"الإمارات للدراسات" ينظم ندوة عن الأهمية الاستراتيجية لباب المندب
مركز الإمارات للدراسات ينظم ندوة بعنوان "مضيق باب المندب .. آفاق تعاون إقليمي أوسع"
انطلقت اليوم الإثنين، أعمال الندوة التي ينظمها مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، والتي تستمر حتى يوم غد الثلاثاء بعنوان: "مضيق باب المندب..آفاق تعاون إقليمي أوسع"، بحضور نخبة كبيرة من المسؤولين والدبلوماسيين والخبراء والباحثين العرب والأجانب.
وقد استهلت الندوة أعمالها بكلمة ترحيبية للأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام المركز، نقل خلالها تحيات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، للمشاركين وتمنياته لهم بالتوفيق والسداد، مؤكداً على أهمية القضية التي تناقشها الندوة، خاصة في ظل التطورات الراهنة في منطقة القرن الإفريقي بوجه عام، وفي اليمن على نحو خاص.
وتحدث الدكتور السويدي عن أهمية مضيق باب المندب للملاحة الدولية، ولاسيما فيما يتعلق بنقل كميات كبيرة من النفط إلى مختلف دول العالم، وتمتعه بمكانة جيواستراتيجية كبيرة، حيث يربط القارات الأربع: آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا، لافتا النظر إلى التحديات المتعددة التي يتعرض لها المضيق، خاصة في ظل مطامع بعض القوى الإقليمية للسيطرة عليه.
وأكد ان ثمة حاجة ملحة إلى التعامل مع هذه التحديات المتنامية التي تواجه المضيق، بما فيها مشكلتا القرصنة والإرهاب، وذلك عبر تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لحمايته، والبحث أيضاً في آليات جديدة لضمان تأمينه بشكل مستدام، بالاعتماد بشكل أكبر على الجهود الإقليمية.
ثم أعقب ذلك، كلمة رئيسية للسيد عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، أعرب خلالها عن شكره العميق لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، لاختياره هذا الموضوع الحيوي، الذي يرتبط بأمن واستقرار المنطقة .. وأكد 3 حقائق مهمة: أولها إيجاد تعريف أوسع لمفهوم الإقليم الذي يتصل بمضيق باب المندب، من أجل تعزيز التعاون بين الدول كافة التي تطل عليه، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر .
ثانيها ضرورة العمل على تعزيز دور المنظمات الإقليمية، وفي مقدمتها مجلس التعاون لدول الخليج العربية والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي من أجل وضع الأسس الضرورية لحماية الملاحة البحرية في مضيق باب المندب، ثالثها ضرورة أن تكون أي مقاربة لتوسيع آفاق التعاون الإقليمي في باب المندب شاملة، بحيث تأخذ في الاعتبار المصالح الأمنية والاقتصادية، فضلاً عن الاعتبارات البيئية ومصالح الدول المتشاطئة.
وتحدث جون كريستوفر بيلارد نائب الأمين العام، جهاز العمل الخارجي الأوروبي في الاتحاد الأوروبي، عن أهمية منطقة القرن الإفريقي، وخاصة مضيق باب المندب، الذي يمثل أهمية متزايدة للملاحة الدولية، مشيراً إلى أن هناك العديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وفي مقدمتها قضية القرصنة والتنظيمات الإرهابية التي تسعى إلى عرقلة الملاحة في المضيق .
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى تعزيز التعاون مع دول المنطقة لتأمين الملاحة الدولية في المضيق.
وبدورها أكدت مونيكا جوما السكرتير الدائم بوزارة الخارجية الكينية أهمية مضيق باب المندب، الاستراتيجية والاقتصادية والتجارية، ليس لدول المنطقة المطلة عليه فقط، وإنما لمختلف دول العالم، مشددة على أن أي تهديد للملاحة في المضيق سيؤدي إلى تداعيات سلبية على مختلف دول العالم، مشيرة إلى أنه يتعين على دول المنطقة أن تعمل سوياً على التصدي لأي تهديدات أو مخاطر محتملة من شأنها عرقلة الملاحة في المضيق.
ودارت مناقشات اليوم الأول من الندوة حول طبيعة العلاقة بين منطقة القرن الإفريقي وشبه الجزيرة العربية، وتسليط الضوء على الاتجاهات الجيو- سياسية في المنطقة الممتدَّة من الشرق الأوسط والخليج العربي إلى إفريقيا، وأهم تداعياتها على الأمن والاستقرار في المنطقة.