إطلاق أول مدرسة دولية للحكاية وفنون السرد الشفهي في الإمارات
المدرسة الدولية للحكاية وفنون الحكي تهدف إلى اكتشاف وصقل المواهب بهدف تكوين قاعدة من الحكائين والقوالين والكتاب الشعبيين.
افتتحت الإمارات المدرسة الدولية للحكاية وفنون الحكي، لتكون أول مدرسة رسمية تابعة لجهة حكومية بالبلاد تهتم بالسرد الشعبي، وما ينبثق عنه من فنون لها علاقة بالفلكلور والموروث وفنون الأداء المرتكزة على الكلمة.
وتهدف المدرسة، التي افتتحها معهد الشارقة للتراث، إلى اكتشاف وصقل المواهب، بهدف تكوين قاعدة من الحكائين والقوالين والكتاب الشعبيين؛ لما له أهمية كبيرة في تنمية الخيال والتربية ونقل الموروث للأجيال القادمة.
وقال الدكتور عبدالعزيز المسلم لـ"العين الإخبارية"، إن "معهد الشارقة للتراث يعمل منذ أكثر من 16 عاما في مجال الحكايات من خلال ملتقى الشارقة الدولي للراوي، إضافة إلى كثير من الإصدارات والأنشطة المتعلقة بعالم الحكاية والخرافة والسرد، لكن رغم ذلك كان لا بد من إيجاد كيان مستمر يصون الحكاية، لنصل إلى فكرة المدرسة الدولية للحكاية وفنون الحكي، التي تنظم العمل المعني بالحكاية، من خلال تأسيس قاعدة معلوماتية للحكواتية والرواة العرب؛ للوصول إلى مستوى يمكننا من منافسة الرواة العالميين".
وأضاف "الحكاية تكاد تندثر بسبب المنافسة الكبيرة لأشباه الحكايات، وما نتعرض له من اكتساح لفنون الصورة والفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي والعالم الرقمي، لذلك نركز في المدرسة على أصالة هذا الفن، فهناك كثير من الرواة الذين يحملون كنزا من الحكايات لكن لا يستطيعون روايتها، وهذه المدرسة تكشف عن تلك المواهب، إذ تعمل على الجانبين التطبيقي والنظري، من خلال التركيز على البحوث والدراسات النظرية، فيما يركز الجانب التطبيقي والعملي على إيجاد قاعدة من الحكواتية تتقن فنون السرد الشفهي".
وقال: "تصبو المدرسة الدولية لفنون الحكي إلى جعل الحكاية مبدأ وغاية في ميادين الحياة الاجتماعية والتعليم والتربية والفن، وإعادة الاعتبار إلى أول أدب غير مدون وفن غير مؤطر، من خلال محاولة المصالحة بينه وبين إنسان اليوم".
وأكمل "كما تطمح المدرسة الدولية للحكاية وفنون الحكي إلى جمع المدارس والمذاهب الحكائية، نظرياً وعملياً، في رحابها، وخلق مناهج جديدة في دراسة الحكاية وأدائها وتلقيها، وهو ما تترجمه مناهج تقوم على خبرات التبادل الثقافي والتراثي الحكائي في كل بلدان العالم، في سبيل خلق أجيال جديدة من الحكواتيين بمفاهيم متطورة دون العبث بالتراث".
وأعلن الدكتور نمر سلمون، مدير المدرسة الدولية للحكاية وفنون الحكي، بدء برامج المدرسة والتحضير لنشاطات تبدأ في فبراير/شباط المقبل، مثل إعداد مسرح حكواتي، وفعاليات تتضمن حكاية حرفة، وحكاية متحف وحكاية كتاب، إضافة إلى النشاطات الشهري الثابت للسهرات الحكواتية والرمسات الإماراتية في مقاهي الشارقة، بجانب ورش التأهيل والتكوين المعرفي للفنون الحكي، والتبادل الثقافي بين المدرسة والحكواتية في دول أخرى عربية وأجنبية.
وأضاف "كما تعمل المدرسة على إنتاج معجم الحكايات، ما يثري عالم الحكاية كمبدأ وغاية".
ومن المقرر أن تعمل المدرسة الدولية للحكاية وفنون الحكي على استحداث معالم جديدة في عالم الحكاية والحكواتي، من خلال إنشاء متحف للحكايات، ومركز العلاج بالحكاية، وإقامة ركن الحكواتي الدائم في مقر معهد الشارقة للتراث، وبساط الحكواتي الطائر، ونادي الحكاية للأطفال، إضافة إلى الأقسام الرئيسية، التي تشتمل القسم المعرفي وما يحتويه من وحدة الحكاية، ووحدة فنون الحكي، بجانب القسم المهاري المعني بوحدة فنون الأداء والمهارات، ووحدة التأثير النفسي للموروث السردي، ووحدة مختبر الحكواتي، كما يوجد قسم النشاطات الذي يحتوي المسابقات والمهرجانات والنشاطات محلية وخارجية لتبادل خبرات.
aXA6IDMuMTI5LjY3LjI2IA== جزيرة ام اند امز