الإمارات والعراق.. تعاون متصاعد وشراكة تتسع في الطاقة والتنمية
ضمن زيارة مرتقبة يتوجه رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني الخميس إلى دولة الإمارات العربية تلبية لدعوة رسمية تلقاها الأسبوع الماضي.
بحسب مدير مكتب السوداني في تصريحات خاصة لمراسل "العين الإخبارية" يقوم رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني الخميس بزيارة إلى دولة الإمارات العربية.
وتتسم العلاقات الإماراتية العراقية بتعاف متصاعد منذ سنوات انعكس على توسيع نطاق التعاون بين البلدين في مجالات شتى من بينها الطاقة والأمن والتنمية.
- السوداني يتسلم دعوة رسمية لزيارة الإمارات
- مستشار في برلمان العراق لـ"العين الإخبارية": السوداني أنقذ صفقة توتال
وخلال العقد الأخير برز دور دولة الإمارات العربية كواحدة من أهم دول المنطقة في دعم ومساندة العراق عبر مواقف متعددة وخصوصاً ما بعد اجتياح داعش للمدن في صيف 2014، حيث أسهمت بشكل كبير في تعزيز حضورها عبر التحالف الدولي وكذلك من خلال الإسهام في حملة إعمار المناطق المحررة.
وضمن تلك المساعي، كانت دولة الإمارات قد أطلقت مبادرة "إحياء روح الموصل"، بالشراكة مع منظمة اليونسكو في إعادة بناء المسجد النوري والمئذنة الحدباء وكنيستي الطاهرة والساعة داخل المدينة القديمة.
وتم وضع حجر الأساس لمبادرة "الإمارات/اليونسكو" خلال عام 2018، بعد شهور قليلة من تحرير المدينة من تنظيم داعش الإرهابي. وقد كانت المبادرة الأولى من نوعها في عملية إعادة إعمار العراق، حيث تعهدت دولة الإمارات بتخصيص مبلغ 50 مليون دولار لأجل هذه العملية.
وفي فبراير/شباط 2021، أعلنت دولة الإمارات، عن استثمار مبلغ ثلاثة مليارات دولار في العراق، في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية وخلق فرص جديدة للتعاون والشراكة.
وتأتي زيارة السوداني إلى دولة الإمارات العربية، في أول تحرك من نوعه منذ تسلم المنصب الحكومي في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، وتأكيداً على عهود وبرامج أطلقها تركزت على تعزيز أطر التعاون مع الحاضنة العربية والخليجية منها على وجه الخصوص.
وكان رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد السوداني، أكد في مقال نشرته صحيفة "الاتحاد" الإماراتية أن زيارته تأتي "لتأكيد رغبة العراق الصادقة في استمرار وتنمية التعاون التجاري والاقتصادي وجذب الاستثمارات لمختلف القطاعات ومنها الطاقة المتجدّدة وإدارة الموانئ ومراكز الخدمات اللوجستية".
وأشار السوداني، في مقال جاء بعنوان "العراق - الإمارات.. رؤى اقتصادية نحو ازدهار المنطقة"، إلى أن "التجربة الإماراتية تعتبر من التجارب الرائدة في العالم لبناء البلد، وبإمكان الاستفادة من تجاربهم العميقة لبناء العراق".
الأكاديمي المختص بالشأن الاقتصادي، نبيل المرسومي، يقول لـ"العين الإخبارية"، إن " دولة الإمارات أحد أكبر الشركاء التجاريين مع العراق.. ربما هي البوابة الأوسع التي ينفتح منها السوداني نحو الخليج العربي بسبب موقعها وثقلها في المنطقة وكذلك بفضل الاستثمارات الكبيرة في العراق وخاصة في مجال الغاز والإنشاءات وفي الوقت ذاته هي واحدة من المنافذ الكبرى للحوالات التجارية للعراق".
ويواصل القول: "العلاقات بين الدولتين متميزة وعميقة وتسير نحو أفق أرحب وخصوصاً أن دولة الإمارات لها دور كبير في تنشيط حركة الاستثمار في العراق إذا ما نظرنا إلى تواجدها في العديد من القطاعات الحيوية والمهمة".
ويتوقع المرسومي، أن تناقش زيارة السوداني محاور جذب رأس المال الإماراتي للاستثمار كون الأخير يمثل مركزاً مالياً تجارياً مرموقاً".
من جانبه يقول المحلل السياسي عصام الفيلي، إن "الإمارات ينظر لها ببعدين الأول بثقلها السياسي في المنطقة ودورها في عملية رسم معالم سياسات المنطقة سواء على المحيط الإقليمي أو الدولي إضافة إلى كل هذا فإن دولة الإمارات تلعب دورا فاعلا في البعد الاقتصادي كونها من القلائل من الدول التي تمتلك شركات قابضة فاعلة عابرة للقارات ولديها جملة من الاستثمارات في الكثير من الموانئ العالمية بما فيها الدول المتقدمة".
وتابع الفيلي بالقول: "لذا فإن العراق حين سعى إلى أن يؤسس علاقات استراتيجية مع دولة الإمارات كجزء من تعزيز هويته العربية المستقلة بعد أن كان ينظر للعراق على أنه جزء من المحور الإيراني عبر عقود طويلة".