثمن مجددا الخطوة التي تم إنجازها بانتظام الاجتماعات بين الجانبين على كافة المستويات، مشيرا إلى أن اقتراح عقد قمة عربية أوروبية يعطي زخما أكبر للعلاقات والشراكة بين الجانبين.
وأكد الجهيناوي أيضا أهمية تطوير الحوار بين الجانبين وإقامة شراكة متوازنة باعتباره عاملا بالغ الأهمية لدفع مجالات التعاون بينهم، وطالب بإحداث نقلة نوعية لهذه الشراكة وذلك للاستجابة لتطلعات شعوب المنطقتين، وتعزيز مقومات الأمن والاستقرار للمنطقتين.
وشدد على أهمية المواقف والإسهامات الأوروبية في معالجة قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والنزاع العربي الإسرائيلي، مشيرا في الإطار ذاته لضرورة مضاعفة الجهود وتعزيز وإنجاح المبادرات الخاصة بالقضية الفلسطينية والتوصل لتسوية عادلة وشاملة على أساس قرارات الشرعية الدولية بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، فضلا عن إيجاد حل للأزمة السورية واليمنية .
كما طالب بضرورة مواصلة الجهود والتعاون لتصدي لخطر الإرهاب الذي يذهب ضحيته العديد من الأبرياء واعتماد استراتيجية مشتركة لمحاربته.
من جانبها، أعربت فيدريكا موجريني الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي عن بالغ حزنها لسقوط ضحايا وأبرياء جراء العمليات الإرهابية في الأردن ومصر وبرلين وحادثة اغتيال السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف، مشددة على أن هذا يضفي مزيد من الأهمية على اجتماع اليوم لبحث كيفية مواجهة الإرهاب والعنف الذي يضر بالمدنيين.
وقالت في كلمة لها خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع إن ما يحدث أيضا في سوريا وليبيا واليمن له تأثير مباشر على دول أوروبا، مما يؤكد ضرورة أن يكون الاتحاد الأوروبي شريكا أساسيا في حفظ الأمن في العالم العربي.
ودعت موجريني إلى ضرورة السعي للارتقاء بالعلاقات بين الجانبين لمستوى أعلى وزيادة التعاون المنشود في كافة القضايا وخاصة الهجرة غير الشرعية.
وعلى صعيد الأزمة السورية دعت موجريني إلى ضرورة وضع حد للحرب في سوريا من خلال مرحلة انتقالية بمشاركة مختلف القوى، ووقف الحرب بالوكالة الدائرة هناك.
وشددت موجريني على أنه لا يمكن حل الأزمة حلا عسكريا ولا يمكن أن تظل سوريا بؤرة يعاني منها الجميع.
كما دعت إلى ضرورة السعي لتعمير سوريا بمشاركة العالم العربي، كما دعت أيضا إلى ضرورة وقف الحرب في اليمن باعتباره أمرا حيويا وجوهريا.
كما دعت إلى ضرورة السعي لإنهاء كافة الأزمات القائمة والتعاون والتوصل إلى هذه الغايات والحفاظ على وحدة البلدان ومواجهة الإرهاب وإيقاف نهب الثروات في سوريا وغيرها .
وحول القضية الفلسطينية طالبت بضرورة التكاتف من أجل الوصول لحل للنزاع فهو ليس مستعصيا على الحل؛ خاصة أن مبادرة السلام العربية تتضمن عناصر أساسية لتسوية الصراع مع ضرورة الإبقاء على حل الدولتين، معربة عن استعدادها لدعم جهود السلام.
من جانبه، أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أهمية تعزيز التعاون العربي الأوروبي، مثمنا ما جرى إنجازه حتى الآن، داعيا في الوقت ذاته إلى المزيد من التطوير.
وحذر أبو الغيط في كلمته خلال أعمال الاجتماع، من خطورة المأساة السورية وتداعياتها على المنطقة، مشيرا إلى أنها تثير شعورا بالأسى، منتقدا العجز الدولي "المخزي" لإنهاء معاناة الشعب السوري، حتى صارت الأزمة مسرحا لطموحات إقليمية على حساب الشعب السوري الذي يعيش واحدة من أفدح الأزمات الإنسانية في هذا العصر.
ودعا أبو الغيط وزراء الدول الأوروبية لتوظيف ثقلهم السياسي والدبلوماسي لإنهاء العنف في سوريا والتحرك لإطلاق الحل السياسي طبقا لمؤتمر "جنيف ١"، كما دعا الدول المانحة إلى الالتزام بتعهداتها إزاء الدول المستقبلة للنازحين.
وحول تطورات القضية الفلسطينية، أكد أبو الغيط أنها تظل القضية الأولى وسببا مباشرا لعدم الاستقرار في المنطقة، منتقدا إمعان إسرائيل في الاستيطان بصورة غير مسبوقة.
وطالب الاتحاد الأوروبي بالتصدي لمسعى إسرائيل في الحصول على مقعد غير دائم بمجلس الأمن، مشددا على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وحول الوضع في ليبيا أمنيا وسياسيا، قال أبو الغيط إنه يستدعي عملا بين الجانبين العربي والأوروبي لإعادة الاستقرار، مضيفا "ولا يخفى أن انعدام الاستقرار في ليبيا يمس الجانبين، مما يحتم تعزيز الجهود والعمل المشترك للتوصل لمصالحة وطنية وتسوية سياسية يرتضي به الجميع".
وحول الوضع في اليمن، أكد أبو الغيط استمرار دعم الجامعة العربية للشرعية في اليمن ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، مشيرا إلى أن المفاوضات تمثل السبيل لحل الأزمة اليمنية.
ويناقش الاجتماع سبل تعزيز التعاون بين الدول العربية مع الجانب الأوروبي إلى جانب بحث عدد من القضايا منها التعاون القائم بين الجانبين منذ العام 1974، حيث تشهد الفترة الحالية نقلة نوعية في هذا التعاون منذ انطلاق الاجتماعات المشتركة عام 2008، وذلك رغم العثرات التي شهدتها الفترة السابقة قبل ذلك .
ويركز الوزراء خلال اجتماعهم على عدد من القضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب والهجرة والمساعدات الإنسانية والقضايا المتعلقة بقضايا نزع السلاح خاصة أسلحة الدمار الشامل، إلى جانب الجريمة المنظمة العابرة للحدود والاستجابة للأزمات والإنذار المبكر .
كما يناقش الوزراء فكرة عقد قمة عربية أوروبية مشتركة دورية وذلك على غرار القمم التي يعقدها الجانب الأوروبي مع التكتلات الإقليمية الأخرى، حيث يوجد مقترح عربي ضمن مشروع الإعلان المشترك الذي سيصدر عن وزراء خارجية الدول العربية ونظرائهم في الاتحاد الأوروبي، بعقد قمة عربية أوروبية دورية لمناقشة التحديات التي تواجه المنطقة.