يوم العلم الإماراتي.. رمزٌ يرفرف في محطات الإنجاز
تحتفي الإمارات خلال الاحتفال بـ"يوم العلم"، هذا العام، برمز وطني رفرف في محطات إنجاز عديدة على الأرض وفي الفضاء، وبمختلف المجالات.
احتفال يتحلق فيه الجميع في الوزارات والمؤسسات والمدارس حول العلم الوطني، في وقت واحد في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، على تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً، بتوقيت الإمارات، وهو يُرفع عالياً خفاقاً شامخاً في مختلف أنحاء البلاد.
يرتفع العلم معانقا عنان السماء مفتخرا بعقود من الإنجازات كان شاهدا على تحقيقها منذ أن قام الرئيس المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان برفعه لأول مرة في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971، في "دار الاتحاد" في إمارة دبي، وحتى اليوم.
إنجازات تاريخية، تتوج بها الإمارات مسيرة 50 عاما من تاريخها (اليوبيل الذهبي)، وتؤسس بها للانطلاق نحو مستقبل زاهر في مئويتها 2071، التي تهدف من خلالها الإمارات أن تكون أفضل دولة بالعالم.
وتحتفل دولة الإمارات بـ"يوم العلم" تلبية لدعوة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، برفع علم الدولة على السارية في وقت واحد.
وتأتي المناسبة تزامنا مع الاحتفال بذكرى تولي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات مقاليد الحكم في البلاد في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2004.
يسارع الجميع إلى "رفع علم الدولة عاليا ليبقى شامخا" كتعبير عن الانتماء إلى الإمارات والولاء والامتنان للقيادة، وتقديرا لرمزية ومكانة العلم في قلوبهم وللتعبير عن احترامهم وتقديسهم للعلم الذي تحققت وتتحقق تحته كل هذه الإنجازات.
إنجازات سياسية واقتصادية وعلمية وثقافية تاريخية، تتوالى في مختلف المجالات، تؤكد أن نهج "اللامستحيل" الذي تمضي به قيادة الإمارات لا يتوقف عند حد معين، وأن تجاوز التحديات وتحويلها إلى إنجازات لصالح الإمارات والعالم العربي والبشرية بشكل عام المهمة المفضلة لـ"عيال زايد".
إنجازات وضعت الإمارات على خارطة دول العالم المتفوقة في مختلف المجالات، وتحولت معها "دار زايد" إلى مصدر إلهام للعرب والعالم.إنجازات سياسية وحقوقية
أحدث الإنجازات على الصعيدين الحقوقي والدبلوماسي، كان فوز الإمارات بعضوية مجلس حقوق الإنسان الأممي في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، للفترة 2022-2024، بتصويت 180 دولة لصالحها من إجمالي 193 عضوا، في إنجاز يعبر عن حجم التقدير والاحترام الدولي للإمارات ومكانتها ودورها.
وفازت الإمارات بعضوية مجلس حقوق الإنسان مدعومة بتجربة ملهمة في دعم حقوق الإنسان منذ تأسيسها عام 1971.ولم تكتفِ الإمارات بدعم حقوق الإنسان على مدار 50 عاما منذ تأسيسها وحتى اليوم، بل رسخت الالتزام بها على مدار الـ50 عاما المقبلة لتكون نهجا أبديا لها عبر وثيقة "مبادئ الخمسين" التي ترسم المسار الاستراتيجي لدولة الإمارات خلال نصف القرن القادم، وترسخ خلالها "دار زايد" مبادئ إنسانية سامية تحفظ حقوق الإنسان على الصعيدين الوطني والدولي.
وجاء اعتماد مبادئ الخمسين، 9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد 6 أسابيع من إنشاء "الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان" في الإمارات، الأمر الذي سيسهم في تعزيز قيم احترام التعددية والقبول بالآخر واستدامة أسس التعايش والتسامح والوئام.
فوز الإمارات بعضوية مجلس حقوق الإنسان الأممي جاء أيضا بعد عدة شهور من إنجاز آخر هو، انتخاب الإمارات في يونيو/ حزيران الماضي لعضوية مجلس الأمن للفترة 2022 – 2023، في خطوات دولية متلاحقة تبرز المكانة الكبيرة التي تحظى بها الإمارات في محيطها الإقليمي والدولي.
ويحل يوم العلم، في وقت تجني فيه الإمارات والمنطقة ثمار السلام، الذي انطلق بتوقيع الاتفاق الإبراهيمي بين الإمارات وإسرائيل في 15 سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.
وشهد العام الجاري محطات وإنجازات تتوج جهودا متسارعة لتطبيق اتفاق السلام التاريخي على أرض الواقع، وتعكس رغبة صادقة في أن يسهم التعاون بين الجانبين في النهوض بالمنطقة عبر إطلاق مرحلة جديدة للعلاقات والتعاون بين الدول في منطقة الشرق الأوسط، تقود لترسيخ الأمن والسلام والاستقرار.
وترجمة لتلك الجهود، افتتحت دولة الإمارات العربية المتحدة، في 14 يوليو/ تموز الماضي، سفارتها بإسرائيل، رسميا، في حدث تاريخي أثمره اتفاق السلام الموقع بين البلدين، وذلك بحضور الرئيس الإسرائيلي.
وفي 29 من يونيو/ حزيران الماضي، افتتحت إسرائيل سفارتها في أبوظبي، وقنصليتها في دبي، وذلك خلال زيارة قام بها وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد للإمارات، في أول زيارة رسمية يقوم بها وزير إسرائيلي للإمارات منذ توقيع البلدين معاهدة السلام.الفضاء.. إنجازات غير مسبوقة
وفي قطاع الفضاء، كان العلم الإماراتي، شاهدا على تحقيق إنجازات غير مسبوقة، عززت بها الإمارات مكانتها كمركز عالمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء.
أحدث تلك الإنجازات هو إعلان الإمارات، 5 أكتوبر الماضي، عن مهمة جديدة في مجال الفضاء تتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليار كيلومتر تصل خلالها كوكب الزهرة وسبع كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر خمس سنوات.
هبوط تاريخي سيكون الأول عربيا على كويكب يبعد عن الأرض 560 مليون كيلومتر، لتكون الإمارات أول دولة عربية ورابع دولة عالمياً ترسل مهمة فضائية لكوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية.
وتطلق دولة الإمارات المشروع الفضائي بأهدافه العلمية غير المسبوقة عالمياً لتعزيز مساهمة الإمارات في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية.
وتسهم "مهمة الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات" في تطوير تقنيات متقدمة وابتكارات تكنولوجية لم تعرفها البشرية من قبل في مختلف قطاعات وتخصصات وعلوم الفضاء، لتحقيق هذه القفزة العلمية التاريخية للمعرفة الإنسانية.
وتعزز مهمة المركبة الفضائية الإماراتية الجديدة تطوير الكفاءات الهندسية والتكنولوجية والبحثية الإماراتية والعربية المتميزة على مدى السنوات التي تسبق وتلي اللحظة التاريخية لانطلاق المركبة الفضائية عام 2028.
يأتي هذا الإنجاز بعد نحو شهرين من كشف مركز محمد بن راشد للفضاء عن اختيار عبدالله الحمّادي وصالح العامري ليكونا أول رائدي فضاء إماراتيين يُشاركان في مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء "المهمة رقم 1"، ضمن برنامج البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية الفريدة "سيريوس" 20/21، في خطوة تستهدف تطوير الإمكانات الإماراتية وتُسهم في تعزيز برنامج المريخ 2117، الذي يهدف إلى إنشاء مستوطنات بشرية على المريخ بحلول عام ذلك العام.
يأتي هذا الإنجاز التاريخي في وقت يواصل فيه "مسبار الأمل" الإماراتي، أول مسبار عربي وإسلامي يصل إلى مدار كوكب المريخ، مهمته العلمية لجمع معلومات وبيانات لم تتوصل إليها البشرية من قبل.
وكان "مسبار الأمل" قد وصل إلى الكوكب الأحمر في 9 فبراير/ شباط الماضي، لتكون الإمارات أول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز، قبل نجاح المسبار نفسه في 14 أبريل/نيسان في الانتقال من مدار الالتقاط إلى مداره العلمي، وينتظر العالم من المسبار تقديم أول صورة شاملة وكاملة للغلاف الجوي المريخي.
وتتويجا لتلك الإنجازات، استضافت الإمارات "المؤتمر الدولي للفضاء" في دورته الـ72 بمركز دبي التجاري العالمي خلال الفترة 25 و29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك للمرة الأولى في العالم العربي.
النسخة التي حملت شعار " إلهام ابتكار واكتشاف لفائدة البشرية" ، أعلن خلالها مركز محمد بن راشد للفضاء التوصل إلى علاقات شراكة مع كل من "تاليس ألينا سبيس" و "إيرباص" و "سبيس إكس" والمكتب الأممي لشؤون الفضاء الخارجي ووكالة الفضاء الأوروبية "إيسا".
و أتاح المؤتمر فرصة كبيرة للمركز لتقديم المزيد من التحديثات حول مشروع القمر الاصطناعي "MBZ-SAT" والذي يشارك من خلاله بنشاط مع الشركات الإقليمية في إطار مسعى طموح لبناء مركز محلي للشركات المتخصصة في تصنيع المنتجات والتجهيزات الفضائية.إكسبو دبي
على صعيد الانفرادات أيضا، تتواصل حاليا فعاليات "إكسبو 2020 دبي" الذي يعد أول إكسبو دولي يقام في العالم العربي، وأكبر حدث ثقافي في العالم.
وانطلقت الفعاليات الرسمية لـ"إكسبو 2020 دبي" مطلع أكتوبر الماضي وسيستمر إلى 31 مارس/آذار 2022 تحت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل"، وذلك للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.
ويتطلع المعرض إلى استضافة العالم في هذا الحدث الدولي وإشراك الجميع في هذه المسيرة الاستثنائية، من أجل إلهام الأجيال المقبلة ومشاركتها في إطلاق الابتكارات التي ستكون دعامة التقدم البشري في الخمسين سنة المقبلة.
ويجمع إكسبو 2020 دبي 192 دولة، سيستعرض من خلال أجنحتهم ومشاركاتهم الأفكار والابتكارات التي بها نستطيع تشكيل ملامح مستقبل أفضل للبشرية.محطة براكة 2.. إنجازات تتواصل
يأتي افتتاح "إكسبو دبي" بعد نحو أسبوعين من إتمام عملية ربط المحطة الثانية من محطات براكة للطاقة النووية، أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي، بشبكة الكهرباء الرئيسية لدولة الإمارات.
وأعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية 14 سبتمبر/أيلول الماضي أن ذراعها التشغيلية شركة نواة للطاقة أتمت ربط المحطة الثانية من محطات براكة للطاقة النووية السلمية بشبكة الكهرباء الرئيسية في دولة الإمارات على نحو آمن وذلك بعد بداية تشغيل المحطة الثانية أواخر أغسطس وبالتالي إنتاج أول ميغاوات من الكهرباء الصديقة للبيئة الخالية من الانبعاثات الكربونية من ثاني محطات براكة الأربع.
وكانت الإمارات قد أعلنت في نهاية 2020 وصول مفاعل المحطة الأولى إلى 100% من طاقته الإنتاجية.
وتحتوي محطات براكة للطاقة النووية السلمية على 4 مفاعلات تندرج ضمن الجيل الثالث من مفاعلات الطاقة النووية المتقدمة، ستنتج عند اكتمال تشغيلها 5.6 جيجاوات من الكهرباء.
وبينما تمضي دولة الإمارات قدما لتحقيق المزيد من الإنجازات في الأعوام الـ50 المقبلة ستوفر محطات براكة الأربع عند اكتمال تشغيلها 25% من احتياجات الإمارات من الطاقة الكهربائية الموثوقة والصديقة للبيئة لدعم التقدم والتنمية المستدامة للعقود المقبلة وما بعدها.
وينقل "براكة" مسار التنمية في الإمارات لمراحل متقدمة تضع الدولة ضمن "نادي الكبار" وفقاً لالتزامها ببناء اقتصاد وطني متنوع وموائم للمتطلبات والمعايير العالمية لمواجهة تحديات التغير المناخي والمحافظة على استدامة الموارد الطبيعية، وخفض الانبعاثات الكربونية.
ويعزز "براكة" منظومة القوة الناعمة في الإمارات التي أصبحت الأولى عربيا والـ31 عالميا في إنتاج الكهرباء باستخدام التكنولوجيا النووية، كما أصبحت أول دولة في العالم تبني 4 وحدات نووية سلمية دفعة واحدة ووفق أرقى وأفضل معايير الأمن والسلامة العالمية.بيت العائلة الإبراهيمية.. واحة التسامح
تتواصل الجهود على قدم وساق في الإمارات لإنشاء بيت العائلة الإبراهيمية، الذي يجسد إيمان الإمارات بقيم التسامح والتعايش والأخوة.
ويعد "بيت العائلة الإبراهيمية"، الذي يجمع الديانات السماوية الرئيسية الثلاث، ترجمة على أرض الواقع لوثيقة "الأخوة الإنسانية" التي انطلقت من الإمارات قبل عامين، وخلد العالم ذكرى توقيعها في احتفالية دولية سنوية، تم الاحتفال بها لأول مرة 4 فبراير/شباط الماضي.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع، 4 فبراير/ شباط يوما عالميا للأخوة الإنسانية بناء على مبادرة قدمتها الإمارات، بالتعاون مع السعودية والبحرين ومصر.
القرار الأممي جاء تقديرا للخطوة التاريخية التي أقدمت عليها أبوظبي، وبجهودها في احتضان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية، التي وقّعها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات، الذي لم يدخر جهدا كي تظهر هذه الوثيقة إلى العالم بمبادئها السامية التي تمهد الطريق نحو عالم أفضل.
ولا يعد "بيت العائلة الإبراهيمية"، الذي يضم كنيسة ومسجداً وكنيساً تحت سقف صرح واحد، مجرد مكان للتعبد فحسب، بل هو منارة للتفاهم المتبادل والتعايش بين أبناء الديانات، ووجهة للتعلم والحوار والتعارف، وواحة تجمع الإخوة في الإنسانية نحو مستقبل يسوده السلام والوئام والمحبة.
ومن المقرر افتتاح البيت في جزيرة السعديات بالعاصمة الإماراتية أبوظبي منتصف عام 2022، ليشكل مركزا لنشر التسامح الديني والتعايش المشترك ونشر قيم السلام.ويتوج الاحتفال بيوم العلم إنجازات إنسانية امتدت على مدار 50 عاماً منذ تأسيس الإمارات، بلغت خلالها حجم المساعدات الإماراتية الخارجية 320 مليار درهم في 201 دولة، من بينها نحو 206 مليارات و34 مليون درهم ( 56.14 مليار دولار أمريكي) خلال الفترة من 2010 وحتى 2021.
وطوال هذه السنوات الطويلة، نجحت الإمارات في أن تصنع الفارق في مجال العمل الإنساني، الأمر الذي ترجم على أرض الواقع باحتلالها لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي.