متاحف الإمارات.. جسور ثقافية تربط بين الماضي والحاضر والمستقبل
الإمارات تضم إلى جانب متاحفها، أكثر من 108 مواقع تاريخية وأثرية تحولت إلى مناطق جذب سياحي عالمي.
ضاعفت دولة الإمارات جهودها في تعزيز مكانة المتاحف والمواقع الأثرية باعتبارها منصات ثقافية وسياحية تسهم في عمليات الربط بين الماضي بأصالته من جهة وبين حاضر ومستقبل الإمارات من جهة أخرى، إضافة إلى تحولها لمناطق جذب سياحي ذات طلب مرتفع.
وكشفت إحصائيات حديثة عن ارتفاع عدد المتاحف في الإمارات إلى 34 متحفاً تضم أكثر من 15 ألفاً و182 قطعة أثرية، واستفادت من الدعم الحكومي المقدم لها في التحول إلى مناطق جذب سياحي تشهد أكثر من 3.5 مليون زيارة في السنة.
فيما عززت المتاحف مكانتها في السياسات الثقافية الوطنية باعتبارها منصات ثقافية تسهم في نقل صورة حضارية متكاملة عن الإمارات.
ووفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، تضم الإمارات إلى جانب متاحفها المنتشرة في مختلف أنحاء الدولة أكثر من 108 مواقع تاريخية وأثرية تحولت جلها إلى مناطق جذب سياحي عالمي.
وتعكس المتاحف مراحل الحضارة البشرية في الإمارات، وتسهم في حفظ عرض هذا الإرث الحضاري للأجيال كأحد أهم عوامل تعزيز الهوية الوطنية تتناقلها الأجيال.
وتلعب الإمارات دوراً حيوياً وفاعلاً في مجال الحفاظ على التراث والمواقع الأثرية ليس على نطاقها الوطني فحسب بل على المستوى العالمي، وهو ما تشهد عليه مشاريعها ومبادراتها العالمية في هذا الإطار.
أبوظبي.. عاصمة المتاحف
وتستحق أبوظبي لقب عاصمة المتاحف لاحتضانها أكبر وأرقى المتاحف، حيث تضم المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات عدداً من المتاحف من أهمها "متحف زايد الوطني" الذي بني تخليداً لذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويوثق تاريخ الإمارات من خلال سرد حياة ومآثر الوالد المؤسس.
ويشكل متحف "اللوفر أبوظبي" العلامة الأبرز في المشهد الثقافي هنا، والذي تحول إلى صدارة البرامج السياحية الأكثر زيارة بعد أن تخطى حاجز المليون زيارة في العام.
ويقدم المتحف منظوراً جديداً حول تاريخ الفن حيث يتكون من 6 أقسام رئيسية هي: "الشكل البشري" و"العوالم القديمة" و"المقدسات والصورة الشرقية" و"النظرة الغربية" و"حوار الثقافات" و"سلسلة أعمال سي تومبلي".
أما "متحف جوجنهايم أبوظبي" فيعد منبراً عالمياً للفنون والثقافة المعاصرة، ويقدم للعالم بعضاً من أهم الإنجازات الفنية حالياً، ويشغل المتحف موقعاً مميزاً في المنطقة الثقافية في السعديات بمجموعته الدائمة التي تشكل مثالاً حياً لتلاقي الفنون العالمية التي تمتد من ستينات القرن الماضي وحتى يومنا هذا.
وتحتضن مدينة العين أقدم متاحف الإمارات "متحف العين الوطني" الذي يقع بالقرب من قلعة الشيخ سلطان ويعود تاريخ افتتاحه إلى عام 1971، حيث يقدم المتحف نبذة شاملة عن عادات وتقاليد البلاد.
كما يحكي المتحف تاريخ أوائل الناس الذين سكنوا المنطقة، ويستعرض تاريخ حقبة ما قبل النفط ومجموعة قيمة من الصور الفوتوغرافية القديمة والتي تم التقاطها خلال فترة الستينيات من القرن الماضي.
ويعد "متحف قصر العين" البيت السابق لمؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومركزاً للنشاطات السياسية والاجتماعية، ويضم المتحف الذي شيد عام 1937 مجموعة كبيرة من مقتنيات العائلة الحاكمة كما يعرض تراث المدينة وتاريخها الفريدين.
وتحتضن جزيرة دلما متحفاً يحمل اسم "متحف دلما للتراث" ويمثل أحد أهم المعالم في الجزيرة وهو منزل قديم أسسه محمد بن جاسم المريخي وترجع أهميته إلى أن السفن التجارية كانت تتخذ من هذا البيت مأوى ومركزاً للتزود بالماء والبضائع.
إلى جانب كونه مركزاً لبيع وشراء اللؤلؤ ويعكس بناء البيت من واجهاته الأربع الطابع المعماري الأموي، كما يأخذ طابعاً يتلاءم مع الواقع البيئي الخليجي من حيث معالجة التصميم الهندسي لنسب الرطوبة وعمليات التكييف الهوائي ووسائل التهوية والتبريد المبتكرة.
دبي.. تنمية في ضيافة التاريخ
وعلى الرغم من التقدم الذي تشهده دبي والتي تعبر عنه أبراجها الشاهقة ومراكز التسوق الأضخم على مستوى العالم وشبكة المترو المتطورة التي تنقل زوارها إلا أن "دانة الدنيا" تضم عدداً كبيراً من المتاحف والمناطق الأثرية الملهمة.
ويمثل "متحف دبي" الذي بُني عام 1787 ويقع بقلعة الفهيدي أحد أهم تلك المتاحف، وتعبر مقتنيات المتحف عن طبيعية دبي التجارية وعلاقاتها الممتدة مع الحضارات المختلفة، وهو ما تعبر عنه التحف والأعمال الفنية المحلية والأشغال اليدوية من عدة بلاد أفريقية وآسيوية.
وتضم دبي أيضاً متحف "بيت الهجن" و"متحف المسكوكات" الذي يضم ما يقارب الـ500 عملة من جميع أنحاء الشرق الأوسط ويحتوي على 7 غرف للعرض تروي قصة التاريخ التجاري لدبي والتي تضيف الكثير للمتحف.
أما متحف "قرية التراث والغوص" فتمثل زيارته فرصة ثمينة لمشاهدة حية لمتابعة أعمال المرشدين والخزافيين والحائكين وحرفيين آخرين، حيث يركزون على ماضي دبي البحري ويصورون الظروف المعيشية للبحارة الأصليين الذين مشطوا مياه الخليج بحثاً عن اللؤلؤ والسمك للتجارة.
ويعد متحف "بيت الشيخ سعيد آل مكتوم" في الشندغة والذي بُني عام 1896 في مكان إستراتيجي عند فم الخور أحد أهم الصروح التاريخية في دبي، وقد تم تجديد المنزل وتحويله إلى متحف يعرض الوثائق والطوابع والعملات ومجموعة من الصور القديمة لدبي والعائلة الحاكمة.
فيما يمثل متحف "العمارة التقليدية" في الشندغة المقر السابق للشيخ جمعة بن مكتوم، حيث تم تحويل هذا المنزل إلى متحف نظراً لمعالمه المعمارية ويعرض تاريخ العمارة التقليدية في دبي وطرق البناء مع الأدوات التي استخدمت في ذلك الوقت لبناء المنازل، كما يحوي المتحف معرضاً يوثق الثقافة والتاريخ للمواطنين الإماراتيين.
وتضم دبي "مدرسة الأحمدية" في الشندغة التي تم تأسيسها عام 1912 وهي أول مدرسة في الإمارة وقد تم ترميمها وإعادة فتحها كمتحف في عام 1995، ومتحف "بيت التراث" الذي يقع إلى جانب مدرسة الأحمدية والتصميم الداخلي لهذا البيت يعود إلى 1890.
و"متحف نايف" بشارع الخور الذي تم تشييده عام 1939 كحصن لحماية منطقة الأعمال التجارية في ديرة.
الشارقة.. متحف إسلامي مفتوح
وتبرز إمارة الشارقة بهويتها الإسلامية الثقافية والتي تعبر عنها تصاميم مبانيها ومرافقها، وتزخر الإمارة بعدد من المتاحف من أهمها "متحف الشارقة" الذي يضم قطع أثرية تعود لعصور ماقبل ظهور الإسلام منذ العصر الحجري.
فيما يضم "متحف الشارقة الإسلامي" بمنطقة التراث أكثر من 5000 قطعة أثرية فريدة محتويات ومقتنيات الفنون والثقافة الإسلامية تم جمعها من مختلف أرجاء العالم الإسلامي.
ويضم 7 معارض دائمة تبرز مبادئ الإسلام والقرآن الكريم وإنجازات علماء المسلمين وإسهاماتهم في الحضارة الإنسانية، والأعمال الفنية والمشغولات المصنوعة من الخزف والمعدن والزجاج وغيرها من الفنون التي تم إنتاجها في العالم الإسلامي.
إلى جانب صالة للمشغولات الحرفية وعرض الأسلحة، وصناديق عرض المسكوكات الإسلامية إضافة إلى عرض "ستارة باب الكعبة المشرفة".
ويقدم "متحف الشارقة العلمي" الذي افتتح عام 1996 عروضاً تفاعلية مصممة لتحفيز زواره على الابتكار والإبداع، ويحتوي المتحف على أكثر من 50 معرضاً.
فيما يركز "متحف الشارقة البحري" الذي افتتح في منطقة التراث عام 2003، على الحياة البحرية والتي كانت تشكل جزءاً رئيسياً من تراث المنطقة، ومن أبرز مقتنياته سفينة البغلة "القاسمية" الموجودة في المرسى خارج مبنى المتحف مباشرة.
وكذلك "اللؤلؤة" التي يعتقد أنها إحدى أقدم اللآلئ المعروفة في العالم والتي اكتشفها علماء الآثار في موقع لمقبرة ساحلية في الشارقة وقدر عمرها بسبعة آلاف سنة، و"سفينة الصمعا" المجهزة بكامل عدتها وعلى أهبة الاستعداد لخوض غمار رحلة غوص جديدة.
أما "متحف الشارقة للتراث" الذي افتتح في منطقة التراث عام 2005 فيعرض الإرث الأصيل والثقافة الثرية لأهل الإمارات وسكان إمارة الشارقة ويستعرضها عبر العقود الماضية.
متاحف عجمان والفجيرة وأم القيوين ورأس الخيمة
ويضم "متحف عجمان" الذي أقيم في حصن عجمان الذي يرجع تاريخه إلى سنة 1820 الآثار المكتشفة في الإمارة والمخطوطات القديمة، كما يضم نماذج لسفن الغوص، فيما يبرز المتحف حياة أهل الصحراء "البدو".
ويعتبر "متحف الفجيرة" أحد أهم متاحف الساحل الشرقي وهو متحف يحتوي على 2100 قطعة أثرية نادرة يرجع تاريخها للعصور ما قبل الميلاد والعصور الإسلامية وصولاً للعصر الحديث.
كما يحوي تصويراً للحياة الشعبية وما فيها من نماذج من الأسلحة والأواني الفخارية وقطع النقود وأدوات الفلاحة.
وأقيم "متحف أم القيوين" في حصن أم القيوين والذي يرجع تاريخه لـ200 عام، وهو منطقة جذب سياحي كبير للأجانب وطلاب المدارس والجامعات وقد كان الحصن مركزاً للعائلة الحاكمة حتى عام 1969.
ويعد "متحف رأس الخيمة الوطني" من المتاحف الهامة بدولة الإمارات، وتم افتتاحه عام 1987، ويضم آثاراً متنوعة وكثيرة تم اكتشافها في الإمارة وهو متحف ثري بمقتنايته حيث يضم العديد من الأجنحة من أشهرها الجناح الخاص بالأسرة الحاكمة المسمى بجناح القواسم.
إلى جانب جناح التراث وغرف الحلي والملابس مع قسم الأسلحة التقليدية والتاريخ الطبيعي ويرجع تاريخ بناء المتحف للقرن الـ18 الميلادي.
aXA6IDMuMTI4LjIwMC4xNjUg جزيرة ام اند امز