الإمارات في قلب حضرموت اليمنية.. أياد عطاء تبني وتعمر
في وسط شعاب ووديان وقرى نائية في حضرموت اليمنية وُجدت الإمارات عبر أذرعها الإنسانية في سبيل بناء وتعمير المحافظة المطلة على بحر العرب.
تعددت المشاريع الإماراتية في حضرموت (شرق) في مجالات الصحة والتعليم والاقتصاد والإغاثة لهدف واحد، يتمثل بالتغلب على الظروف المعيشية التي تكالبت على اليمنيين إثر حرب الحوثي.
وتنشر "العين الإخبارية" تسلسلا زمنيا لأبرز المشاريع الإماراتية في حضرموت خلال 2023, كنماذج لعطاء لا ينضب ولخير إماراتي وصل إلى كل بيت، ولأياد عطاء تبني وتعمر.
من المكلا إلى غيل باوزير
في فبراير/شباط، سلمت الإمارات معدات ومستلزمات طبية لمركز المحور الطبي بربوة خلف بمدينة المكلا بحضرموت.
ويعد مركز "الربوة الصحي" أحد أهم المرافق الصحية الذي شيدها الهلال الأحمر الإماراتي عام 2018، حتى يتمكن من تقديم خدماته الصحية للمواطنين بشكل مجاني.
وفي الشهر ذاته وفرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أسطوانات غاز الأستيلين الخاص بجهاز الامتصاص الذري، دعماً للمركز الوطني لمختبرات الصحة العامة المركزية بساحل حضرموت، وذلك بعد مواجهة المركز نقصا حادا في هذا الجانب المهم نسبة لعدم توافره في السوق المحلية.
وقام الهلال الأحمر الإماراتي بإمداد المركز بهذه الأسطوانات طوال عام 2023, ما أسهم في العمل على فحص المواد الغذائية قبل الاستهلاك الآدمي.
في مارس/آذار، دشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مشروع حفر بئر مياه ارتوازية في بلدة "قاع العوابثة"، بمديرية وادي العين في حضرموت، ضمن جهود إماراتية مستمرة لتوفير المياه الصالحة للشرب للمواطنين في المحافظة.
وتعتبر بلدة قاع العوابثة من المناطق الريفية المحتاجة للمياه العذبة الصالحة للشرب، حيث جرى حفر البئر على عمق 365 مترا، فيما يبلغ عدد السكان المستفيدين من هذا البئر أكثر من 37 ألف نسمة، إضافة إلى سكان القرى المجاورة، بما يضمن توفير المياه النظيفة لهم، والتخفيف من وطأة معاناتهم جراء الأحداث في اليمن.
وسبق أن شيدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أكثر من (45) بئر مياه في مختلف مناطق محافظة حضرموت.
في مايو/أيار، افتتحت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مشروع بناء فصول دراسية لروضة شحير بمديرية غيل باوزير بحضرموت، وذلك بعد أن قامت الهيئة ببناء وتشييد 3 فصول دراسية وتأثيثها، وتحسين البيئة في الساحة المدرسية، وصيانة مسرح المدرسة الخاص بالروضة.
حملات توعية
وفي يونيو/حزيران، أطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بمحافظة حضرموت، بالتعاون مع المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه حملة للتبرع بالدم، تهدف إلى التوعية بأهمية التبرع للمساهمة في إنقاذ حياة الآخرين.
فالحملة التي استمرت لمدة 6 أشهر استهدفت تثقيف الشارع اليمني بأهمية التبرع بالدم ودعم مخزون بنك الدم بالمركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه الذي يستفيد من خدماته حوالي 3 ملايين نسمة من أبناء محافظات حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى.
في مديرية بروم ميفع، قامت دولة الإمارات العربية المتحدة، في الشهر نفسه، بافتتاح مشروع بناء مسجد و4 منازل سكنية شعبية للمتضررين بمنطقة الغبر بالمحافظة.
واستهدف المشروع إعادة الاستقرار الأسري والطمأنينة لعدد من العائلات التي فقدت مساكنها إثر حرب تنظيم القاعدة الإرهابي والعمل على تخفيف معاناتهم، والمساهمة في تنمية إعمار المنطقة، وتعزيز قدرتها في مجال البنية التحتية.
وكانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي افتتحت أيضا في يونيو/حزيران مشروع بئر مياه ارتوازية في بلدة بران إحدى قرى عزلة وادي العين التابعة لمديرية وادي العين وحورة.
وجرى حفر البئر على عمق 363 مترا طوليا، ويتراوح إنتاجها من المياه 6 لترات بالثانية، وتعتبر من المياه الصحية النقية الصالحة للشرب وفقا للمعايير الدولية، فيما بلغ عدد المستفيدين من المشروع المائي أكثر من (31 ألف نسمة).
معدات لـ4 مستشفيات
في سبتمبر/أيلول، سلمت العيادة الطبية المتنقلة التابعة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي شحنة من المعدات والأجهزة الطبية لكل من مركز الأطراف الصناعية والعلاج الطبيعي بالمكلا، وهيئة مستشفى ابن سيناء، ومستشفى الريدة الشرقية ومستشفى حجر بمحافظة حضرموت.
وإلى جانب تسليم المعدات الطبية، واصلت العيادة الطبية المتنقلة التي تسيّرها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، تقديم خدماتها لسكان القرى البعيدة في مختلف مناطق محافظة حضرموت، ضمن الدور الإنساني الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة، لتخفيف معاناة السكان في المناطق النائية التي لا تتوافر فيها المستشفيات أو الكادر الطبي.
وخلال شهر سبتمبر/أيلول فقط، قدمت العيادة الرعاية الطبية لعدد (1377) شخصا منهم 582 حالة مستفيدة من النساء و626 حالة مستفيدة من الأطفال و169 حالة مستفيدة من الرجال، فيما بلغت إجمالي الفحوصات عدد 301 فحص مخبري.
وأنقذت العيادات الإماراتية حياة الكثير من المرضى الذين يقطنون في المناطق النائية التي تعاني انتشار الأوبئة والحميات القاتلة، التي فتكت بالعديد من المواطنين، بما فيها الأمراض الشائعة كـ(التهاب الصدر، والتهاب المسالك البولية، والتهاب المفاصل، والديدان الدبوسية، والنزلات المعوية، وارتفاع ضغط الدم، والتهاب اللوزتين الحاد، وفقر الدم، والتهابات جلدية).
دعم ذوي الهمم وللأسر المنتجة
في أكتوبر/تشرين الأول قدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي دعما لجمعية الطموح لرعاية وتأهيل المعاقات حركياً بالمكلا، حاضرة حضرموت، انطلاقا من حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تقديم الدعم لمستحقيه.
كما تبنت هيئة الإمارات دعم مشروع متكامل لتمكين الأسر المنتجة، وتدريبهن بما يتوافق مع احتياجات ومتطلبات سوق العمل من أجل زيادة دخلهم الشهري من خلال إنشاء معمل متكامل وتجهيز مركز لتدريب وإعداد الأسر المنتجة وتأهيلهم لسوق العمل وإداراتهم لمشاريعهم الخاصة.
وعمل المشروع في مرحلته الأولى على تأهيل وتدريب 200 أسرة في مجال المنسوجات الجلدية والملابس، كما قام المشروع بتوفير مصادر دخل ثابتة للأسر المستفيدة من خلال إنشاء صالة عرض تسويقية للمنتجات.
وعقب وصول إعصار تيج والأضرار الذي خلفها خلال الشهر نفسه سيرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قافلة مساعدات إنسانية وإغاثية للأسر المتضررة من كارثة الأمطار الغزيرة والسيول التي اجتاحت قرى بمديرية الريدة وقصيعر بحضرموت، ضمن تلبية الاحتياجات العاجلة للسكان المتأثرين وتقديم الدعم والمساعدة في عمليات الإغاثة.
وبلغ عدد المستفيدين نحو 1000 شخص من الأسر المحتاجة والمتضررة في منطقة الريدة بمديرية الريدة وقصيعر بمحافظة حضرموت.
وقامت العيادات الطبية الإماراتية بمرافقة القافلة الإغاثية، حيث قدمت الدعم النفسي والمشورة الصحية ومعاينة (74) حالة مرضية منها 39 طفلا، و11 رجلا و24 من النساء، فضلا عن تقديم أدوية مجانية شملت التهابات الصدر وآلام العضلات والمفاصل.
فعاليات ومشاريع متنوعة
وفي نوفمبر/تشرين الثاني نظمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بمحافظة حضرموت سلسلة من الفعاليات المتنوعة، بمدينة المكلا، تزامناً مع احتفال العالم باليوم العالمي للسكري والذي يصادف 14 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام.
وتضمنت الفعاليات تقديم مسرحية هادفة بقالب كوميدي للنساء والأطفال والعوائل، إلى جانب تقديم محاضرة توعوية، وكذلك تشجيع أفراد المجتمع على الاهتمام بإجراء الفحوصات الدورية للاطمئنان على صحتهم والتعامل مع التشخيص المبكر بكل اهتمام.
وأواخر الشهر نفسه أطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مشروع "الأمل الجديد"، لتفريج كُرَب الغارمين والمُعسرين وتوفير سُبل العيش الكريم لهم، وذلك كلفتة إنسانية تظهر نور الأمل في حضرموت واليمن عامة.
في ديسمبر/كانون الأول افتتحت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي 3 خزانات مياه سعة 700 متر مكعب لكل خزان في ثلاث قرى، وهي ( الغرف والقرية وقسم) بمديرية تريم.
وبلغ عدد المستفيدين من هذه المشاريع نحو 42 ألف نسمة، ما يسهم في تلبية الاحتياجات المتزايدة للمياه في المنطقة وتحسين توزيعها وتوفيرها للسكان، وذلك في إطار جهودها المستمرة لتوفير مصادر مستدامة للمياه وتلبية احتياجات المجتمع المحلي.
كما افتتحت دولة الإمارات العربية المتحدة المرحلة الثانية من مشروع بناء وحدة صحية وسوق تجاري بمديرية القف بمحافظة حضرموت، بعد تدشين عدد من المشاريع التعليمية والتنموية والخدمية والتي شملت في مرحلتها الأولى بناء مدرستين للتعليم الأساسي ومسجد، وخزان مياه، وملعب أطفال.
في الشهر نفسه سلمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي جهاز الطرد المركزي (سنتر فيوج)، دعماً للمركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه فرع ساحل حضرموت.
وكانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قامت بتنفيذ مشروع بناء وإعادة تأهيل وصيانة 8 مستشفيات ومراكز طبية في محافظة حضرموت، من ضمنها المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه، وذلك لتعزيز قدرات القطاع الصحي بالمحافظة.