مركز الإمارات للدراسات.. 26 عاما من الإنجازات
بفضل دعم القيادة الرشيدة أصبح مركز الإمارات للدراسات في صدارة مراكز الفكر في المنطقة والعالم، باعتباره واحدا من أهم مراكز التفكير.
يحيي مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، السبت، الذكرى السادسة والعشرين لتأسيسه في 14 مارس/آذار 1994.
وتتوج تلك الذكرى 26 عاماً من الإنجازات النوعية والعمل الجاد والجهود الدؤوبة للمركز في دعم صناعة القرار بدولة الإمارات، وترسيخ ثقافة البحث العلمي، وإثراء الساحة الفكرية والثقافية، واستشراف المستقبل.
جهود وضعت "مركز الإمارات للدراسات" في صدارة مراكز الفكر في المنطقة والعالم، باعتباره واحداً من أهم مراكز التفكير الاستراتيجي والاستشراف المستقبلي وصرحاً علمياً وبحثياً ومنارة فكري، ليس داخل الإمارات فقط وإنما في الشرق الأوسط والعالم أيضاً، بفضل دعم القيادة الرشيدة التي وفرت عناصر النجاح والتميز.
وتصادف الذكرى الحالية 2020 "عام الاستعداد للخمسين"، الذي يدخله المركز برؤية طموحة وجادة سعياً إلى أن يسهم في دعم عملية التنمية الشاملة التي تشهدها الإمارات، والإسهام في تحقيق أهداف أكبر استراتيجية عمل وطنية من نوعها للاستعداد للسنوات الخمسين المقبلة.
وتأتي الذكرى في وقت حقق فيه المركز إنجازات نوعية في مختلف المجالات الفكرية والبحثية والعلمية والثقافية، وحصد العديد من الجوائز تقديراً لجهوده واعترافاً بقدره ومكانته المرموقة.
تأسيس المركز
مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تأسس في 14 مارس/آذار 1994، في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بموجب مرسوم أصدره الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، حينما كان يتولى منصب ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وجاء تأسيس المركز تجسيداً لرؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية، في إنشاء مؤسسة بحثية مستقلة ومتطورة، تواكب التطورات الجديدة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تهم الإنسانية، وتصوغ الاستجابات المناسبة، وتضع الاستراتيجيات الملائمة لترسيخ مكانة مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة المتقدمة، في السباق نحو الحداثة.
ووفقاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات، أصبح المركز مؤسسة مستقلة متخصصة بالبحوث العلمية والدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، ذات الأهمية بالنسبة إلى دولة الإمارات ومنطقة الخليج والعالم بأسره.
ومنذ تأسيسه وضع المركز نصب عينيه رؤية محددة وهي "مواكبة الرؤى التنموية الطموحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ودعم السياسات العامة، واستشراف المستقبل في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة".
كما وضع مجموعة من المهام وهي "تقديم الرأي إلى دوائر صنع القرار ومتخذيه بأسلوب علمي رصين، وخدمة المجتمع ونوعي الرأي العام بوسائل عصرية، وتطوير السياسات، وبلورة الاستراتيجيات التي تخدم أهداف التنمية المستدامة".
ولتحقيق تلك الرؤية والمهام، وضع المركز مجموعة من المعايير والضوابط العلمية الصارمة، التي تضمن له تحقيق أهدافه في مجالات البحث العلمي، ودعم صانع القرار الوطني، وخدمة المجتمع؛ ليسهم بصورة فعالة في تحقيق مسيرة التنمية والنهضة الشاملة التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة.
وسرعان ما احتل المركز مكانة مرموقة بين مراكز الدراسات والبحوث العالمية.
إنجازات نوعية
وتحل الذكرى الـ26 لتأسيس المركز وقد حقق إنجازات غير مسبوقة، وأصبحت فعالياته المتنوعة والمتخصصة، محط اهتمام كبار المفكرين والباحثين والسياسيين محلياً وإقليمياً ودولياً، كما غدت إصداراته المتنوعة مراجع قيمة في المدارس والجامعات، يستفيد منها الطلاب والمعلمون في التعليم، كما تعد مراجع للباحثين في إعداد البحوث والدراسات الأكاديمية، وفيما يلي أبرز إنجازات المركز:
قام المركز منذ تأسيسه بتنظيم 1074 فعالية؛ من مؤتمرات وندوات ومحاضرات وورش عمل وغيرها.
في مجال إصدار الكتب والدراسات، أصدر المركز على مدار 26 عاماً 1234 إصداراً تنوعت ما بين كتب ودراسات استراتيجية وعالمية ومجلات متنوعة.
تنفيذ عدد من المبادرات المهمة، كان من أبرزها مبادرة "تحالف عاصفة الفكر"، التي أعلن عنها المركز عام 2015، التي أسست لمرحلة جديدة من التعاون بين مراكز البحوث والدراسات الخليجية والعربية، بهدف دعم عملية صنع القرار، وبناء استراتيجيات عربية موحدة، تضع الأسس والمرتكزات التي تضمن تحقيق الأمن والاستقرار الشامل للدول العربية كافة، وحماية منجزاتها ومصالحها.
أولى المركز الابتكار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي اهتماماً ملحوظاً، وتمكّن من تحقيق عدد من الإنجازات المهمة في هذا المجال.
أولى المركز استطلاعات الرأي اهتماماً كبيراً؛ حيث أجرى عام 2019 فقط 11 استطلاع رأي بشأن العديد من القضايا المهمة، خاصة في المجالات السياسية والاجتماعية بما فيها التعليم والصحة.
في مجال البحث العلمي واصل المركز جهوده في إعداد التقارير والدراسات والأوراق البحثية التي تناولت مختلف القضايا السياسية والاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية والتكنولوجية وقضايا الطاقة؛ حيث أعدَّ خلال عام 2019 فقط 511 تقريراً وورقة بحثية.
يواصل المركز دوره في تعزيز الوعي الفكري والإدراك المجتمعي، وإمداد صناع القرار والقيادات بكل المستجدات المحلية والإقليمية والدولية، وذلك من خلال ما يرسله من رسائل إخبارية عبر تطبيق الواتساب، وما يصدره من النشرات الإخبارية والتحليلية اليومية وغيرها، التي تتناول أبرز القضايا المحلية والإقليمية والدولية.
واصل المركز من خلال مكتبته "اتحاد الإمارات" دوره في خدمة القراء والباحثين؛ حيث بلغ عدد الكتب المتوافرة فيها 518112 كتاباً، فيما بلغ المحتوى الرقمي 5 ملايين مصدر رقمي متنوع متاح للجميع.
كما حرص على إيصال خدماتها إلى أصحاب الهمم، فأنشأ ركناً خاصاً بأصحاب الهمم من ذوي التحديات البصرية يحتوي على مجموعة متنوعة من الكتب بلغة "برايل"، ونتيجة لجهود المكتبة المتميزة، فقد فازت بجائزتين خلال عام 2019 هما: جائزة الشخصية الاتحادية التي يقدمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وجائزة الفهرس العربي الموحد.
القيام بدور كبير في تأصيل ثقافة التسامح والتعايش، فانسجاماً مع رؤية القيادة الرشيدة الرامية إلى ترسيخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة بصفتها عاصمة عالمية للتسامح؛ وأن يصبح التسامح عملاً مؤسسياً مستداماً، نظم المركز "برنامج التسامح والتعايش"، وتم تنظيم دورتين لبرنامج "التسامح والتعايش"، وبلغ عدد الخريجين 26 خريجاً، وتم قبول الدفعة الثالثة من البرنامج في 22 يناير 2020.
إشادات وتكريم وجوائز
وتقديراً لجهود المركز في مجال التسامح، وتنظيمه "برنامج التسامح والتعايش"؛ فقد حظي بتكريم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي؛ وذلك ضمن حفل تكريم الدورة السادسة من "أوائل الإمارات"، الذي أقيم في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات 2019.
واستقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وفد برنامج "التسامح والتعايش" الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بدورته الثانية في ديسمبر/كانون الأول 2019؛ حيث أشاد بالمركز وبدوره في نشر قيم التسامح وتعزيزها.
وتقديراً لجهوده المتنوعة، حصل المركز على عدد من الجوائز العلمية المهمة؛ حيث فاز بجائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها التاسعة لعام 2018 في مجال “جهود المؤسسات والهيئات”.
كما فاز كتاب "دولة الإمارات العربية المتحدة بين ترسيخ الهوية وتعزيز الانتماء"، الذي أصدره المركز، بـ"جائزة الأمير محمد بن فهد لأفضل كتاب في الوطن العربي"، في مجال التنمية الاجتماعية.
وفاز المركز أيضاً بجائزة أفضل الجهات الحكومية العربية في مجال برامج المسؤولية الاجتماعية وفئة تحدي جوائز التميز الحكومي لعام 2019 التي تنظمها المنظمة العربية للمسؤولية الاجتماعية، وأكاديمية جوائز التميز العربية المتخصصة بمجال الاستشارات وإدارة الجوائز الحكومية؛ وذلك تقديراً لدوره العلمي والثقافي المتميز.
إدارة حكيمة
وتقف تلك الإنجازات التي شملت مختلف الجوانب الإعلامية والبحثية والفكرية والتكنولوجية، شاهداً على الدعم الكبير التي توليه القيادة الرشيدة للمركز.
كما تبرز تلك الإنجازات الجهد الكبير الذي يبذله الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي مدير عام المركز، وأحد أبرز المنظرين لمفهوم "دبلوماسية الثقافة والفكر" في المنطقة العربية، كي يواصل المركز مسيرته الناجحة في دعم صناع القرار، وفي خدمة المجتمع بدولة الإمارات العربية المتحدة.
واستطاع السويدي، بفضل إدارته الحكيمة لفريق الباحثين والخبراء في المركز ونشر ثقافة الإبداع والابتكار والتميز، أن يجعل من المركز صرحاً علمياً وبحثياً ومنارة فكرية، ليس داخل دولة الإمارات فقط وإنما في منطقة الشرق الأوسط والعالم أيضاً.
الاستعداد للخمسين.. رؤى طموحة
ويدخل المركز عامه الـ27، الذي يصادف عام 2020 "عام الاستعداد للخمسين" برؤية طموحة وجادة سعياً إلى أن يسهم -كعادته- في دعم عملية التنمية الشاملة التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي تحقيق الأهداف المنبثقة من أكبر استراتيجية عمل وطنية من نوعها للاستعداد للسنوات الخمسين المقبلة.
وبهذه المناسبة، أكد الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وأن الإنجازات الكبيرة وغير المسبوقة التي حققها المركز، مقارنة بعمره القصير نسبياً، وقياساً بغيره من مراكز البحوث على مستوى العالم، كانت بسبب الدعم اللامحدود، الذي أولته إياه قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والمساندة الكاملة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي وضع نصب عينيه أهمية العلم والمعرفة والبحث والتطوير القائم على منهجية علمية مدروسة تستحضر العبر من الإرث الماضي وتنظر إلى الواقع لوضع الخطط والاستراتيجيات المستقبلية.
وأشار إلى أن إيمان القيادة الرشيدة بأهمية البحث العلمي، والدور الذي يلعبه المركز في دعم مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة في دولة الإمارات، شكلاً حافزاً قوياً للتميز والتفوق وتحقيق كل الإنجازات النوعية.
وشدد على استمرار المركز في الالتزام بنهجه القائم على التميز والابتكار والإبداع، كما كان على مدار ستة وعشرين عاماً مضت، وقال: "إننا نسعى جاهدين بكل عزيمة وإصرار إلى تحقيق مزيد من الإنجازات المتميزة والنوعية التي تخدم قيادتنا الرشيدة، ونظرتها الحضارية والإنسانية؛ وتقديم كل ما من شأنه خدمة مجتمع الإمارات والمقيمين فيها، والمساهمة في تحقيق رؤاها واستراتيجياتها الطموحة".
وأضاف أنه بينما تخصص الحكومة عام 2020 عاماً "للاستعداد للخمسين"، حيث تعتزم فيه إطلاق استراتيجية تنموية غير مسبوقة للخمسين عاماً المقبلة، فإن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية يواصل - ما أخذه على عاتقه منذ اليوم الأول لتأسيسه - العمل بجد من أجل دعم صانع القرار في دولتنا الحبيبة ورفده بما يحتاج إليه من معلومات وبيانات تمكنه من اتخاذ القرار الصحيح.
وكذلك العمل لخدمة المجتمع عبر ما ينظمه من فعاليات وأنشطة تسهم في تعزيز الوعي بمختلف القضايا التي تهم دولة الإمارات العربية المتحدة، وما يصدره من دراسات وأبحاث تتعلق بمختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاستراتيجية.