علم الإمارات.. قصة اختيار التصميم من بيت شعر
قبل 50 عاما، وبينما كانت تحضيرات قيام اتحاد الإمارات جارية، كان التفكير في علم موحّد للبلاد، مهمة خلية تعمل ليل نهار على الشكل النهائي.
أقامت صحيفة الاتحاد وقتها بإشراف الديوان الأميري بأبوظبي مسابقة لاختيار التصميم الأفضل، ومن بين مئات التصاميم المشاركة، فاز ستة يقع بينها اختيار العلم الحالي.
وكان الفوز من نصيب السفير عبدالله محمد المعينة، الذي يقول في مقابلات صحفية مع وسائل إعلام إماراتية مختلفة، إنه علم بالصدفة بالمسابقة، وأصرّ على أن يقدم تصميمه الخاص.
استلهم السفير الذي كان شابا حينها (18 عاما)، تصميم العلم بألوانه الأربعة، من بيت شعري شهير يقول: "بيضٌ صَنائِعُنا، سودٌ وقائِعُنا... خِضرٌ مَرابعُنا، حُمرٌ مَواضِينا".
وما إن أنجز اتحاد الإمارات بإماراتها السبعة، عام 1971، حتى رفع الرئيس المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان العلم شامخا، على سارية بـ"دار الاتحاد"، في إمارة دبي.
وهكذا بدأت أولى خطوات الدولة الجديدة مع العلم الحالي، ونص دستور التأسيس على أن يكون للاتحاد علمه الوطني، تاركا للقانون تفاصيل الشكل النهائي المعتمد.
ولم يتأخر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في إصدار القانون الاتحادي الخاص بالعلم، ففي الواحد والعشرين من ديسمبر/كانون الأول من نفس عام التأسيس، أصدر القانون رقم (2) بشأن علم دولة الإمارات العربية المتحدة.
ونصت مواد القانون الاتحادي على شكل ومقاييس العلم، وحددت ألوانه، وعقوبات الاستهانة به أو احتقاره، ليتمتع بالقدسية والرمزية التي تحفظها الدولة الفتية.
وبعدما ترسّخ علم الإمارات، ومثلت رايته البلاد في المحافل الدولية، وشغل حيزا كبيرا في نفوس الإماراتيّين والمقيمين والزوار، على حدّ سواء، أصدر مجلس الوزراء عام 1996 لائحة تتضمن قواعد رفع العلم، في مؤسسات الدولة، وبمنشآتها الدبلوماسية في الخارج.
وعام 2012، اعتمد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مبادرة "يوم العلم" وإقرارها مناسبة وطنية سنوية، يحتفل بها شعب الإمارات يوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام.
وطوال خمسين عاما ارتبط علم الإمارات بألوانه الفريدة، بحضور البلاد خارجيا في المحافل الدولية المختلفة، وظل لصيق إنجازاتها في الداخل، وإسهاماتها في الخارج، مرفوعا في الأعالي ليظل شامخا في النفوس.
aXA6IDEzLjU4LjE2MS4xMTUg جزيرة ام اند امز