رسخ جيشنا الباسل حضوره بين الجيوش الأكثر احترافية
أبلت قوات التحالف العربي بلاءً حسناً في إعادة استقرار اليمن الشقيق، وحققت العديد من الإنجازات التي سيكون التاريخ شاهداً لها على دوره لإعادة الاستقرار في اليمن، وساعياً إلى وضع أهداف التعمير مع التحرير، حيث إن «عاصفة الحزم» لم تكن حرباً اعتيادية بل نوعية بكل المقاييس، ففي الوقت الذي ردعت فيه مليشيات النظام الإيراني الغاشم، عمّرت اليمن وقدمت المشاريع الإنمائية حتى بثت فيه روح الأمل وإعادة الحياة والاستقرار للشعب، وتمكنت من تحقيق غالبية الأهداف الاستراتيجية التي تأسس التحالف من أجلها، لاستعادة الشرعية في اليمن، من خلال تمكين الشرعية من السيطرة على أكثر من 85% للأراضي اليمنية.
ما يجعلنا نحن الإماراتيين نشعر بالفخر أن الإمارات أثبتت أنها قوة عسكرية قادرة على حماية أمنها ومكتسباتها، ولديها من الإمكانات العسكرية ما يمكّنها من ردع أي تهديد لأمن المنطقة أيضاً، وبذلك أصبح المجهود العسكري الإماراتي في اليمن محل تقدير لدى دول العالم أجمع.
وبذلك فقد تمكن التحالف من كبح التهديد الإيراني للأمن الإقليمي، وصد العدوان على شبه الجزيرة العربية، ومنع سيطرة جماعة «الحوثي»، التي تديرها وتمولها إيران في اليمن على غرار «حزب الله» في لبنان، وانقلابها على الشرعية اليمنية، مما يشكل تهديداً أمنياً للمنطقة ككل.
حزم التحالف منع المتمردين والإرهابيين أيضاً من إنشاء شبه دولة تديرها «القاعدة» في أجزاء من اليمن، كما فعل «داعش» في أجزاء من العراق وسوريا. وأيضاً تم إضعاف التنظيمات الإرهابية، إلى حد كبير، وقد تراجعت قوة التنظيمات إلى شراذم قوامها نحو ألفي إرهابي، من بينهم 500 فقط من الأعضاء. وهذا مكسب كبير وانتصار حقيقي حيث لم تعد التنظيمات الإرهابية تشكل تهديداً للعالم الخارجي، حيث إنها تصارع الآن سكرات الموت من أجل البقاء فقط، وليس للتوسع والتهديد، وفي مارس 2016، تم طرد مقاتلي «القاعدة» من معقلهم الرئيس في سجن المنصورة المركزي، وتوسعت العمليات في وقت لاحق إلى حضرموت ولحج وأبين، وأدت العملية الناجحة بقيادة الإمارات لتحرير المكلاّ، التي استولى عليها الإرهاب، والأهم من ذلك كله تأمين مضيق باب المندب وحماية طرق التجارة البحرية العالمية، من خلال الجهود المبذولة لتأمين خطوط الشحن البحرية وضمان أمن وحرية الملاحة في المضيق، وكبح جماح إيران ووكلائها «الحوثيين» عن تهديد أمن التجارة العالمية، أو فرض إرادتهم على المجتمع الدولي.
وما يجعلنا نحن الإماراتيين نشعر بالفخر أن الإمارات أثبتت أنها قوة عسكرية قادرة على حماية أمنها ومكتسباتها، ولديها من الإمكانات العسكرية ما يمكّنها من ردع أي تهديد لأمن المنطقة أيضاً، وبذلك أصبح المجهود العسكري الإماراتي في اليمن محل تقدير لدى دول العالم أجمع، لما أظهرته القوات الإماراتية من احترافية قتالية تضاهي كفاءة أكبر الجيوش العالمية، من خلال تحقيقها إنجازاً تاريخياً يُحسب لها في حربها على الإرهاب في اليمن، وتمكّنها من تحجيم الجماعات الإرهابية في جنوب شبه الجزيرة العربية، وبالإضافة إلى كونها درع الوطن وحامي ترابه، وعملياتها النوعية ضد الإرهاب في اليمن تشكل ضمانة حقيقية للأمن الداخلي من خلال منع انتشار الإرهاب في المنطقة.
وقد رسخ جيشنا الباسل حضوره بين الجيوش الأكثر احترافية، إذ يشكل اليوم قوة نوعية في المنطقة قادرة على كبح جماح أية أطماع خارجية، والأهم من ذلك كله الدور الإنساني لهذا الجيش الشامخ الذي يسعى لرد الحق ونجدة الضعفاء والوقوف بجانب الأشقاء، وقد أثبتت الإمارات للعالم أجمع أن تطورها الحضاري في مختلف المجالات محميٌّ من قبل جيش احترافي قادر على تحطيم أحلام كل من قد تحدثه نفسه بالمساس بهذا التطور.
خلال السنوات الثلاث الماضية منحت الإمارات اليمن العطاء وزرعت الأمل والنماء في أرضه ولشعبه، واهتمت كثيراً بالوضع الإنساني فيه، حيث قدمت دولة الإمارات مساهمات كبيرة في تحسين الوضع الإنساني وتعزيز البنية التحتية والخدمات، وإنعاش الاقتصاد اليمني، بمساعدات تقدر بنحو 9.4 مليار درهم إلى اليمن، استفاد منها 10 ملايين يمني، منهم 4 ملايين طفل، ويمثل ذلك 26.9% من إجمالي المساعدات المقدمة إلى اليمن خلال الفترة المذكورة، هذا بالإضافة إلى الخدمات العلاجية لأكثر من 1500 جريح في الحرب بالمستشفيات، سواء كان ذلك داخل الدولة أم في بلدان أخرى. وفي عدن، تمت استعادة خدمات الطاقة والمياه والصرف الصحي، وإعادة بناء وفتح أكثر من 1400 مدرسة، وتجديد 16 مستشفى و65 مركزاً طبياً. وبناء محطات توليد الكهرباء في عدن.
وفي المجمل فدور الإمارات في إنجاح عملية إعادة الأمل، وتحرير اليمن وتعميره كانت منذ البداية محل إشادة من اليمنيين أولاً، ومن التحالف، ومن المنظمات الدولية، والعالم أجمع. وهذه هي رسالة الإمارات في كل مكان: البناء والنماء والإعمار وصناعة قصص النجاح والازدهار. فألف تحية إجلال وتقدير لقواتنا المسلحة الباسلة، وحفظ الله وطننا وقيادتنا الرشيدة.
نقلا عن الاتحاد
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة