"طيران الإمارات" رحلة 34 عاما من التألق
مجموع الأرباح التي قدمتها مجموعة طيران الإمارات لحكومة دبي منذ انطلاقتها حتى نهاية السنة المالية الماضية بلغ نحو 19.8 مليار درهم
أعطى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يوم 25 أكتوبر 1985 تعليماته بوضع خطة لتأسيس شركة طيران وطنية، حيث كلف موريس فلانجان الذي كان رئيساً لـ"دناتا" في ذلك الوقت المباشرة بوضع الخطط لتأسيس شركة طيران.
وكان الانطلاق في 25 أكتوبر/تشرين الأول 1985 بطائرتين مستأجرتين من الخطوط الباكستانية، واحدة من طراز إيرباص A300 والأخرى بوينج طراز 737، وكانت أبعد مسافة هي 4 ساعات طيران.
وتوالت الوجهات بعد ذلك، إذ حصلت الناقلة على حقوق الطيران إلى العاصمة الأردنية عمّان ومدينة كولومبو والقاهرة ودكا، وجميعها كانت في عام 1986.
ومنذ تلك الفترة بدأت طيران الإمارات، التي تضم تحت جناحها أكثر من 80 شركة متخصصة في صناعة السياحة والسفر، بشكل مدروس وبتخطيط متقن تحت قيادة الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم بفرد أجنحتها على العالم، ومنافسة أعرق وأكبر شركات الطيران العالمية.
من طائرتين مستأجرتين في عام 1985 إلى أسطول يتألف من 268 طائرة اليوم، 34 عاماً من الإنجازات سطرت وفق رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وارتكزت على منهج عمل أساسه الابتكار والتميز والإبداع.
استمر نمو طيران الإمارات، جنباً إلى جنب مع النمو المذهل الذي تشهده دبي في مختلف الميادين، لتصبح ناقلة عالمية حديثة تحت القيادة الحكيمة والتخطيط المحكم للشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، وتخدم طيران الإمارات حالياً أكثر من 158 محطة في 85 دولة ضمن قارات العالم الست، بأسطول يضم أكثر من 268 طائرة حديثة.
طيران الإمارات تبهر العالم
نجحت طيران الإمارات خلال شهور في جذب انتباه العديد من الدول، وعلى رأسهم مصر وعمان وكولومبو ودكا، وبالفعل بدأت تطلق رحلاتها إلى تلك الوجهات عام 1986، ثم بدأ التفكير في تنفيذ خطة الخمس سنوات التوسعية للناقلة التي بدأت من عام 1986 بإطلاق خدمات إلى 3 محطات جديدة، وهي جاتويك في 1987 وإسطنبول وفرانكفورت.
ومع هذا التوسع، كان لا بد من زيادة عدد الطائرات، حيث توجهت الشركة بأول طلبية فعلية، ودخلت أول طائرة الخدمة في 3 يوليو من عام 1987، وهي من طراز إيرباص 304-310.
وبعدها بأسبوع دخلت الخدمة بأول رحلة تجارية، وتبعتها طائرة ثانية بعد ذلك بـ3 أسابيع، وبنهاية عام 1988، وخلال فترة 38 شهراً من انطلاق عمليات الناقلة، نمت وجهات الشركة إلى 13 وجهة، مع دخول دمشق ضمن شبكة الناقلة.
التحول لعملاق الطيران في العالم
برزت طيران الإمارات كعملاق في عالم الطيران والسياحة، تتعاون مع 120 شركة وأقساماً عدة تحت مظلة مجموعة الإمارات، التي يعمل فيها 105286 شخصاً من 160 جنسية.
وتضم طيران الإمارات حاليا بالإضافة إلى الناقلة الجوية قسماً عالمياً للشحن "الإمارات للشحن الجوي"، ودائرة مختصة بتنظيم العطلات والرحلات "الإمارات للعطلات"، وشركة عالمية لخدمات المناولة الأرضية "دناتا" ودائرة خاصة بتكنولوجيا المعلومات "مركاتور".
وتجاوزت السعة الإجمالية لطيران الإمارات من الركاب والشحن حاجز 63 ملياراً لتصل إلى 63.3 مليار طن كيلومتري متاح في نهاية السنة المالية 2019/2018، ما عزز مكانتها كأكبر ناقلة جوية دولية في العالم.
وبلغ مجموع الأرباح التي قدمتها مجموعة طيران الإمارات لحكومة دبي منذ انطلاقتها حتى نهاية السنة المالية الماضية نحو 19.8 مليار درهم، منها 7.6 مليارات درهم خلال آخر 5 سنوات، حيث تم إعادة ضخ هذه التوزيعات في الاقتصاد، ما ساعد على تمويل مشاريع البنية الأساسية، بما في ذلك مختلف مراحل توسعات مطار دبي ومطار آل مكتوم، وغيرها من مشاريع البنية التحتية.
تجاوزت أرباح مجموعة طيران الإمارات المجمعة منذ تأسيسها في 25 أكتوبر 1985 نحو 58 مليار درهم، ويتفق خبراء الطيران على أنه وعلى الرغم من أن طيران الإمارات مملوكة بالكامل لحكومة دبي، إلا أنها تطورت من حيث الإمكانات والمكانة من خلال المنافسة مع شركات النقل العالمية التي تستفيد من سياسة الأجواء المفتوحة التي تتبناها دبي.
وتعامل حكومة دبي طيران الإمارات ككيان تجاري مستقل بالكامل، وهو ما أدى إلى نجاحها، ولم تتوقف خطوط الطيران عن تحقيق الأرباح السنوية منذ العام الثالث من بدء التشغيل، على الرغم من التحديات الإقليمية والعالمية.
شراكات استراتيجية
دخلت طيران الإمارات في شراكات مهمة مع فلاي دبي وكارغولوكس، ما أتاح مزيداً من خيارات السفر والشحن لعملائها، كما نالت طيران الإمارات مصادقة بتمديد شراكتها مع كوانتاس الأسترالية حتى 2023.
وتواصلت استثمارات طيران الإمارات في تطوير صالاتها الخاصة، فافتتحت صالة جديدة في مطار لوغان الدولي في بوسطن، ما وصل بعدد صالاتها عبر العالم إلى 42 صالة.
زاد عدد الركاب الذين نقلتهم طيران الإمارات خلال عام 2018 إلى 59 مليوناً، وقدمت على رحلاتها المغادرة من دبي أكثر من 66 مليون وجبة طعام، وناولت أكثر من 36 مليون حقيبة في دبي إلى مختلف محطات شبكة خطوطها.
وفي عام 2018 سيّرت طيران الإمارات أكثر من 192 ألف رحلة، وقطعت طائرات أسطولها، البالغ عددها 274 طائرة، نحو 908 ملايين كيلومترات ذهاباً وعودة حول العالم.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xNyA= جزيرة ام اند امز