زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى سيؤول أكدت دعم الإمارات لدور كوريا الجنوبية الإيجابي من أجل دعم السلام في شبه الجزيرة الكورية.
اختتم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، زيارة رسمية إلى جمهورية كوريا الجنوبية الصديقة بناء على دعوة من فخامة الرئيس مون جاي إن رئيس جمهورية كوريا الجنوبية، فما الذي حمله معه في هذه الزيارة؟!
إن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى كوريا الجنوبية تجاوزت ما حمله خلالها من رسائل إنسانية عالمية، لتصبح زيارة تاريخية مميزة ستستفيد منها وبلا شك العديد من الدول والشعوب الشقيقة والصديقة.
لقد حمل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "رسالة الأخوة الإنسانية" إلى قيادة وشعب كوريا الجنوبية، تلك الرسالة التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة قيادةً وشعباً باستضافتها، الشهر الماضي، الزيارة التاريخية المشتركة لفضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، حيث أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أهمية هذه الرسالة بقوله إن "دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها ترسل رسالة إيجابية إلى العالم بأن هناك أملاً وتفاؤلاً في إرساء السلام والاستقرار والعيش المشترك في منطقة الشرق الأوسط، ولذلك تشرفنا بزيارة تاريخية لشيخ الأزهر والبابا فرنسيس إلى دولة الإمارات تمخضت عن توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التي تهدف إلى تحقيق السلام بين الأديان".
وقد فتح الرئيس مون جاي والمسؤولون والشعب في كوريا الجنوبية عقولهم وقلوبهم لرسالة الأخوة الإنسانية الإماراتية، حيث أشادوا باستضافة دولة الإمارات لفضيلة شيخ الأزهر الشريف وقداسة بابا الكنيسة الكاثوليكية، وما عبرت عنه من قيم التسامح والتعايش والتعاون المشترك بين مختلف الشعوب والأمم والطوائف والأديان والثقافات والحضارات في إطار الأخوة الإنسانية، وبعيداً عن الخلافات والصراعات والحروب التي لم تجلب للبشرية إلا الخسائر الجسيمة في الأرواح والممتلكات.
وحمل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كذلك المكانة العالمية المرموقة التي وصلت إليها دولة الإمارات، بحيث باتت الكثير من دول العالم ومنها كوريا الجنوبية يسارع إلى تعزيز العلاقات مع الإمارات في كل المجالات، وتطويرها إلى علاقات استراتيجية خاصة. فقد شهد و الرئيس الكوري الجنوبي مراسم توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم متعددة بين البلدين الصديقين، تناولت منع الازدواج الضريبي، والحوار الاستراتيجي، والسياحة، والزراعة الذكية، والبيئة، والتعاون الاستثماري والصناعي، ومفاهيم الإنتاج الأنظف وتطبيقاتها، والمدينة الهيدروجينية، وممارسات وتطبيقات إعادة تدوير النفايات، وهندسة ومشتريات وإنشاءات مشروع المندوس.
كما تخلل زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان توقيع اتفاقية مهمة جداً هي اتفاقية ترسية عقد تنفيذ الأعمال الهندسية والمشتريات والتشييد بين شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركة "إس كي إنجنيرنغ آند كونستركشن" الكورية الجنوبية لبناء أكبر مشروع منفرد في العالم لتخزين النفط بسعة تبلغ 42 مليون برميل من النفط الخام في إمارة الفجيرة بقيمة 4.4 مليار درهم، ستصب نسبة تزيد على 50% منها تقريباً في الاقتصاد المحلي الإماراتي.
وبينما تدور الصراعات والمفاوضات حالياً في شبه الجزيرة الكورية والوطن العربي والشرق الأوسط والعالم حول الاستخدامات غير السلمية للطاقة النووية والأسلحة النووية، حمل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رسالة سلام عالمية من خلال تجديد الالتزام بتنفيذ المشروع النووي السلمي الإماراتي لإنتاج الطاقة وضمان أمنها واستدامتها في المستقبل، وأهمية مشروع محطة براكة للطاقة النووية ومواصلة العمل بشكل وثيق لإنجازه، وأهمية توسيع الشراكة النووية السلمية والاستراتيجية مع كوريا الجنوبية.
كما جدد دعم دولة الإمارات للدور الإيجابي الذي تقوم به كوريا الجنوبية من أجل دعم السلام في شبه الجزيرة الكورية، وخدمة الاستقرار في القارة الآسيوية بشكل عام، مؤكداً أن الإمارات وكوريا الجنوبية تتبنيان النهج نفسه في العمل من أجل السلام والتنمية، والدعوة إلى التسامح والتعايش ونبذ التطرف والعنف على المستويين الإقليمي والعالمي.
وحمل رؤيته المستقبلية للإمارات وأجيالها الحالية والمستقبلية، حيث تركزت جهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تطوير التعاون المشترك بين البلدين في المجالات التي تفيد الإمارات في الحاضر والمستقبل مثل: التعليم، والصناعات ذات القيمة المضافة الأعلى في خضم الثورة الصناعية الرابعة، والطاقة الجديدة والمتجددة، والمدينة القائمة على الطاقة الهيدروجينية، والبنية التحتية للمدن الذكية، وأشباه الموصلات، واتصالات الجيل الخامس، والزراعة، والرعاية الصحية، والعلوم والتكنولوجيا، وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، والفضاء، وبراءات الاختراع، والسلامة العامة، والذكاء الاصطناعي.
وجدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اهتمام دولة الإمارات بمواكبة فنون الابتكار وعلوم التقنيات المتقدمة، ودعم الشراكات التي تحقق جودة الحياة لمجتمعنا.
وفي النتيجة، فإن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى كوريا الجنوبية تجاوزت ما حمله خلالها من رسائل إنسانية عالمية، لتصبح زيارة تاريخية مميزة ستستفيد منها وبلا شك العديد من الدول والشعوب الشقيقة والصديقة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة