المتاحف والقصور الأثرية.. رئة إضافية للسياحة المصرية
وزارة السياحة والآثار المصرية تعيد افتتاح 21 متحفا وموقعا أثريا، الخميس، من بينها متحف الفن الإسلامي، والمتحف القبطى، وأهرامات الجيزة
وضعت الحكومة المصرية خطة لإنعاش قطاعات ثقافية وتراثية عديدة، وتنفيذا لذلك بدأت وزارة السياحة والآثار المصرية خطوة جديدة لإعادة الحياة لعدد من المواقع الأثرية بالقاهرة وعدة محافظات أخرى.
ومن المقرر أن تبدأ وزارة السياحة والآثار المصرية إعادة افتتاح 21 متحفا وموقعا أثريا، الخميس، من بينها متحف الفن الإسلامي، والمتحف القبطى، وأهرامات الجيزة، ومن قبلها قصر البارون الذي فتح أبوابه أمام الزوار، مع توصيات بالالتزام بالإجراءات والتدابير الوقائية لحماية الزوار والعاملين بهذه المواقع.
"العين الإخبرية" ترصد في التقرير التالي بعض المتاحف والمواقع الأثرية المقرر فتح أبوابها أمام الزوار.
متحف الفن الإسلامي
قبل 140 عاما من الآن ولدت فكرة بناء المتحف بهدف الحفاظ على القطع النادرة والمباني الإسلامية القديمة، وكان الأمر في البداية مجرد مكان صغير في الإيوان الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله الفاطمى.
لكن بعد أن تضاعفت القطع الآثرية الإسلامية النادرة عرضت في مكان مميز يقع بين باب النصر وباب الفتوح، أشهر أبواب مدينة قاهرة المعز حتى عام 1895.
في ميدان باب الخلق، بالقاهرة، وتحديدا بين شارعي بورسعيد والقلعة، نقلت محتويات المتحف لمقره الجديد في ديسمبر/كانون الأول 1903.
وبعد عام واحد كانت البداية الحقيقية للمتحف في مبناه الحالي وبتراثه المعماري المميز وما يحتويه من قطع أثرية نادرة، لكن تحت اسم "دار الآثار العربية"، ليصبح أكبر مجمع فني إسلامي في العالم.
وفي عام 1952 بات التفكير في اسم يتناسب ومحتويات المتحف وقيمته وبالفعل استبدل الاسم ليصبح "متحف الفن الإسلامي".
وفقا لدليل المتحف، الذي يضم تحفا وقطعا فنية نادرة جمعت من خلال الشراء والإهداءات، أو تم اكتشافها بمناطق أثرية عدة، وصلت إجمالى المعروضات إلى نحو 100 ألف تحفة أثرية.
كما يضم المتحف مكتبة ثرية للغاية جامعة لكل الفنون الإسلامية، ويعود لها الباحثين دائما في أعمالهم ودراساتهم وأبحاثهم.
تضررت واجهة المتحف بشكل كبير، عام 2014، بعد انفجار سيارة مفخخة كانت تستهدف مديرية أمن القاهرة المقابلة للمتحف، ما تسبب في تدمير الكثير من القطع الأثرية.
منظمة "يونسكو"، وعدة جهات عربية ودولية، قدمت مساعدات وتبرعات مالية، وقتها بهدف ترميم القطع الأثرية وإعادة المتحف لما كان عليه.
المتحف القبطي
في منطقة مصر القديمة داخل حدود حصن بابليون، يقع المتحف القبطى الذي بدأ تشييده أيام الفرس، وشهد تطويرا ملحوظا في عهد الإمبراطوريين الرومانيين "أغسطس وتراجان"، وبعدها توالت الإضافات واللمسات تباعا من قبل أباطرة الرومان.
الباحث القبطي المصري، مرقس باشا سميكة، لعب دورا كبيرا في التوصل لقرار إقامة المتحف الحالي، إذ طالب بإشراف "لجنة حفظ الآثار والفنون" على الآثار القبطية، ليكمل بذلك مسيرة العالم الفرنسي "ماسبيرو" الذي جمع أعمال الفن القبطي وخصص قاعة لها في المتحف المصري.
ونجح مرقس باشا في إقامة المبنى الحالي، الذي افتتح عام 1910 وتم تعيينه كأول مدير للمتحف، ونشر الدليل الأول له عام 1930.
يضم المتحف أقساما متنوعة للأحجار والرسوم وتطور الكتابة القبطية والمخطوطات، وكذا أقمشة ومنسوجات وعاج وفخار وزجاج وأيقونات أثرية، إضافة إلى قسمي الأخشاب والمعادن، وتصل مقتنيات المتحف إلى نحو 16 ألف قطعة أثرية.
قصر البارون
في 29 يونيو/حزيران الماضي، افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قصر البارون، أحد قصور مصر التاريخية، بعد عملية ترميم شاملة استغرقت عامين.
القصر الذي يقع في قلب منطقة مصر الجديدة بالقاهرة، استقبل نحو 700 زائر في اليوم الأول لافتتاحه، إذ فعلت وزارة السياحة والآثار المصرية حزمة إجراءات وتدابير وقائية لحماية الزوار والعاملين.
"قصر البارون إمبان" استغرق تشييده نحو 5 سنوات، وافتتح عام ١٩١١، وشيد على طراز المعابد الهندوسية بطريقة تجعل الشمس لا تغيب عن حجراته.
يتكون القصر من طابقين مقسمين لصالات ضخمة وغرف نوم وعدد كبير من الأبواب والشرفات، فضلا عن عدد كبير من التماثيل الهندية والأوروبية.
بداية طيبة
الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار المصري الأسبق، وصف قرار الوزارة بإعادة فتح مواقع أثرية في محافظات مختلفة، بأنه "بداية طبية للغاية تسمح فيما بعد في التفكير بشكل جدي لتعميم خطة إعادة فتح المواقع الأثرية بنسبة أكبر لإنعاش القطاع السياحي برمته".
ولفت إلى أن إنعاش القطاع سيلقي بظلاله على أكثر من قطاع آخر مرتبط بالسياحة المصرية.
وأضاف "حواس" لـ"العين الإخبارية": "وزارة السياحة والآثار ومجلس الوزراء المصري يعملان وفق آلية واضحة، وهناك عشرات من الإجراءات القاسية والتدابير الاحترازية والوقائية التي تم اتخاذها لحماية الزوار والعاملين".
وأوضح أن خطوة إعادة فتح المتاحف تساعد على تشغيل الفنادق ومئات المواقع الآثرية في مصر بعد معاناة طويلة مع فيروس كورونا".
وتابع "حواس": "نحن في انتظار رؤية ملامح التجربة، وأظن أن وزارة السياحة والآثار قادرة على فتح باقي المواقع تباعا، وكل المواقع المقرر إعادة افتتاحها الآن مهمة للغاية ولها زوار في الداخل والخارج، لكن يظل السائح هو الأهم، مع وجود إجراءات وقائية تكفل دخوله وخروجه من مصر دون التعرض للإصابة بالفيروس".
متنفس جديد
من جانبه قال الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار المصري الأسبق، إن إعادة فتح 21 موقعا أثريا أمام الزوار جاء بعد دراسة ورؤية واضحة يمكن أن نطلق عليها الآن "متنفس جديد" لقطاع السياحة والآثار في مصر، موضحا أن معطيات وآليات العمل تحتفظ بها الوزارة بعيدا عن المشككين والمتربصين، لافتا إلى وزارة السياحة والآثار تقرأ المشهد بشكل أفضل وتعمل في ظروف استثائية للغاية.
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "الوزارة تعمل بعيدا عن المخاطرات والمغامرات، ووفقا لشؤون داخلية وتوصيات عالمية، تحفظ سمعة مصر وتظهر قدرتها في مقاومة الأزمة ومحاولة العبور لبر الأمان، خاصة بعد تأثر القطاع السياحي بأكمله خلال الفترة الماضية".