الإمارات.. واحة الإنسانية ومنارة التسامح بالعالم
الإمارات تواصل دورها الريادي على مستوى العالم في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية، وحافظت على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين.
الإمارات العربية المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي خصصت حقيبة وزارية للتسامح، وتحتضن أكثر من 200 جنسية من مختلف الثقافات والأديان يعيشون على أراضيها بانسجام ووئام، وتحتل المركز الأول عالميًا كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم.
وتتبوأ الإمارات، التي تحتفل، الأحد، بعيدها الوطني الـ47، المركز الأول عالميا كأكبر دولة مانحة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة للشعب اليمني في عام 2018، وتحافظ للعام الـ5 على التوالي على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية قياسا على دخلها القومي، كما نظمت مؤتمرات وأطلقت مبادرات عدة لنشر ثقافة التسامح في العالم.
كل هذا جعل من دولة الإمارات واحة للإنسانية ومنارة للتسامح وبلد الأمن والأمان الذي تشع قيمه ويفيض خيره وكرمه في أرجاء المعمورة، ليكون يوم الإمارات الوطني يوما يحتفل به العالم أجمع.
في هذا التقرير ترصد "العين الإخبارية" أبرز إنجازات ومبادرات وبرامج الإمارات لترسيخ قيم التسامح، وتقديم المساعدات والمنح الإنسانية، وكيف نجحت في الحفاظ على ريادتها في تلك المجالات حاليا وتسعى للحفاظ على ذلك مستقبلًا.
الأولى عالميا في المنح والمساعدات الإنسانية
في المجال الإنساني، واصلت الإمارات دورها الريادي على مستوى المنطقة والعالم في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية، حيث حافظت للعام الـ5 على التوالي على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية قياسا إلى دخلها القومي، وتبوأت المركز الأول عالميا كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياسا إلى الدخل القومي لعام 2017، حيث بلغت قيمة مساعداتها 1.31% من دخلها القومي، لتقترب بذلك من ضعف النسبة العالمية المطلوبة، وهي 0.7%، التي حددتها الأمم المتحدة كمقياس عالمي لقياس جهود الدول المانحة.
وتشير نسب المساعدات الإنمائية الرسمية من إجمالي الدخل القومي لدولة الإمارات، إلى منحنى تصاعدي خلال السنوات الـ4 الماضية، حيث تجاوزت النسب بين عامي 2013 و2016 المستهدف المحدد من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فيما وصل حجم التمويل المطلوب للاستجابة الإنسانية عام 2017 إلى 23.5 مليار دولار أمريكي، لمساعدة 141 مليون شخص، بمن فيهم 65.5 مليون نازح قسرا.
كما حصلت دولة الإمارات على المركز الأول عالميا، بصفتها أكبر دولة مانحة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة للشعب اليمني لعام 2018، كمساعدات بتنفيذ مباشر، فيما بلغ مجموع المساعدات المقدمة لليمن منذ بداية عام 2018 وحتى الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، 4.56 مليارات درهم "1.24 مليار دولار أمريكي".
وينسجم تقديم هذه المساعدات مع رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالانفتاح على العالم والتفاعل مع قضاياه العالمية، وضمن توجهات دولة الإمارات الرامية إلى إحداث تأثير إيجابي ملموس لأجل تحقيق الهدف الأسمى للإنسانية، وهو القضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة بحلول عام 2030، حيث احتلت الإمارات موقع الصدارة بين دول العالم في بذل الجهود لمحاربة الفقر، وتقديم المساعدات الخارجية للمحتاجين، بمن فيهم الفئات الأكثر ضعفا وهشاشة.
وتسعى حكومة دولة الإمارات للحفاظ على مركزها كأكبر مانح للمساعدات الإنمائية الرسمية في العالم، مقارنة بإجمالي الدخل القومي، من خلال برامج ومبادرات متعددة.
التسامح.. محمد بن زايد نموذجا
وفي مجال التسامح، تعتبر الإمارات نموذجا يحتذى به في التسامح وقبول الآخر ، حيث تحتضن أكثر من 200 جنسية من مختلف الأديان والثقافات يعيشون على أراضيها بانسجام ووئام، حيث يضمن القانون الحق للمقيمين في استخدام مرافق الدولة الصحية والتعليمية والثقافية والترفيهية أسوة بمواطنيها دون أي تمييز.
ومن الأمثلة العملية لروح التسامح التي تتمتع بها دولة الإمارات، توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، العام الماضي بإطلاق اسم السيدة مريم أم النبي عيسى على مسجد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في منطقه المشرف بأبوظبي.
منظومة مؤسساتية للتسامح.. وزارة وخطط
وحافظت الإمارات على حضورها العالمي في مجال التسامح، وواصلت جهودها لتعزيز التعايش ومحاربة التطرف والكراهية، عبر منظومة مؤسساتية تتصدرها وزارة التسامح، والعديد من المؤسسات الفكرية والدينية التي تتخذ من الإمارات مقرًا لها.
وجرى استحداث منصب وزير دولة للتسامح في فبراير/شباط 2016، في أثناء إعلان التشكيل الوزاري الـ12 للحكومة الاتحادية، لتكون الإمارات هي الدولة الوحيدة في العالم التي تقوم بذلك.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لدى الإعلان عن الوزارة الجديدة: "لا يمكن أن نسمح بالكراهية في دولتنا، ولا يمكن أن نقبل بأي شكل من أشكال التمييز بين أي شخص يقيم عليها، أو يكون مواطنا فيها".
ويعمل وزير التسامح على نشر قيم التسامح والتعايش السلمي، ودعم الخطاب الديني المعتدل.
وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، في تصريحات سابقة أن المفاهيم المرتبطة بالوسطية والتسامح شكلت أحد أبرز عناصر القوة الناعمة لدولة الإمارات، مشددا على أن نشر التسامح والمحبة يعد مسؤولية مشتركة، ويتطلب تضافرا وتعاونا بين مختلف الجهات والمؤسسات.
وأشار إلى أن الخطط الموضوعة من الوزارة تكفل المضي في تعزيز حضور الإمارات كأحد أهم اللاعبين العالميين في مجال نشر رسالة التسامح والوسطية، كاشفا عن إعداد خطط تتضمن برامج متعددة ستتولى الوزارة متابعتها خلال عام 2019.
وشدد على أهمية جهود المؤسسات الفكرية التي تتخذ من الإمارات مركزاً لها، وتتصدى للفكر المتطرف وخطاب الكراهية.
الإمارات تعزز موقعها كمركز للوسطية والتسامح في العالم
وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن الإمارات عززت موقعها كمركز للوسطية والتسامح على مستوى العالم خلال العام 2018، مضيفا: "دولة الإمارات أكدت في العديد من المناسبات والمبادرات التي أطلقتها مضيها في نشر رسالتها السامية المرتبطة بالتسامح".
وأوضح أن دولة الإمارات ترى في التسامح طريقا مهما لبناء قدراتها، وتأصيلها في التعامل الفعال مع كافة أقطار العالم، في إطار فهم ذكي وواعٍ لطبيعة العلاقات بين الأمم والشعوب في هذا العصر.
واستضافت الإمارات خلال العام الجاري العديد من المؤتمرات الهامة لنشر ثقافة التسامح، من أبرزها مؤتمر التسامح والوسطية والحوار في مواجهة التطرف، الذي أقيم بالعاصمة أبوظبي في 5 مارس/ آذار 2018، وشارك به كبار الخبراء والمفكرين وأصحاب القرار على المستويين المحلي والدولي، من أجل مناقشة التحديات والاستراتيجيات المتعلقة بمكافحة التطرف، وسبل تعزيز قيم التسامح والوسطية في المجتمعات.
وشهد المؤتمر تأسيس جمعية الإمارات للتسامح والتعايش السلمي، كأول جمعية من نوعها في الإمارات لنشر ثقافة التسامح وإبراز الرسالة الحضارية لدولة الإمارات، وكذلك تدشين مبادرة "الإمارات أرض التسامح"، التي أطلقتها وزارة الداخلية بالتعاون مع الأرشيف الوطني بوزارة شؤون الرئاسة.
وفي 30 سبتمبر/أيلول 2018، جاء الإعلان من أبوظبي عن تشكيل المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، انطلاقا من الرسالة الحضارية لدولة الإمارات، الهادفة إلى نشر ثقافة السلم لتحقيق الأمن المجتمعي، واستلهاما لمبادرتها الدولية الرائدة في مجال ترسيخ قيم العيش المشترك، والاحترام المتبادل بين شعوب العالم.
وضمّ المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الذي يعمل على تعزيز قيم الاعتدال والحوار والتسامح والانتماء للوطن ونشرها، مع نبذ التعصب الديني والكراهية للآخر، 600 مؤسسة إسلامية، في حين تتشكل أمانته العامة من 17 عضوا، يمثلون المجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية في شتى أرجاء العالم، والذي سيجتمع مرتين سنويا.
وتعزيزًا للمشاركة المجتمعية، أطلقت وزارة التسامح في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، برنامج "فرسان التسامح"، الذي يهدف لتمكين وتأهيل الراغبين من جميع أفراد وفئات المجتمع، كي يكونوا طاقة إيجابية تسهم في نشر قيم التسامح والتعايش السلمي بين الشباب والأسر، وفي المجتمعات المحلية وفي ربوع دولة الإمارات كافة.
كما استضافت دبي في 15 و16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، القمة العالمية للتسامح، والتي جاءت تتويجا لسلسلة الأنشطة والفعاليات التي شهدتها دولة الإمارات خلال المهرجان الوطني للتسامح الذي أقيم هذا العام تحت شعار "على نهج زايد"، خلال الفترة من 9 - 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقد أعلن خلال القمة عن إطلاق مكتبة التسامح التي ستمكن القراء من الوصول إلى مجموعة واسعة من الكتب المتعلقة بالتسامح من جميع أنحاء العالم.