يوم العلم الإماراتي.. "مبادئ الخمسين" تحلق براية الاتحاد نحو المئوية
تحتفل الإمارات، اليوم الأربعاء، بيوم العلم، رمز وحدة الاتحاد الفريد، فيما تسارع الخطى لتنفيذ "مبادئ الخمسين" الهادفة لتعزيز ريادتها.
وفيما يعكس الاحتفال بـ"يوم العلم" صورة مشرقة عن توحد أبناء الوطن تحت راية الاتحاد، والتعبير عن الولاء للقيادة والانتماء للوطن، تعد "الأولوية الرئيسية الكبرى لمبادئ الخمسين تقوية الاتحاد"، إضافة إلى جملة من الأهداف تعزز روح الانتماء والولاء.
وتحتفي الإمارات بـ"يوم العلم" محتفلة بـ5 عقود من الإنجازات بمختلف المجالات، كان شاهدا عليها علم الإمارات منذ أن رفعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لأول مرة في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971، في "دار الاتحاد" بإمارة دبي.
ومع اعتماد "مبادئ الخمسين" التي ترسم المسار الاقتصادي والسياسي والتنموي للبلاد، على مدار الخمسين عاما المقبلة، تكمل الإمارات مسيرة الإنجازات تحت راية الوطن وصولا لتحقيق هدفها في "مئوية الإمارات 2071" بأن تكون أفضل دولة في العالم، وأكثرها تقدماً.معانٍ ودلالات
وتحتفل دولة الإمارات بـ"يوم العلم" منذ قرار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عام 2013، بدعوة المؤسسات والوزارات والهيئات والمدارس إلى المشاركة برفع علم الدولة على السارية وفي وقت واحد.
ويرفع علم الدولة في تمام الحادية عشرة صباحا في كافة مؤسسات الدولة، فيما تأتي المناسبة تزامنا مع الاحتفال بذكرى تولي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، مقاليد الحكم في البلاد في 3 نوفمبر/تشرين الأول 2004.
رفعُ الجميع العلم على مختلف المباني في كل إمارات الدولة، في توقيت واحد، في اليوم الذي يوافق تولي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مقاليد الحكم، يأتي تعبيراً عن الولاء للوطن والوفاء للقيادة الرشيدة، التي رسخت مكانة الإمارات بين الأمم والشعوب، وجعلت علمها خفاقاً عزيزاً في المحافل الإقليمية والدولية ورمزاً للريادة والتفوق والتميز في المجالات كافة.
ويجسد هذا المشهد الوطني العظيم روح الاتحاد التي تجمع أبناء الوطن، في ساعة واحدة ويوم واحد وخلف راية واحدة، معبرة عن قيمة الوحدة التي تعد أهم المرتكزات التي تضمن تطورها ونهضتها في المجالات كافة.كما تعبر الاحتفالية عن التمسك بالقيم والمبادئ المتوارثة من الآباء المؤسسين، وخاصة أنها تستدعي إلى الأذهان الجهود الكبيرة التي بذلها الآباء المؤسسون، وعلى رأسهم المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه حكام الإمارات، الذين رفعوا راية الوطن، قبل "50" عاما إيذانا بميلاد اتحاد وحدوي عربي ناجح.
اتحاد استطاع خلال فترة قصيرة من عمر الزمن ولكنها كبيرة بمقياس الإنجازات والنجاحات التي تحققت فيها، أن يحقق تنمية شاملة ويحجز لنفسه مكانا متميزا وحضورا مؤثرا في الساحتين الإقليمية والدولية ويصبح عنوانا للحكمة والتطور والطموح.
حافز للعطاء والإبداع
ويتزامن الاحتفال بيوم العلم هذا العام مع اليوبيل الذهبي لتأسيس الإمارات قبل 50 عاما، كما يأتي بعد نحو 3 أسابيع من اعتماد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، 9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مبادئ الخمسين التي تعد بمثابة رؤية شاملة ومتكاملة ترسم المسار الاقتصادي والسياسي والتنموي والإنساني للإمارات وتحدّد توجهاتها للخمسين عاما المقبلة.
الأمر الذي يعد حافزا إضافيا للجميع لمضاعفة العمل وبذل مزيد من العطاء والإبداع عرفانا وامتنانا وردا للجميل لهذا الوطن وقيادته.
وتتفق مبادئ الخمسين التي تتكون من 10 مبادئ مع قيم وأهداف الاحتفال بيوم العلم، حيث تعكس جميعها روح الاتحاد وقيمه السامية؛ قيم التسامح والتعايش والخير والعطاء الإنساني التي شكلت ركائز أساسية في مسيرة دولة الإمارات.
الأولويات والأهداف التي تضمنتها المبادئ تدعم جميعها أيضا تحقيق الريادة العالمية، استنادا على تعزيز روح الاتحاد، الذي يعد أعظم إنجازات دولة الإمارات، لذلك جاء هدف "تقوية الاتحاد" كأول مبدأ بل وفي صياغة خاصة تعكس القيمة والأهمية التي يحملها هذا الهدف.
وجاء في المبدأ الأول أن "الأولوية الرئيسية الكبرى ستبقى تقوية الاتحاد"
هذا الهدف الرئيسي ترتبط به بقية الأهداف والأولويات والتزامات الأخرى وهي كما وردت في المبادئ:
- بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم
- بناء أفضل بيئة اقتصادية عالمية
- توفير أفضل حياة لشعب الاتحاد
- ترسيخ السمعة العالمية لدولة الإمارات
- ترسيخ الإمارات كعاصمة للمواهب والشركات والاستثمارات في المجالات العلمية والتقنية والرقمية
- ترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي
- العمل على بناء مؤسسات عابرة للقارات تحت مظلة دولة الإمارات
- تطوير التعليم، واستقطاب المواهب
- تطوير علاقات سياسية واقتصادية وشعبية مستقرة وإيجابية مع المحيط الجغرافي يعتبر أحد أهم أولويات السياسة الخارجية للدولة.
ترابط الأهداف وتداخلها ودعمها جميعا بهدف تقوية الاتحاد وضح جليا أيضا في تصريحات قيادة الإمارات خلال الكشف عن تلك المبادئ 5 سبتمبر / أيلول الماضي، التي أكدت على "توفير أفضل حياة لشعب الاتحاد" والعمل على "تعزيز أركان الاتحاد"، والاتحاد تحت مظلة "علم واحد.. ورئيس واحد".
وفي هذا الصدد، قال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات: "مصلحتنا العليا والوحيدة والرئيسية توفير أفضل حياة لشعب الاتحاد ولجميع من يقيم في دولة الإمارات".
بدوره أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أن "دولة الإمارات وجهة واحدة.. اقتصاد واحد.. وعلم واحد.. ورئيس واحد.. وسيعمل الجميع كفريق واحد في الخمسين المقبلة".
وتابع: "قيمنا خلال الخمسين القادمة ستبقى كما أرادها المؤسسون.. الشعب الأفضل والأنبل والأكثر عطاء".
وفي هذا الصدد أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، أن "المبادئ العشرة لدولة الإمارات خلال الخمسين عاماً القادمة.. تشكل مرجعاً لجميع مؤسساتها لتعزيز أركان الاتحاد وبناء اقتصاد مستدام، وتسخير جميع الموارد لمجتمع أكثر ازدهاراً، وتطوير علاقات إقليمية ودولية لتحقيق مصالح الدولة العليا ودعم أسس السلام والاستقرار في العالم".
البيت متوحد
ومع احتفال الإمارات بيوم العلم تمضي الإمارات قدما لتنفيذ مبادئ الخمسين التي تعد إنجازا جديدا يسهم في الحفاظ على رفع راية الاتحاد عالية خفاقة، وهم يستلهمون ويحققون في الوقت ذاته مقولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، "البيت متوحد"؛ فالمجتمع بكامل فئاته تظله راية واحدة ويجمعه هدف واحد، وهو خدمة الوطن ورفعته والذود عنه، ورفعة رايته على الدوام.