توجت دولة الإمارات مبادراتها الإنسانية المغلفة بالبعد القومي بالوقوف مع الشعب السوري الشقيق
خطوة دولة الإمارات، أو بالأصح مجموعة الخطوات، نحو تقديم المساعدة لعدد من شعوب دول العالم في مواجهة أغرب وأشد أزمة تمر على البشرية والمتمثلة في وباء فيروس كورونا، تعادل في العلاقات الدولية عددا كبيرا من خطوات في الطريق الصحيح نحو توسيع المصداقية العالمية.
يتصاعد نجم دولة الإمارات الإقليمي والعالمي من خلال مواقفها السياسية الأخلاقية ذات البعد الإنساني، بدءا من الاهتمام بإزالة الأسباب الداعية إلى الاقتتال والاختلاف الديني والطائفي، فكانت تلك الوثيقة المعروفة بوثيقة الإخوة الإنسانية التي وقعها كل من البابا فرنسيس ممثلا الكنيسة الكاثوليكية والإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر في أبوظبي قبل عام، وصولا خلال هذه الأيام على الإصرار بالتضامن مع كل شعوب العالم من سياسيين وشعوب دون استثناء في مواجهة فيروس كورونا ثم ذلك الموقف الأخلاقي تجاه الشعب الإيراني رغم وجود الاختلاف السياسي فاللحظة لا تصلح إلا لخدمة الإنسانية.
توجت دولة الإمارات مبادراتها الإنسانية المغلفة بالبعد القومي بالوقوف مع الشعب السوري الشقيق عندما بادر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مؤخرا، بالاتصال على الرئيس بشار الأسد ومطلقا قولته الشهيرة: "إن سوريا العربية الشقيقة لن تبقى وحدها".
وتوجت دولة الإمارات مبادراتها الإنسانية المغلفة بالبعد القومي بالوقوف مع الشعب السوري الشقيق عندما بادر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مؤخرا، بالاتصال على الرئيس بشار الأسد ومطلقا قولته الشهيرة: "إن سوريا العربية الشقيقة لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة"، وكأن بذلك يحث سموه المجتمع العالمي على الانتباه لهذا الشعب وعدم تركه لمن لا يهمهم إلا التمدد السياسي حتى لو أدى إلى تدمير الإنسان، ومقدما نفسه كمثال لقائد سياسي يحتذى به وعزمه على التضامن السياسي والنفسي في هذه اللحظة من أجل الإنسان السوري، لذلك لن نستغرب أن يأتي بعده من السياسيين والقادة في العالم ليعلن عن دعمه للشعب السوري.
تقدم المبادرات الإماراتية خلال هذه الأزمة العديد من الدلائل على المستوى الأخلاقي والإنساني، التي تتمتع بها والتي صنعتها على مدى تاريخها الحديث والتي تريد من خلالها تحقيق التنمية الشاملة من أجل إسعاد الإنسان بغض النظر عمن يكون لذا ليس هناك مجال للاستغراب عندما تجد أكثر من (200) جنسية بكل اختلافاتها الدينية والطائفية تتعايش مع بعض.
وفوق ذلك تعمل على إيقاظ "الضمير الدولي الإنساني" في قيادتها "لمعركة مواجهة فيروس كورونا" في إشارة إلى أنها لا تقل عن أي دولة في العالم تحضرا وفهما للروابط الإنسانية، بل هي اليوم رائدة في هذا المجال رغم عمرها السياسي القصير، ولكن دورها وتأثيرها "الناعم" الإقليمي والعالم يتعاظم.
هذا الدور أكسبها مصداقية في الساحة الدولية، على مستوى القمة والمجتمع من خلال الرأي العام، بأنها قوة إقليمية صاعدة في كل المجالات (الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية)، فمثلما تلقت الإمارات إشادات من السياسيين وصناع القرار في العالم سمعنا أفرادا في المجتمعات المختلفة في العالم وهم يتحدثون ويتغنون بقياداتها السياسية، فهي لم تعد فقط تستطيع تمثيل نفسها أمام الفعاليات الدولية ولكن تعمل على مصلحة الإنسان في العالم وهذا الدور الذي جاء في لحظة تاريخية، الكل يعمل من أجل تأمين نفسه ولكن الإمارات تميزت واختلفت مع باقي سياسة العالم التي تسير في تهور وتزيد من خوف الإنسان بالحروب والتخريب ويعزز بالتالي إشغال المنظمات الدولية عن التركيز في مواجهة أخطر وأغرب أزمة تواجهها الإنسانية.
تستمر دولة الإمارات في تقديم المثل الإنسانية وأنها دولة تعمل من أجل رفاهيته وأن كل ما تفعله هو لتوفير الأمن والاستقرار، ولكن دون التخلي بمبادئها ومكتسباتها التنموية التي حققتها على مدى عقود والتي بلا شك لها أعداؤها وبالتالي "حشرتهم" في زاوية أكثر ضيقة مما هم فيه من خلال تقديم صورة مشرقة في أصعب اللحظات العالمية، فظهرت الدولة الأكثر توازنا في العالم من باقي دول العالم رغم كل الاختلافات والأصوات العالية في تقدمها وقوتها.
أغلب المراقبين والسياسيين في العالم يشهدون أن القيادة الإماراتية كانت بمنتهى التواضع في تعاملها الإنساني مع الأزمة، وأنها أدارت هذه الجائحة بذكاء على المستوى الداخلي والخارجي في حساب المصالح الذي تقوم عليه العلاقات الدولية، ولكن ليس بالفهم التقليدي البراغماتي لأنه لا يوجد فائز في هذه الأزمة ولكن هناك من يخرج بدروس وعبر وتداعيات أقل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة